رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

هل زيارة وزير الخارجية السوري لمصر تعيد الدفء للعلاقات بين البلدين "تفاصيل"

نشر
العلاقات المصرية
العلاقات المصرية السورية

أعلنت الخارجية المصرية، اليوم الجمعة، أن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد سيعقد، صباح غد السبت، مباحثات ثنائية مع نظيره المصري سامح شكري في العاصمة المصرية القاهرة.

وتعد زيارة المقداد للقاهرة هي الأولى منذ تعليق مقعد سوريا في جامعة الدول العربية، واندلاع الأزمة السورية في 2011.

زيارة وزير الخارجية المصري إلى سوريا

وفي فبراير/شباط الماضي، أجرى شكري أول زيارة رسمية له لدمشق منذ انطلاق الأزمة السورية 2011، والتقى شكري بالرئيس السوري بشار الأسد، إضافةً إلى المقداد.

وتطرق اللقاء إلى العلاقات التاريخية بين البلدين، كما أعربت القيادة السورية عن بالغ تقديرها لما يحظى به السوريون في مصر، من معاملة طيبة واحتضان من الشعب المصري.

بداية عودة العلاقات المصرية السورية

وأصبحت العلاقات السورية - العربية، آخذة في التحسن، بعد مأساة الزلزال الذي وقع في السادس من شباط/فبراير، ودفع دولاً في المنطقة إلى إرسال كميات  من المساعدات إلى دمشق.

وعقب وقوع الزلزال، أرسلت مصر طائرات وسفن محملة بالمساعدات الطبية والإغاثية إلى سوريا.

كما أجرى وزير الخارجية المصري اتصالاً بنظيره السوري فيصل المقداد، من أجل تقديم العزاء بضحايا الزلزال المروّع.

تفاصيل زيارة سامح شكري إلى سوريا لأول مرة منذ أكثر من عقد 

فتحت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى العاصمة السورية دمشق، لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن، الباب أمام احتمالات تسريع وتيرة عودة العلاقات بين البلدين، وانضمام القاهرة إلى ركب دول عربية استأنفت علاقاتها مع حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد سنوات سادها الفتور.

وجاءت زيارة شكري، التي كانت ضمن جولة قادته كذلك إلى تركيا، للتعبير عن تضامن بلاده مع البلدين، عقب كارثة الزلزال، الذي خلف آلاف القتلى.

رسائل إنسانية وسياسية في زيارة شكري لسوريا

وفق حديث وزير الخارجية المصري، وهو أعلى مسؤول يزور سوريا وتركيا منذ سنوات، فإن زيارته أتت في المقام الأول لـ"نقل رسالة تضامن" من مصر مع الشعبين الشقيقين عقب كارثة الزلزال الذي خلف نحو 46 ألف قتيل في البلدين. 

ورداً على سؤال حول إمكان عودة العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها، عقب لقائه كلاً من الأسد ووزير خارجية النظام فيصل مقداد، أوضح شكري أن "الهدف من الزيارة إنساني بالدرجة الأولى لنقل التضامن على مستوى القيادة والحكومة، وعلى مستوى الشعب المصري إلى الشعب السوري"، مشيراً إلى أنه نقل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى نظيره السوري رسالة "تضامن ومواساة للشعب السوري الشقيق، واستعداداً للاستمرار بتقديم ما نستطيع من دعم لمواجهة آثار الزلزال". 

وتابع "سنتخذ من هذه الزيارة مجالاً لتكثيف جهودنا لتوفير المساعدات"، مشيراً إلى أن مصر قدمت ما يزيد على 1500 طن من المساعدات، وأنها على استعداد لتوفير كل الدعم للشعب السوري.

بشار الأسد يشكر مصر على الدعم المستمر

وفي وقت لاحق شكر الأسد، وفق بيان صدر عن رئاسة النظام السوري، مصر لما قدمته "من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال". 

وأكد أن سوريا "حريصة على العلاقات التي تربطها مع مصر"، معتبراً أن "العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام".

دليل عدم انقطاع العلاقات المصرية السورية

ولم تنقطع العلاقات بين القاهرة ودمشق يوماً بشكل كامل، إذ أبقت مصر سفارتها مفتوحة في دمشق طوال سنوات الأزمة السورية، لكنها خفضت مستوى التمثيل الدبلوماسي وعدد أفراد بعثتها، إلا أن زيارة شكري هي الأولى لوزير خارجية مصري إلى العاصمة السورية منذ اندلاع الأزمة منتصف مارس (آذار) 2011. وفي عام 2021 التقى شكري المقداد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كذلك في عام 2016، استقبلت القاهرة مدير إدارة الاستخبارات العامة السورية علي المملوك في أول زيارة معلن عنها أجراها إلى الخارج منذ اندلاع الحرب في 2011.

وجراء كارثة الزلزال، أجرى الرئيس المصري اتصالاً هاتفياً بالأسد، في 7 فبراير، كان الأول من نوعه منذ تولي السيسي السلطة في مصر عام 2014، بينما أرسلت القاهرة شحنات عدة من المساعدات إلى سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
 

إجماع عربي على عودة العلاقات مع حكومة دمشق

وفي وقت بدأ يتشكل إجماع عربي وإقليمي حول أهمية عودة العلاقات والحوار مع حكومة دمشق لمعالجة بعض التحديات العالقة في العلاقات العربية - العربية".

وإثر كارثة الزلزال في السادس من فبراير (شباط) الحالي، يجد الأسد في التضامن الواسع معه "فرصة" لتسريع عودة علاقاته مع محيطه الإقليمي، إلا أنه هناك ضغوط إقليمية ودولية جارية لا تزال غير متوافقة بشأن وتيرة التسريع العربية لمسار عودة العلاقات مع الأسد"، على خلفية الأحداث السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد منذ عام 2011، مما يثير الأسئلة بشأن خطوات القاهرة المقبلة على طريق استئناف علاقاتها مع دمشق.