برامج السياحة الخليجية 2023.. هل تكون بديلًا للنفط؟
تختلف مقاصد السياحة الخليجية عن مثيلاتها في البلدان العربية، حيث تتطلع بلدان الخليج العربي لضخ استثمارات قوية في مجال السياحة لتكون أحد روافد الإقتصاد البديلة عن مجال النفط
السياحة السعودية
تعد من مقاصد السياحة الخليجية الرائدة هي السوق السعودي، حيث أطلقت الهيئة السعودية للسياحة الهوية الموحدة لشتاء السعودية، بهدف توحيد ومواءمة الرسائل التسويقية والإعلامية التي تستهدف السياح من الداخل والخارج.
ودعت الهيئة السعودية للسياحة مختلف القطاعات الحكومية والخاصة العاملة في صناعة السياحة والمتكاملة معها، لاستخدام الهوية الموحدة في التعريف والترويج للوجهات والمواسم والفعاليات والعروض والمنتجات الشتوية.
وكانت الهيئة السعودية للسياحة أطلقت تقويم الفعاليات والمواسم، والذي يضم كافة الأنشطة السياحية والترفيهية والفعاليات والمواسم التي تشهدها المملكة، ويتم تحديثه بصورة مستمرة، ليقوم بتسهيل مهمة السياح والزوار في تخطيط رحلاتهم واختيار أفضل الفعاليات والمواسم والأنشطة التي تناسب كافة الأذواق.
تسعى وزارة السياحة في السعودية لتحفيز قطاع السياحة والعاملين فيه، ومن خلال اطلاق برنامج "تحدي الوجهات السياحية" لتمكين وتطوير الأفكار الابتكارية التي تحل التحديات السياحية.
صممت الوزارة البرنامج خصيصاً لتقديم حلول ابتكارية ريادية تعالج أبرز التحديات التي تواجهها الوجهات السياحية المستهدفة وهي الرياض، الطائف، والأحساء عن طريق تطبيق مفهوم الابتكار المفتوح وجذب رواد الأعمال المبتكرين إلى قطاع السياحة في المملكة للنهوض بوجهات سياحية ذات خدمات مبتكرة تساهم في تحويل تلك الوجهات إلى وجهات سياحية رائدة وجذابة.
ويهدف البرنامج للمساهمة في دعم بيئة ريادة الأعمال السياحية وتعزيز دورها في تحقيق رؤية المملكة، دعم المبتكرين وأصحاب الحلول الخلاقة في القطاع السياحي، وخلق مجتمع يجمع بين المستثمرين والمبتكرين ومقدمي الخدمات ورواد الأعمال في قطاع السياحة.
كما يعمل على إتاحة الفرصة لجذب المزيد من الاستثمارات للمستثمرين المحليين، وتقديم الأدوات اللازمة لرواد الأعمال لتمكينهم من تطوير حلول سياحية مبتكرة للتغلب على التحديات التي تواجه القطاع السياحي.
بالاضافة إلى تحقيق أثر فعال بتعريف التحديات في مختلف الوجهات السياحية والعمل على ابتكار حلول لها، ونمو وتطوير الوجهات السياحية بما يتناسب مع السائحين من جميع أنحاء العالم.
مراحل البرنامج
يقدم برنامج تحدي الوجهات السياحية في مقاصد السياحة الخليجية الدعم المعرفي والتدريب لجميع المشاركين الذي تنطبق عليهم المعايير، حيث يتكون التحدي من 3 مراحل رئيسية وهي:
• المرحلة الأولى: يتم في هذه المرحلة على دعم المشاركين لتطوير مهاراتهم في البحث والتحليل واكتشاف الفرص والتحديات وتبني مفاهيم الابتكار وريادة الأعمال.
• المرحلة الثانية: يتم التركيز في هذه المرحلة على إكساب المشاركين مهارات التفكير الإبداعي وتوليد الحلول بهدف الخروج بحلول عملية مبتكرة للتحديات المطروحة في المسارات المختلفة ثم تحويلها إلى نماذج أولية استعداداً لاختبارها.
• المرحلة الثالثة: يتم التركيز في هذه المرحلة على اختبار النماذج الأولية والتحقق من جودتها ثم التجهيز لإطلاق المشاريع الريادية المرشحة إلى السوق.
في ختام التحدي سيتم إقامة حفل ختامي للمشاركين الذين حازت مشاريعهم على تقييم عالي خلال المراحل الثلاثة للتنافس على الفوز بالجوائز النهائية.
السياحة الإماراتية
بينما تعد الإمارات من الأسواق الرائدة في مقاصد السياحة الخليجية، حيث قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن عائدات السياحة في بلاده بلغت 19 مليار درهم (5 مليارات دولار) خلال النصف الأول من 2022.
