رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مظاهر عيد الأضحى في دول الخليج العربي

نشر
الأمصار

“الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد” بمجرد أن نسمع تكبيرات العيد بصوت أئمة الحرم المكي  تغمرنا سعادة عارمة مصحوبة باسترجاع الذكريات الجميلة المرتبطة بيوم العييحل علينا عيد الأضحى بعد إتمام يوم عرفة حاملاً معه للمسلمين البهجة والسرور، وتتجسد مراسم الاحتفال بعيد الأضحى السعودية بعدة أشكال وصور. وقد تختلف باختلاف ثقافة البلدان إلا أن جميعها هدفها هو نشر الفرح والسرور على المسلمين.

الشعب السعودي في المملكة العربية السعودية  يتمسك بالعادات والتقاليد  المتوارثة من أجدادهم منذ قديم .

يبدأ يوم العيد في السعودية بالمناسك الدينية المفروضة، فيلبس الرجال ثيابهم ويتطيبون بالعود قدوة بالرسول الكريم. ويذهبون إلى المساجد لتأدية صلاة العيد والاستماع إلى خطبة العيد ومن ثم تردد تكبيرات العيد.

بعد ذلك ومن عادات العيد في السعودية يحمل الأطفال سلال الحلوى لتوزيعها على المصلين ويقومون بتبادل تهاني العيد “عساكم من عواده”.

بعد الصلاة والتكبيرات، تجتمع العائلة في الصباح لذبح أضحية العيد، ثم توزيعها على مستحقيها وطهي جزء من الأضحية لأهل المنزل.

بعد ذبح الأضحية يتم تحضير طعام فطور كبير لكافة العائلة ويجلسون في سفرة واحدة وسط الأجواء المليئة بالفرح واللحظات الجميلة و الضحكات والأحاديث التي تملأ المكان، ثم يبدؤون بتبادل الزيارات والمعايدات، وبالطبع لا يخلو أي منزل في عيد الأضحى في المملكة العربية السعودية من ضيافة العيد المقدمة من المعمول والكعك بالتمر أو الكليجة ويتم تقديمها إلى جانب القهوة وشوكولاتة العيد المزينة بعبارات العيد أو برسمة أضحية كرمز لعيد الأضحى.

 

اما احتفالات عيد الأضحى باليمن .. تقاليد عريقة لم تهزمها الحداثة:

معالم الاحتفالات اليمنية بعيد الأضحى المبارك، ما زال الشعب اليمني يتمسك بشدة، بعادات وتقاليد عريقة متوارثة، تحمي بناءه وتجانسه، وتظهر وحدته وتآلفه وثقافته المميزة، في أروع صورة فرحة ومبهجة في تلك المناسبة الدينية الجليلة.

للعيد في حياة اليمنيين حكايات وتقاليد وعادات، تستمد بقاءها من تمسك الناس بها.

عادة صلة الأرحام وزيارة المرضى، ومعاودة الأهل والأقارب والجيران. اليوم الأول في العيد وتحديداً في صنعاء، تحول إلى “مهرجان للمصافحة”، ليس بين الأقارب فقط، بل بين جميع المواطنين والسكان.

أينما ذهبت أو وجهت وجهك ستجد واقع الحال يقول: “العيد.. لا مكان للخلاف”. وذلك في مناسبة دينية عظيمة، يتفق الجميع على السمو فيها فوق الجراح، حيث صفاء النفس ولا غير صفاء النفس والروح.

مع إشراقة يوم عيد الأضحى، يلبس الرجال قميصًا مكممًا وطويلاً يصل إلى القدم مع جنبية “خنجر” معكوف، في داخل خشب مزين بنحاس أو خيوط خضراء، مع حزام ذهبي اللون، مُصطحبين الأطفال إلى الساحات والمساجد، لأداء صلاة العيد فيما انشغلت النساء بتجهيز البيت .

الطعام اليمني ، هو ما يميز اليمن في احتفالات العيد؛ ففي الإفطار يختلف اليمنيون في عادة تناول اللحم، حيث يتناولون الكعك وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بالعيد، سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى.

أما وجبة الغداء اليمنية في العيد، فتشتمل على (الزربيان) وهو طبق من اللحم والأرز، وقد يضاف إليه الزبيب والبطاطا، وأيضا هناك (السبايا)، وهي خليط من الدقيق والبيض والسمن يطهى في الفرن، ويضاف إليها العسل اليمني الشهير، الذي يعد من أشهر أنواع العسل في العالم، إلى جانب (السلتة) التي تطهى من الحلبة والكراث، مع قليل من الأرز وخليط التوابل المذابة في الخل والماء، وتقدم مع خبز خاص يسمى بـ (الملوج).

اما عن العيد الأضحى في دولة الإمارات  فتتزين الميادين والشوارع وتطغى أجواء الاحتفالات  جميع المدن والتي تشهد سنويا إقبالا جماهيريا كبيرا حيث يفد إليها الزائرون من جميع أقطار العالم للاستمتاع بمظاهر الاحتفال بالعيد مع المواطنين والمقيمين.

