من تحت الأنقاض لقاعدة توريخون..أسرار رحلة سوريون ضحايا زلزال تركيا المدمر لإسبانيا

كشفت صحيفة “إلبوبليكو” الإسبانية، أنه هبط تسعة وثمانون لاجئًا سوريًا تضرروا من زلزال تركيا المدمر، قادمين من مناطق مختلفة من ذلك البلد ، يوم السبت في قاعدة توريخون دي أردوز الجوية (مدريد) لاستقبال إسبانيا.

وقد أفاد وزير الدمج والضمان الاجتماعي والهجرة، خوسيه لويس إسكريفا ، أن هؤلاء الأشخاص يتمتعون أيضًا بوضع اللاجئين من الحرب السورية ، الذي استقبلهم مع وزيرة الدولة للهجرة ، إيزابيل كاسترو.

وقال الوزير ، إن الترحيب بلاجئي زلزال تركيا المدمر هو "أفضل طريقة لإسبانيا لإظهار التضامن ، سواء مع اللاجئين من الحرب أو أولئك الذين تضرروا من هذه الدراما الهائلة" ، الذي قال إن هؤلاء الأشخاص سيتجهون إلى موارد من نظام الأمن الاجتماعية من إحدى عشرة مقاطعة في إسبانيا.

على وجه التحديد ، الوجهات المضيفة للاجئي زلزال تركيا المدمر هي ألافا ، غوادالاخارا ، مالقة ، بونتيفيدرا ، إشبيلية ، سوريا ، تاراغونا ، فالنسيا ، بلد الوليد ، سرقسطة وإمارة أستورياس.

يعد  الـ 89 لاجئاً من زلزال تركيا المدمر (47 رجلاً و 42 امرأة) هم عائلات مكونة من آباء وأطفال ، بما مجموعه 16 وحدة عائلية ، خمسة منهم وحيدة الوالد ، تتكون من أم وحيدة مع قاصر معال ؛ من بين إجمالي المعاد توطينهم ، هناك 43 قاصرًا (18 منهم دون سن 10 سنوات).

وأكد إسكريفا أن حكومة إسبانيا عملت "بشكل مكثف" لتنفيذ المهمة ، ويسعدها أن إسبانيا هي "أول دولة في أوروبا تستقبل اللاجئين في هذا الوقت". 

كما شكر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة ، الحاضرين في حفل الاستقبال ، على عملهما في تنسيق عملية تم تنفيذها في وقت "قياسي".

كان اللاجئون من ضحايا زلزال تركيا المدمر في منطقة بتركيا على الحدود مع سوريا ووصلوا إلى مطار توريخون الساعة 2:00 مساءً ؛ وشاركت عشرات المؤسسات والهيئات والكيانات في الجهاز لنقلها ، بالإضافة إلى وزارة الدمج ، التي نسقت العملية برمتها من الوصول إلى الإحالة اللاحقة إلى مراكز نظام الاستقبال.

شكر اسكيرفا  أيضا عمل الوزارات المختلفة التي شاركت في العملية ، مثل الداخلية ، مع وجود وحدات مختلفة في إنزال اللاجئين ؛ وزارة الخارجية ، التي قامت "بعمل ممتاز" في قنصلية اسطنبول والتي "عجلت جميع الإجراءات" ؛ والدفاع الذي أقام قاعدة توريخون دي أردوز الجوية لوصول هؤلاء الأشخاص.

خطة استقبال متضرري الزلزال 

أوضح إسكريفا أن الخطة الأولية كانت لاستقبال 129 شخصًا من متضرري زلزال تركيا المدمر، ولكن لأسباب مختلفة ، وصل 89 شخصًا أخيرًا ، لذا ستعمل الوزارة على فرقة ثانية "بمجرد استيفاء الشروط" لجلب المزيد من الأشخاص .

في الوقت نفسه ، حددت أنه بالإضافة إلى توفير سكن بديل للاجئين ، سيتم منحهم أيضًا الدعم من وجهة نظر قانونية ونفسية اجتماعية. 

وفقًا لبيانات وزارة الدمج والضمان الاجتماعي والهجرة ، أعادت إسبانيا منذ عام 2016 توطين 3،408 شخصًا ، أي أكثر من 80٪ من الجنسية السورية. 

في عام 2022 ، تمت إعادة توطين 1112 شخصًا ، و 1045 سوريًا ، بينما يتم حتى اليوم رعاية 1294 سوريًا في نظام الاستقبال ، وصل 1187 منهم في إطار برامج إعادة التوطين الوطنية.

ضحايا الزلزال المدمر 

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، الجمعة، إلى نحو 51 ألف متوفي.

وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "أفاد": "إن الزلزال أسفر عن وفاة 44 ألفا و218 شخصا في ولايات قهرمان مرعش وغازي عنتاب وشانلي أورفة وديار بكر وأضنة وأدي يامان وعثمانية وهطاي وكليس وملاطية وإيلازيغ".

وأشارت "آفاد"، إلى تسجيل 9 آلاف و136 هزة ارتدادية عقب الزلزال الذي كان مركزه ولاية قهرمان مرعش فجر 6 فبراير الجاري.

وأكدت أن عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من المناطق المتضررة بلغ 528 ألفا و146 شخصا.

وفي سوريا، بلغت الحصيلة الأخيرة لضحايا الزلزال والهزات الارتدادية 6760 متوزعين على 2234 قتيل في مناطق سيطرة النظام السوري، من ضمنهم 5 في الزلزال الجديد 20 فبراير.

وأفادت مصادر طبية سورية: "بوجود آلاف المصابين في زلزال سوريا بينهم المئات بحالات حرجة".

 وفي الـ6 من شباط الجاري، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سورية، تبعه آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف معظمهم في جنوب تركيا، إضافةً لوجود دمار هائل في المباني والبنية التحتية.