رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تحت الأنقاض.. شهادات لـ"الأمصار" من منكوبي الزلزال في حي الشيخ مقصود بحلب

نشر
الأمصار

لا يمكن الحديث عن مدينة حلب العريقة والتغييرات السياسية داخلها دون ذكر حي الشيخ مقصود بحلب، ذو الأغلبية الكردية الذي سيطرت عليه وحدات حماية الشعب منذ بداية الأزمة السورية، وتعرض لقذائف وقصف المعارضة بشكل مستمر، لتأتي كارثة الزلزال وتروي فصلاً جديدًا من مقاومة الحي ضد مآسي الطبيعة بعد أن قاوم وأهله الحرب والقصف منذ عام 2011.

كشفت روشين موسى عضوة حزب الإتحاد الديمقراطي في حي الشيخ مقصود بحلب، أنه  في ظل الحصار المفروض على حي الشيخ مقصود والاشرفية من قبل سلطة دمشق، ما زال الأهالي يعانون من أزمة خانقة اقتصاديًا قبل حدوث الزلزال مما فاقم الأوضاع بعد حدوثه.

وأكدت موسى لـ"الأمصار"، أن  حي الشيخ مقصود بحلب يشكل موازيك من ناحية الجغرافية ومن مكونات موجودة  من خلال العمل يومي وتأمين مستلزمات المعيشة  بين الشعب، وخلال الأيام التي حدث فيها الزلزال قامت إدارة اخياء برغم قلة إمكانيات تغطية كافة الشعب من تأمين مأوى وخيم ومن أكل وشرب ولكن الفرقة الرابعة منعت دخول مادة الطحين وحتى حليب اطفال، مما أدى فقدان طفلين حياتهما  من قلة مادة التدفئة في منازل.

وأضافت عضوة حزب الإتحاد الديمقراطي في  حي الشيخ مقصود بحلب، أن هناك أكبر من مأساة وخاصة في الوضع الحالي، حيث يعاني الشعب من قلة فرص العمل.

وطالبت موسى، من  حكومة دمشق فك الحصار كلي على جميع الشعب السوري وخاصة  حي الشيخ مقصود بحلب، مشيرة إلى أنه وفد عشرات من سكن منكوبين من طرف النظام إلى إحياء الشيخ مقصود، وتم تأمين السكن والمواد الأساسية لهم.

وأردفت عضوة حزب الإتحاد الديمقراطي في حي الشبخ مقصود بحلب،  أنه تم تشكيل لجنة من قبل بلدية الشعب وبعض مهندسين، للكشف عن المباني المتضررة الغير قابلة للسكن، وسيتم خلال اليومين تقرير عام عن المباني المتضررة، والمباني التي لم تتضرر وقابلة للسكن.

"نحتاج لكل شيئ ولا يوجد سند غير الله" هكذا وصف محمد حسين أحد المهجرين من أحياء النظام للشيخ مقصود الوضع، مبينًا أنه وقت الزلزال خرج من منزله وهرب من الحي مع والده، مشيرًا إلى أن أكثر ما واجهه من عقبات أثناء الرحلة للشيخ مقصود هو عدم توفر سيارات متجهة للحي مما أضطرهم لقضاء ليلتهم في الطريق إليه.

وأكد حسين، أنه الآن يسكن خيمة في  حي الشيخ مقصود بحلب، واستقبل  بترحاب شديد وبكل محبة وعاملوه كأحد سكان الحي وأسكنوه داخل خيمة، مبينًا أن الخيم لم تستوعب كل الفارين للحي،  لعدم وجود سوى 3 خيم وباقي الناس يفترشون الأرض أو ينامون داخل السيارات، 

وأضاف المهجر الحلبي، أنه لا يوجد ملابس أطفال أو حليب أو أدوية أطفال، ولكن الغذاء متوفر بشكل جيد

“ليست هناك احصائية دقيقة ونهائية لعدد الضحايا” بتلك الكلمات استهل الكاتب السياسي والإعلامي جميل رشيد من سكان حي الشيخ مقصود، حديثه عن مأساة حي الشيخ مقصود، مبينًا أن هناك ورود لضحايا جدد بشكل مستمر بعد رفع الأنقاض عن الأبنية المنهارة، والمشافي الحكومية المبيرة مثل المشفى الجامعي الكبير والرازي وجميع المشافي الخاصة تكتظ بالمصابين والعدد يفوق طاقاتها الاستيعابية.

وأكد رشيد لـ"الأمصار"،  أن حيي الشيخ مقصود والأشرفية، وهما ذا أغلبية كردية ولها إدارة خاصة بهما شهد هو الآخر سقوط ضحايا وجرحى، بلغ عددهم 6 قتلى، بينهما طفلان وأربعة رجال إضافة إلى 43 جريحاً، 

واضاف الكاتب السياسي والإعلامي أن الحي لم يشهد انهيار مباني بشكل كامل، لكن حدثت بعض الانهيارات الجزئية، وخاصة شرفات المنازل العالية، حيث سقطت بعض كتل الخرسانة والحجارة على رؤوس بعض الفارين من منازلهم ما تسبب في موتهم، وحدثت تصدعات وتشققات في بعض الأبنية، وهناك لجان فنية الآن تعاين جميع الأبنية، وهي ستقرر عودة الأهالي لمساكنهم، 

وأوضح رشيد، أن الكارثة في بعض أحياء حلب الأخرى لاسيما الخاضعة للنظام أكبر، حيث أن آخر الأرقام تتحدث عن نحو 300 ضحية و2500 جريح، وكل يوم تنهار مباني جديدة، حيث كان آخر انهيار لثلاث مباني اثنان في حي المشارقة والآخر في حي المواصلات.