وأوضح الشيخ محمد بن راشد، على هامش اجتماع وزاري في قصر الوطن بالعاصمة أبوظبي: "قطاعنا السياحي تجاوزت إيراداته 19 مليار درهم خلال النصف الأول من العام الجاري".
وأضاف أن العدد الإجمالي لنزلاء الفنادق في دولة الإمارات بلغ 12 مليون نزيل محققاً نموًا يقدر بنسبة 42% خلال نفس الفترة، لافتا إلى "توقعات بانتعاشة سياحية قوية مع موسم الشتاء القادم"، حسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).
وقال الشيخ محمد بن راشد إن مؤشرات التنمية في دولة الإمارات "حققت المركز الأول عالميًا في 156 مؤشرًا مقارنة بـ121 مؤشرًا قبل الجائحة (فيروس كورونا).. و432 مؤشرًا ضمن المراكز العشر الأولى عالميًا مقارنة بـ314 قبل الجائحة.. نحن الأول عالميًا في جذب المواهب وفي البنية التحتية وفي مرونة القوانين وقدرتنا على التكيف وغيرها".
وأشار إلى أن حجم التجارة الخارجية الإماراتية تجاوز تريليون درهم (272 مليار دولار) مقارنة بـ840 مليار درهم (242 مليار دولار) قبل جائحة كورونا، وذلك في الشهور الـ 6 الأولى من عام 2022
السياحة البحرينية
ولا يمكن إغفال قطاع السياحة بالبحرين كأحد مقاصد السياحة الخليجية الواعدة، حيث أكدت السيدة فاطمة بنت جعفر الصيرفي، وزيرة السياحة بالبحرين، أن منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي تحديداً أصبحت تمثل وجهة لافتة وجاذبة للسياحة الدولية، وذلك بفضل الجهود التي تقوم بها دول المنطقة لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي، والتي أثمرت عن عوائد فاقت التوقعات.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة السياحة في جلسة حوارية عقدت ضمن فعاليات قمة المجلس العالمي للسياحة والسفر والتي تستضيفها المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 28 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 2022، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة الرياض تحت شعار "السفر من أجل مستقبل أفضل"، حيث نوّهت بأنه عوامل متعددة كان لها الأثر في إحداث تغيير بالعوائد المتوقعة من السياحة، ومن أبرزها الظروف الدولية التي جعلت المنطقة هي الأكثر استقطاباً للسياح، فضلاً عن توفير برامج وفعاليات متنوعة، ثم الترويج الدولي لهذه البرامج.
تحديات قطاع السياحة
وأشارت، إلى التحديات التي تواجه قطاع السياحة وتتفاوت طريقة التعامل معها من مكان لآخر ومن سياسة دولة لأخرى، مضيفة بأن مملكة البحرين نجحت في تجاوز تداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) من خلال خطة التعافي الاقتصادي التي وضعت قطاع السياحة ضمن أحد أهم ركائزها، وعززت السمعة الدولية لمملكة البحرين باعتبارها ضمن أفضل 8 أماكن للعيش والعمل وفقًا لاستطلاع HSBC الصادر في العام الماضي.
كما لفتت وزيرة السياحة بالبحرين، إلى أهمية التاريخ الإنساني والحضارة كأحد أهم عوامل الجذب السياحي في العالم، وقالت: "لدينا في مملكة البحرين تاريخ عريق يستحق أن نبرزه كأحد ركائز الترويج السياحي على مستوى العالم، وهذا التاريخ يرتبط ارتباطاً وثيقاً مع شعوب ودول المنطقة التي تتشابه في تاريخها وحضارتها، وهو ما يؤكد على أهمية التنسيق والعمل المشترك لتعظيم الاستفادة من القطاع."
دور الاستدامة
وحول الدور الذي تلعبه الاستدامة في نمو القطاع، أكدت الوزيرة على أهمية توفير البنية التحتية المتطورة باعتبارها أحد عوامل استدامة نمو القطاع، لافتة إلى أن تطوير مناهج التعليم المتخصصة في السياحة والضيافة، والاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا، وإسهام القطاع السياحي في توفير فرص عمل للشباب، ومنح رواد الأعمال الفرصة للمشاركة في تطوير صناعة السياحة، وتنمية الوعي المجتمعي بأهمية السياحة كأحد مصادر الدخل للدولة وما يوفره القطاع من فرص كسب مختلفة للمجتمع، كلها عوامل تجعل قطاع السياحة أكثر استدامة وشمولية وتشكل مزيجاً تستطيع من خلاله أن تحقق السياحة نمواً مستداماً.
