رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أ. د عبد الكريم الوزان يكتب: ماقل ودل.. "أيام المزبن كضن"!!

نشر
الأمصار

من قصيدة للشاعر الراحل مظفر النواب.
دك راسك إبكاع العشك 
واصعد أمراجف للدف
أيام المزبن كضن 
دكضن يأيام اللف
………………………
كالو شمسكم بينت
وجرينه الف هلهوله
ملينه من ليل الظنه
وليل الظلام إشطوله
الدنيه موعوده أبفرح
والفرح بيدك نوله
مدينه نلكط فرحته
دبجات صفكه ونحتف
شو طلع سيباط العنب
من أمس كاضي أمنظف
ايام المزبن كضن
دكضن يا أيام اللف.
وهذا المثل يضرب لتردي الحال من سيء الى أسوأ ، ومع هذا فان الحالين ينقضيان مع صعوبتهما. والمزبن سكائر كانت في القرن المنصرم تبرم بماكنة وتخرج من المعامل، لكنها بدون فلتر، وكانت تباع بشكل مائة سيكارة باللفة الواحدة، يدخنها الفقراء من الذين لايستطيعون شراء السكائر الاخرى، في حين ان اللف سكائر ايضا يلفها المدخن بيده. اما ورق هذه السيكارة فهو دفتر صغير يسمى "البافره" (١).
وفي أيامنا هذه  نجد تحسنا أمنيا بشكل عام، بإستثناء ظاهرة تصاعد اغتيال الكفاءات التي طفت على السطح مؤخرا، والتي تمثل خطا ممنهجا لافراغ العراق من رموزه العلمية. وهي حالة خطيرة تستوجب الوقوف عندها وايلاء أهمية كبرى لها. ولاننكر انقضاء ايام صعبة  على شعبنا في سنوات خلت. واليوم في ضوء التطور التكنولوجي والانفتاح على الخارج، وفي ظل عالم اتصالي مفتوح، فإننا نأمل ان نصل الى حال أفضل . فنتطلع الى تحسن اقتصادي ، وتوافق مجتمعي، يقودنا نحو تحقيق حياة حرة كريمة.
و يقع على عاتق الاعلام الى جانب الجهات التشريعية والتعليمية والأمنية بالدرجة الأولى أكثر من غيرها، دور كبير في القضاء على  (أيام اللف)!!، ومنها البطالة، وملفات الفساد، وتطوير الواقع الصحي، وفرض سيادة العراق، وبخاصة فيما يتعلق بحصص البلاد المائية ، والتجاوزات الحدودية، واذا ما أخلصنا بأداء ذلك بكل أمانة ودقة، فإننا نكون تجاوزنا بالفعل (أيام المزبن واللف)!!.

١- بتصرف وتعريق ، عبدالله السكوتي، ايام المزبن..، الحوار المتمدن ، ١٥-٢-٢٠١٣