تأتي عطلة عيد الأضحى مع نهاية شعائر الحج إلى مكة المكرمة تذكيراً بقصة إبراهيم عليه السلام.
اعتاد الناس على ذبح الأغنام أو الماعز أو الأبقار بصحبة الجيران أو الأقارب الذين يشتركون في شراء أضحية واحدة يقتسمونها فيما بينهم. ويُوزَّع بعض اللحم على من حولهم من الأقارب والأصدقاء والمحتاجين.

اعتاد الرجال في الماضي شراء (ثوب تقليدي أبيض يرتديه الرجال في دول الخليج العربي) أو صباغة أثوابهم باستخدام زيت الجوز والهيل. كما اعتادت النساء ارتداء ملابس خاصة بالعيد وتصفيف شعورهن وعمل الجدائل وتعطيرها بعطور مميزة.

اعتادت النساء والفتيات في الماضي وحتى الآن تزين  أيديهن بالحناء. كما يحتفل الأطفال بارتداء الملابس الجديدة، والحصول على الهدايا الرمزية، وأداء الألعاب الشعبية والغناء والرقص.

يبدأ اليوم الأول بصلاة العيد التي تقام في الصباح الباكر  وفي العيد تعقد المجالس عند الشيوخ وتقدم القهوة العربية والشاي والحلوى والتمور والفواكه.

تتميز احتفالات العيد عند سكان المناطق الصحراوية والمناطق الريفية بالبساطة، حيث يبدؤون اليوم الأول بتناول حبات من التمر وقليل من الحليب، ثم يجتمع الرجال والصبية لصلاة العيد، ويعودون بعد ذلك إلى البيت لتجتمع العائلة حول مائدة إفطار العيد.

 

أما مظاهر العيد في سلطنة عمان :

يحتفل الشعب العُماني كغيره من الدول العربية والإسلاميّة حول العالم، بعيد الأضحى المبارك، وذلك يكون باعتبار أن عمان  واحدة من الدول العربية والإسلامية في العالم. في صباح أول أيام من عيد الأضحى يذهب العمانيون الى المساجد، والفرحةوالسعادة تغمر قلوبهم.

حيث يقوم الشباب  بقرع الطبول للرقص والغناء عليها بعد الخروج من صلاة العيد وقبل ذبح الأضحية، وهذه الاحتفالات تظهر مستمرة بالموسيقي الشعبية والغناء حتى انتهاء أيام العيد.

تعمّ في البلاد أجواء الفرح والمحبة، وما يُميز هذا العيد في سلطنة عمان بأنّ أبناء الشعب جميعاً يقومون بالتوجه إلى الأسواق لشراء المواشي وذبحها، ومن هذه المواشي “الإبل والأغنام ” حيث يتم توزيعها على الفقراء، والمحتاجين والأقرباء والجيران، وتسود أجواء الفرح والابتهاج في قلوب العُمانيين من خلال احتفالهم بهذا العيد لمدّة أربعة أيام.

 

يتم الاحتفال بعيد الأضحى في عمان بشكل مجيد ويمكن القول إنه أهم عيد في هذا البلد. وقبل قدوم العيد بحوالي عشرة أيام يقوم العمانيون بشراء ما يحتاجهم في أسواق خاصة باسم ” هبطة العيد”.

سوق تقليدي موسمي تُقام قبل عيد الفطر وعيد الأضحى بأسبوع أو عشرة أيام في مختلف أسواق مناطق سلطنة.

 

تقام شعائر العيد الأضحى في البحرين تبدأ الاحتفالات بالصلاة، حيث تصلّي النساء في المنزل عادةً، ويذهب الرجال للصلاة في مساجد المملكة كاملة، وأحد أشهر هذه المساجد هو مسجد الفاتح الكبير، الذي يستقبل آلافًا من المصلين البحرينيين.

 

يوم العيد يتميز اللباس الشعبي لدى الرجال البحرينيين برداء تقليدي طويل يُطلق عليه اسم الثوب، وهو فضفاض وأكمامه طويلة، ويغطي الجسم كاملًا، عادةً ما يحمل الثوب اللون الأبيض أو البيج.

أما الزي التقليدي النسائي يتمثل في العباءة التقليدية، وهي لباس بأكمام طويلة يغطي الجسم كاملًا، غالبًا ما يكون باللون الأسود، إلّا أنّ هناك ألوانًا مبهجة منها أيضًا، تُصنع العباءة من أقمشة رقيقة، ويُضاف إلى بعضها شيئًا من التطريز أو الدانتيل .

يعدّ تقديم الأضاحي جزءًا من الثقافة الشعبية في البحرين، والثقافة الدينية أولًا، حيث يعتبر جزءًا من طقوس التقرّب إلى الله، وفيه يقوم المسلم في البحرين وفي أنحاء العالم كافّة، بالتضحية ببقرة أو كبش، وذلك اقتداءً بطاعة إبراهيم لله، عندما أوشك على التضحية بابنه قبل أن يُفتدى بكبش، ويتم توزيع اللحم وفق الشريعة الإسلامية.

يُعد البحرينيون العديد من أنواع الحلويات في العيد، منها حلوى شويطر الجيلاتينية المصنعة من النشا، وحلوى الخنفروش والرهاش.