وأكدت" الصيرفي"، أن السياحة أصبحت اليوم أحد أهم مصادر توفير الفرص النوعية للمجتمع، سواء على صعيد مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في برامج وخطط السياحة وأجندة فعالياتها، أو على صعيد توفير فرص عمل للشباب الخريجين، وما عزز ذلك هو طبيعة مجتمع البحرين المضياف والمعروف منذ قرون بأنه شعب ودود، ويمكن للضيف أن يجد منه رحابة وضيافة وكرم بغض النظر عن العائد، وأوضحت بأنه قد تم الاستفادة في الخطة الاستراتيجية للسياحة من سمعة البحرين ومجتمعها في الترويج الدولي للسياحة في المملكة، حيث تمّ توقيع 87 اتفاقية مع وكلاء سفر ومكاتب سياحة في جميع أنحاء العالم، وكذلك تمّ إطلاق حملات ترويجية في 17 دولة، من بينها تسعة أسواق سياحية تدخلها البحرين لأول مرة.
وبيّنت الوزيرة، مستوى التشابه بين مجتمعات منطقة الخليج والشرق الأوسط، وقدرتها على توفير المزيد من الفرص في الترويج السياحي ورفع نسبة الزائرين لبلدان المنطقة، وتحقيق عوائد أكبر للمجتمعات المحلية، مشددة على أهمية العمل المشترك بما يخدم تطلعات قادة المنطقة وشعوبها، وتحقيق الازدهار والتنمية الشاملة.
كما نوهت "الصيرفي"، باهتمام مملكة البحرين بتنمية قطاع السياحة ضمن سياستها لتنويع الاقتصاد، وقالت: "إن تحقيق هذا الهدف يستوجب تضافر جهود القطاعين العام والخاص، وتوفير البنية التحتية المحفزة لنمو القطاع، وقد وضعنا الاستراتيجية السياحية لمملكة البحرين للأعوام 2022-2026، والتي اشتملت على 4 منطلقات رئيسية تنضوي تحتها حزمة من المبادرات والمشاريع، وهي: تسهيل الدخول، وتنويع وتطوير عناصر الجذب السياحي، والتسويق والترويج بالشراكة مع القطاع الخاص والناقلة الوطنية "طيران الخليج"، وتعزيز مقومات الإقامة السياحية ومتطلباتها.
السياحة القطرية
دخلت رحلات، إحدى وكالات السفر عبر الإنترنت الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في شراكة مع "قطر للسياحة" وذلك لتنشيط وتشجيع السياحة إليها كأحد مقاصد السياحة الخليجية .
كما تدعو"رحلات" و "قطر للسياحة" السياح لاستكشاف الفن والعمارة والثقافة وأنشطة المغامرات والمناظر الطبيعية الجميلة من خلال حملات ترويجية تعكس أدلة متعمقة حول كيفية استكشاف أفضل أسرار الدولة.
وتُظهر بيانات موقع "رحلات" ارتفاعًا حادًا في عمليات الحجز والبحث في المنطقة مع اقتراب مباريات بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢ المقرر انطلاقها في الأشهر المقبلة أيضًا، مع ميزة قطر الفريدة المتمثلة في كونها رحلة طيران تستغرق ٦ ساعات فقط لحوالي ٨٠٪ من سكان العالم، فهي وجهة مفضلة بين المسافرين الذين يتطلعون إلى استكشاف مزيج من الوجهات الثقافية والترفيهية.
وقد أشار بدر البدر، الرئيس التنفيذي لشركة رحلات بحديثه عن الشراكة بقوله: "نحن متحمسون للتعاون مع قطر للسياحة. غالبًا ما تكون دولة قطر خيارًا مفضلاً للمؤتمرات الكبرى وفعاليات الأعمال، ولكن لها أيضًا جانبًا مختلفًا يجذب المسافرين بغرض الترفيه. بطبيعة الحال كجزء من حملاتنا، نهدف بشكل مستمر إلى الترويج لمختلف الوجهات والأنشطة القادمة التي يمكن للمسافرين استكشافها كجزء من سفرهم وإقامتهم في قطر. تعج المنطقة بالأنشطة التي يمكن للسائحين استكشافها كجزء من إجازات السفر القصيرة مع دول مجلس التعاون الخليجي".
وقالت هيا النعيمي، رئيس قسم الترويج بالإنابة في قطر للسياحة: "تقدم قطر توازناً دقيقاً بين الحداثة والأصالة، وهو ما يتطلع إليه الزوار القادمين من كافة أنحاء المنطقة. وفي ظل العمل على زيادة المنشآت والمقومات السياحية في قطر من منتزهات ترفيهية مناسبة للعائلات وإقامات فاخرة ووجهات تسوق، نحن على يقين أن قطر سوف تؤكد أنها الوجهة الأكثر امتاعاً على الاطلاق لمئات الآلاف من الزوار القادمين من المنطقة. كما يسرنا أن نتعاون مع موقع رحلات لحجوزات الطيران والفنادق لتسليط الضوء على أفضل ما تقدمه قطر، سواء لقضاء عطلة نهاية أسبوع قصيرة أو إقامة طويلة."