رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الصومال يطلق حملات "رد الجميل" لتركيا

نشر
زلزال تركيا
زلزال تركيا

تضامنا مع متضرري زلزال تركيا، أطلق صوماليون مبادرات رسمية وشعبية لجمع تبرعات عينية ومادية، لرد الجميل للشعب التركي الذي قدم العون للصومال في محنته الإنسانية والأمنية.

ورغم ضيق ذات اليد وتعاقب الأزمات عليهم، حاول الصوماليون قدر المستطاع التعبير عن وفائهم تجاه الشعب التركي الشقيق، الذي يواجه واحدة من أكبر الكوارث خلال عقود.

وشملت جهود الاستجابة لدى الشعب الصومالي جميع المستويات، الرسمي والشعبي، إضافة إلى جهود منظمات مجتمعية أطلقت حملات لإنقاذ متضرري الزلزال.

وفجر 6 فبراير/ شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا، بلغت قوة الأول 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، إضافة إلى مئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.

رد الجميل

على المستوى الرسمي، قال وزير العدل الصومالي حسن معلم، إن "اللجنة التي شكلها رئيس الحكومة (حمزة عبدي بري) جاءت بتوجيهات من رئيس الصومال حسن شيخ محمود، للوقوف إلى جانب الشعب التركي الشقيق ورد الجميل".

والأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الصومالي تشكيل لجنة وطنية وزارية لدعم المتضررين من زلزال تركيا، مؤكدا في بيان، أن الصومال "حكومة وشعبا يقف إلى جانب الشعب التركي، كرد جميل".

وأضاف معلم، للأناضول، أن "الشعب التركي قدم الكثير للصوماليين وفي أصعب أوقاتهم، ولا بد من رد الجميل على الأقل في هذه الوقت العصيب الذي يمر به الشعب في تركيا".

وأشار الوزير، إلى أن "اللجنة الوطنية ستعمل بالتعاون مع الشعب على بدء حملة جمع التبرعات العينية والمادية لتقديم العون على المتضررين من الزلزال من عائلات ونساء وأطفال".

ونظمت عدد من المؤسسات الرسمية والخاصة جلسات تأبين لضحايا زلزال تركيا، بينها بلدية العاصمة الصومالية مقديشو، في 9 فبراير/شباط الجاري، وجامعة مقديشو (خاصة)، في 11 من الشهر نفسه.

وتتصدر تركيا الدول الداعمة للصومال خلال أزماته الأمنية والإنسانية، وكان آخرها إرسالها أدوية وأطباء لعلاج مصابي تفجير تقاطع "زوبي" بالعاصمة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي راح ضحيته أكثر من 100 شخص.

دعم رمزي

وإلى جانب عمل اللجنة الوطنية لدعم المتضررين من زلزال تركيا، تستمر المبادرات المؤسساتية والفردية لجمع التبرعات، وتقديم العون إلى إخوانهم في تركيا.

إذ سلمت مؤسسة زمزم الخيرية (غير حكومية)، السفارة التركية في مقديشو، شيكا قيمته 50 ألف دولار، للمشاركة في دعم الشعب التركي الذي تضرر بفعل كارثة الزلزال.

وقال المدير العام للمؤسسة عمر جامع، إن "ما يواجهه الشعب التركي من تبعات الزلزال أمر مؤلم جدا"، مشيرا إلى أن تبرعاتهم "مجرد مبلغ رمزي نسعى من خلاله أن نعبر عن تضامننا مع تركيا حكومة وشعبا".

وأضاف، جامع، للأناضول: "نعلم أن احتياجات الشعب التركي كثيرة في هذه الحالة، ونحن كشعب صومالي نريد تقديم كل ما في وسعنا كرد الجميل للشعب التركي الذي وقف إلى جانبنا عند الشدائد".

من جهتها، أطلقت "رابطة خريجي الصومال في الجامعات التركية"، حملة تبرعات مالية لمساعدة منكوبي الزلزال.

وقال عضو الرابطة ياسين إبراهيم: "نحن الطلاب المنتسبين للجامعات التركية، قررنا إطلاق حملة تبرعات، لتشارك الأحزان مع الشعب التركي الذي رحب بنا وقدم لنا الكثير خلال مسيرتنا التعليمية".

وأضاف إبراهيم، للأناضول: "استفدنا من المنح التركية، ودرسنا في الجامعات التركية بشكل مجاني، وسط ترحيب من الإخوة الأتراك، لذا علينا أن نرد الجميل للشعب التركي، وأن نقدم شيئا يعكس مدى تضامننا إليهم على الأقل".

وأشار إلى أنه تبرع بنصف راتبه لحملة التبرعات التي أطلقها اتحاد خريجي الجامعات التركية، تعبيرا عن دعمه ووقوفه إلى جوار الشعب التركي الشقيق.

تعاطف واسع

وأحدث زلزال تركيا حالة تعاطف واسعة في أوساط الصوماليين، وخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بين معبر عن تضامنه بالدعاء والتضرع إلى الله، أو حث الشعب والحكومة على التحرك لدعم إخوانهم الأتراك.

ودعت الناشطة الصومالية سميرة أحمد، "المواطنين إلى التضامن مع الشعب التركي وتقديم يد العون لإخوانهم المنكوبين من الزلزال".

وقالت أحمد، للأناضول، إن "الشعب التركي إخواننا، وهم بحاجة للمساعدة، وعلينا أن نمد يد العون لهم مهما كان حجمها".

فيما قال النائب محمد إبراهيم: "الشعب التركي يحتاج إلى الدعم وعلينا كصوماليين التحرك نحو إخواننا الأتراك".

واقترح النائب عبر فيسبوك، فتح صندوق أو حساب بنكي لجمع تبرعات، مشيرا إلى أن "التبرع بدولار قد يساعد شخصا لا يقوى على تحمل البرد القاسي".

ومنذ الزلزال، عبر ناشطون عرب على مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم وتضامنهم مع المتضررين في كل من تركيا وسوريا، كما انتشرت دعوات إلى جمع تبرعات عينية ومالية لإغاثة المتضررين.