رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب : في الصميم …عشرون عاما والنتائج كارثية

نشر
الأمصار

اليوم هو التاسع من نيسان ولهذا اليوم في تاريخ العراقيين مواقف متباينة فهناك من هلل ورحب بالمحتل ودباباته التي دخلت تجوب شوارع مدن العراق والعاصمة  بغداد يدفعها الكثير من مفردات السياسة  منها التحرر والانعتاق والتخلص من النظام الشمولي  وعقد الزعامة والسعي الى الكراسي والمصالح حتى ان الحاكم المدني بريمر يقول في كتابه عام قضيته في العراق واصفا من التقى بهم في اول اجتماع يقول كنت خائفا ان يطرح علي المجتمعون سؤالا يقول ماذا صنعتم في بلدنا ولماذا دمرتم مدننا وكنت حذرا وجالسا على حافة الكرسي فكان اول كلامهم هو السؤال عن رواتبهم وامتيازاتهم فيقول بريمر عندها جلست على الكرسي معتدلا وعرفت عندها اننا مع اي نوعية من السياسيين نتعامل!!.
بهؤلاء السياسيين كانت اقسى سنوات عاشها العراقيون فقد أصبحت الخيانة وجهة نظر والاحتلال تحرير والفساد ثقافة مجتمع والمال العام مجهول المالك فشرعنوا لسرقته ونهب مؤسسات الدولة وحل الولاء للطائفة  والمذهب محل الولاء للوطن واصبحت مرجعية الاحزاب كلها خارج الحدود وكل يتلقى تعليمات مرجعيته في تدمير ونهب سواء من المحيط العربي او الإقليمي وكانت الحرب الطائفية التي اججها قادة هذه الاحزاب وحصدت ارواح الالوف من ابناء الوطن من شماله الى جنوبه واصبح العراق ساحة لتصفية حسابات الدول ومنازعاتها  وهكذا تم الخراب في وطن اقل ما كان يقال انه كان يمتلك مؤسسات دولة لها سياقات عمل اسوة باي دولة في المنطقة. 
نعم عشرون عاما اختلت فيها موازين قيم المجتمع وأشيعت فيها كل امراضه الخطرة من الدعارة والزنا في المحارم والقتل على الهوية  والخطف وتعاطي المخدرات  حتى ثروات البلد النفطية لم تسلم من السرقة فاساطيل  السيارات الحوضية التي تعبر الحدود على مدار الساعة ناقلة النفط المهرب و(على عينك يا تاجر ) كل ذلك قد خلف كوارث في المجتمع فنحن اكثر دولة فيها تسجل حالات الطلاق  شهريا ونحن اكثر دولة يقتاد مواطنوها على مكبات القمامة ونحن اكثر دولة فيها شهادات مزورة وجنود وموظفون فضائيون وبتنا نسمع عن سرقة القرن وتزوير سندات ٦٨٠٠٠  قطعة ارض سكنية في محافظة واحدة وتعيش محافظة السماوة ونسبة الفقر وصلت فيها الى ٥٠ بالمائة يعني نصف سكان السماوة تحت خط الفقر ولا ادري اين ذهبت ميزانية المحافظة  خلال العشرين سنة الماضية  ولازال في جرد الحساب الشيء المؤلم الكثير  في الصحة والتجارة والتربية والتعليم والصناعة وفي كل شيء حتى دواوين الاوقاف لم تسلم من سرقة المال العام والاختلاس  ولله در ابن خلدون فقد اوجز كل ذلك في مقدمته التي قال فيها واصفا حالنا اليوم:
(عندما تَكثر الجِباية ، تُشرِف الدولة على النهاية ، عِندما تَنهار الأَوطان يَكثر المُنَجِمون والمُتَسَوّلون والمُنَافِقُون والمُدَّعون والقَوَّالون والمُتَصَعلِكون ، وضَارِبوا المَندَل وقَارئوا الكَف والطَالع ، والمُتَسَيسون والمَداحُون والإِنتِهَازيون ، فَيَختَلطُ ما لا يُختَلط ، ويَختَلطَ الصِدق بِالكَذب والجِهاد بِالقَتل ، ويَسود الرُعب ، ويَلوذَ النَاسُ بِالطَوائف ، ويَعلو صَوت البَاطل ، ويَخفُت صَوت الحَق ، وتَشح الأَحلام ويَموت الأَمل ، وتَزداد غُربة العَاقل ، ويُصبِحَ الإِنتماء إِلى القَبيلَةِ أَشَد إِلصَاقاً ، وإِلى الأَوطان ضَرباً مِن ضَروبِ الهَذَيَان ".


المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة يعبر عن وجهة نظر الموقع.