رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

د. أحمد حميد يكتب : كاظم الساهر بين الفن والسياسة

نشر
الأمصار

كنتُ على يقين بعدم حضور الفنان كاظم الساهر إلى العراق، والمشاركة الكرنفالية في افتتاح بطولة الخليج بنسختها الـ ٢٥ في مدينة البصرة .

الساهر يختلف عن سائر الفنانين الآخرين، بل هو ومجموعة نخب معينة يتقدمهما (عدنان حمد، وحسين سعيد) لديهم موقف سياسي مضمر بالسلب من النظام القائم في البلاد .

مزاج هذه الأقلية النخبوية، ينتمي لنظام وعراق ما قبل٢٠٠٣، وتستشعر أن استثمارها وطنياً، يصبُ في صالح النظام الحالي، الذي بات لا يحظى بشرعية أخلاقية في المجتمع. هكذا تعامل ليس بدوافع مبدئية، بل بدافع نفعي، ومعادلة حسابية، لربما يرى الساهر على سبيل المثال، أنهُ ليس من المنفعة أن يخسرَ جمهوراً عربياً واسعاً تكتنزُ ذاكرتهُ الإيجابية صورة الديكتاتور صدام حسين، لصالح جمهور محلي يطالبهُ بدعم استحقاقات الوطن، وإن كانت تصبّ في مصلحة النظام المعارض له.

منذ أن تعرّضَ الموسيقار العراقي الكبير، لمحاولة تصفية على يد عدي صدام حسين، لم يغنِ للعراق، سوى أغنيتين، أحدها (بغداد لا تتألمي)، وهي إدانة للاحتلال الأميركي لدى سقوط النظام البائد في نيسان ٢٠٠٣، وأغنية (شباب العراق)، الداعمة لاحتجاجات ٢٠١٥. وهكذا مؤشرات تدل على أن "قيصر الأغنية العربية" لديهِ موقفاً سياسياً من النظام الحالي، بيد أن الأخير لم يتعرّض لهُ كما تعرّض النظام السابق، واضطرهُ للهجرة سنة ١٩٩٧.

إذاً، نحنُ أمام شخصيتي السياسي كاظم الساهر، وإن لم يعلن ذلك، والفنان الاستثنائي الذي اجتاز بفنهِ العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وفقاً لرأيّ خبير فني بقامة طالب القره غولي .