رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

من الزفة السوداني للإنجيرا الإثيوبي.. كيف يستقبل أبناء حوض النيل رمضان؟

نشر
الأمصار

يعد مجرى نهر النيل موطن للعديد من الشعوب من أبناء حوض النيل بداية من منابعه سواء الدائمة عند البحيرات الكبرى أو الموسمية أعلى الهضبة الإثيوبية حتى يصل لمصبه في البحر المتوسط، فهو أطول أنهار العالم، وبعد طول انتظار تحتفل الشعوب بقدوم شهر رمضان الكريم، فهو من الشهور التي تتميز بأجواء روحانية وطقوس مختلفة خاصة لدى  شعوب حوض وادي النيل، فيتميزون بطقوس وتقاليد وعادات تميزهم عن بقية شعوب العالم بالرغم من المشاكل والنزاعات التى يعانى منها البعض منهم.

ومن هذا المنطلق، نتستعرض خلال هذا التقرير أبزر ملامح أستقبال شهر رمضان الكريم لدي  ابناء حوض النيل وشعوبه التي تميزت بطقوس وعادات ذات طابع خاص تميزهم عن غيرهم من شعوب القارة السمراء .

السودان

ومن أولى هذه الدول  من  ابناء حوض النيل  دولة السودان، التي يحتفل شعبها بقدوم شهر رمضان قبل مجيئة بفترة طويلة، فبدًء من شهر شعبان تنبعث الروائح الجميلة من المنازل السودانية وتعرف هذه الروائح برائحة "الأبري" أو "المديدة".

ويبدأ أهالي السودان بتهنئة بعضهم البعض بقدوم شهر رمضان الكريم، ومن عبارات التهنئة  المتعارف عليها بينهم في هذه المناسبة قولهم: "رمضان كريم)"وتكون الإجابة بالقول "الله أكرم" أو "شهر مبارك عليكم" أو: "تصوموا وتفطروا على خير".

ومن عادات أهالي السودان أيضًا أن ربات البيوت اعتدن على تغيير كافة أواني المطبخ تعبيرا منهم واحتفالا بقدوم الشهر الكريم، ومن العادات أيضا تبدأ المدن بتجهيز المدافع المعلنة موعد الأفطار وقت الإذان .

ومن مظاهر استقبال شهر رمضان لدى الشعب السوداني، يتم تنظيم ما يعرف بـ"الزفة" وهي مسيرة مكونة من رجال الشرطة، ورجال الطرق الصوفية وايضا يشارك فئات الشعب شبابا ورجالا ويجتمع هؤلاء الرجال ويطوفون في المدن الكبرى معلنين بدء شهر الصيام وذلك بعد ثبوت رؤية الهلال.

ومن المظاهر الروحانية أيضا في السودان، تبدأ المساجد في إضاءة المصابيح الملونة على المآذن، وعلى مدار شهر رمضان تظل الأضواء الخاصة مضيئة، وتظل  أيضا المساجد عامرة طوال هذا الشهر المبارك بالرواد من المصلين والمتعبدين.


جيبوتي

أما أهالي جيبوتي فيحرصون على استقبال شهر رمضان الكريم بأضواء الألعاب النارية التي تطلقها الدولة والسلطات العمومية كما تضاء منارات المساجد في كل مكان إعلانا عن استقبال شهر رمضان الكريم.

ويتم التأكد من ثبوت رؤية هلال شهر ؤمضان من خلال مجمع الفقهاء الذي يتحرى الهلال فإذا لم تثبت رؤيتهم لا يعلنون إتمام شهر شعبان بل يعتمدون على الدول المجاورة وخاصة المملكة العربية السعودية أخذا بمبدأ وحدة الإستطلاع.


ومن أكبر المساجد في دولة جيبوتي  مسجد الحمودي، فهو من أكثر المساجد التي تستقبل أعدادًا كبيرة من المصلين وقت المغرب والتراويح، حيث يفضل الكثيرون الإفطار على التمر ثم أداء صلاة المغرب هناك قبل العودة إلى بيوتهم.


إثيوبيا

ومن الدول القارة السمراء الذين يحرصون على استقبال شهر رمضان المسلمون في اثيوبيا، فيحرصون على استقبال الشهر الكريم من خلال تجهيز المأكولات الخاصة به.

وأيضا من خلال تمثل البقوليات والحبوب كالشعير، والدخن، والحلبة، صناعة المرق والمشروبات الساخنة فضلا عن تجهيز دقيق خبز الإنجيرا "الخبز الإثيوبي" ومداخلات الأطعمة كالشطة والبهارات النفاذة التي تمثل أهمية رئيسة في معظم الأطعمة الإثيوبية.

ويحرص أيضا الشعب الاثيوبي من  ابناء حوض النيل  على تجهيز معجنات للخبائز والسمبوسة فهم من العادات  التي اكتسبت من البيئات العربية التي هاجر لها الكثيرون، وتختلف الخبائز في تنوعها وأشكالها بحكم القدرة المادية والتفاوت الاجتماعي.

ويتم رؤية الهلال في اثيوبيا، من خلال سباق المسلمون 
في الأيام الأخيرة من شهر شعبان إلى الجبال والمرتفعات بجميع الأطياف من شباب، وصبيان وكبار سن شوقاً لرؤية الهلال.

وفقا لرؤية الهلال يُعلن عن بداية الشهر بضرب الدفوف أو بنفخ الأبواق، وكذلك بإطلاق أصوات السلاح، وينتشر خبر رؤية الهلال من قرية لأخرى حتى يعم كل الأطراف.

أوغندا

ومن الدول التي تحرص على استقبال شهر رمضان بصورة مميزة هي دولة أوغندا فيحتفظ مسلمو دولة أوغندا على  موروثاتهم القديمة خلال هذا الشهر.

ويستعد  الأوغنديون لاستقبال شهر رمضان من خلال الاقبال على التمر السعودي الذي ينتشر في المحلات قبل حلول شهر رمضان بقليل؛ فيفطرون عليه بالإضافة إلى كوب من اللبن.

تنزانيا

يستعد التنزانيون من  ابناء حوض النيل  لاستقبال  شهر رمضان بدءًا من منتصف شعبان ويزيّنون الشوارع والمساجد وحتى المحال التجارية، وينتهزونه فرصة لصلة الأرحام والتقارب الاجتماعي.

وتضيء الشوارع في تنزانيا بالزينة والأنوار فى المحلات والمساجد والمنازل احتفالا بقدوم شهر رمضان الكريم، 
والذى يعدون لها بدءا من منتصف شهر شعبان.

ويعد "التزاور" من أكثر العادات التى يحرص عليها مسلمو تنزانيا للتحضير لشهر رمضان، ويكون ذلك منذ منتصف شهر شعبان.

كينيا

يستعد المسلمون في دولة كينيا على استقبال شهر رمضان الكريم من خلال تزين المساجد المحلية استعدادًا لاستقبال المصلين خلال أيام شهر رمضان الكريم.

ومن عادات التحضير لشهر رمضان، يبدأ عمل المسحراتي  قبل بداية الشهر بيومين أو ثلاثة، أي منذ رؤية استطلاع هلال رمضان، حيث يقوم بالتجول في أحياء المدينة وأسواقها التي يسكنون فيها بأكملها قبل رمضان.