رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

من “ابني صدام حسين” إلى “رمزي يوسف”.. هكذا نجح برنامج “مكافآت من اجل العدالة” في ملاحقة المطلوبين

نشر
الأمصار

“مكافآت من أجل العدالة”، برنامج مكافحة الإرهاب الخاص بوزارة خارجية الولايات المتحدة بواسطة قانون عام 1984 لمكافحة الإرهاب ويتم إدارته بواسطة مكتب الأمن الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية.

ويهدف البرنامج إلى تقديم الإرهابيين الدوليين للعدالة ومنع أعمال الإرهاب الدولية ضد مواطنين أو ممتلكات الولايات المتحدة.

وبموجب هذا البرنامج، فإن وزير الخارجية قد يخول مكافآت للمعلومات التي تؤدي إلى اعتقال أو إدانة أي شخص يخطط، أو يساعد، أو يحاول القيام بأعمال إرهابية دولية ضد مواطني أو ممتلكات الولايات المتحدة، والتي تمنع حدوث مثل هذه الأعمال في المقام الأول، وتؤدي إلى التعريف بمكان وجود زعيم إرهابي رئيسي، أو التي تعطل تمويل الإرهاب..

 

هل البرنامج يُجدى نفعاً؟

دفع برنامج مكافآت العدالة أكثر من 150 مليون دولار إلى أكثر من 100 شخصا قدموا معلومات حالت دون وقوع هجمات إرهابية دولية أو ساعدت على تقديم مرتكبي الأعمال السابقة إلى العدالة، حيث دفعت مكافآت العدالة عدة ملايين من الدولارات في عام 2019 أحضرت إلى العدالة أحد كبار قادة داعش في الشرق الأوسط.

.وأثناء حرب الخليج، تقدم شخص شجاع في دولة في شرق آسيا بمعلومات مثيرة للذعر عن سلسلة من الهجمات التي كان الإرهابيون يخططون لارتكابها.

وقد سبق للإرهابيين أن قاموا باستطلاع أهدافهم المقصودة، وكانوا قد جمعوا الأسلحة الأوتوماتيكية والقذائف والمتفجرات. وقبل 48 ساعة فقط من موعد القيام بأول واحد من هذه الهجمات المخطط لها، تقدم هذا الشخص بمعلومات كانت ذات أهمية جوهرية في إفشال خطة الإرهابيين. وتم إبطال الهجمات، بينما تلقى ذلك الشاب مكافأة كبيرة، وتم نقله مع عائلته للإقامة في مكان آمن. إن هذا الشخص، بتقديمه لتلك المعلومات، قد أنقذ حياة المئات من الأفراد.

وفي حالة أخرى، تقدمت شابة بمعلومات عن أشخاص خطفوا طائرة ركاب وضربوا ركابها بوحشية. وقالت هذه الشابة أنها “تشعر بقوة أن من الضروري تحقيق العدالة.” وتمت إعادة قائد الخاطفين إلى الولايات المتحدة حيث وُضع في السجن بتهم القرصنة الجوية. وتلقت الشابة مكافأة على جهودها في سبيل مكافحة الإرهاب.

ففي العراق مثلا، وبعد 18 يوما فقط من الإعلان عن المكافأة المعروضة مقابل العثور على المدعوين عدي وقصي حسين، تقدم مصدر بمعلومات عن مكان تواجدهما.

ومن القضايا الناجحة الأخرى التي اشتهرت كثيرا كان إلقاء القبض على المدعو رمزي يوسف، أحد مرتكبي تفجير مركز التجارة العالمي في سنة 1993، والذي تم العثور عليه في 1995 نتيجة لمعلومات تقدم بها مصدر استجابة لعرض بالمكافأة ضمن برنامج المكافآت من أجل العدالة.

 

الظواهري..على رأس قائمة المطلوبين

أيمن الظواهري هو الزعيم الحالي للمنظمة الإرهابية القاعدة، والزعيم السابق لحركة الجهاد الإسلامي في مصر. تم اتهامه في الولايات المتحدة لدوره في تفجيرات السفارة الأمريكية في كينيا وتنزانيا يوم 7 أغسطس 1998، التي أدت إلى مقتل 224 شخص مدني وإصابة أكثر من 5000 آخرين.

هناك اعتقاد بأن الظواهري بالاشتراك مع أسامة بن لادن وغيره من كبار الأعضاء في تنظيم القاعدة، خططوا أيضا لهجمات على المدمرة الأمريكية كول في اليمن يوم 12 أكتوبر 2000، والتي أدت إلى مقتل 17 بحارا أمريكيا وجرح 39 آخرين. وساعد في تنسيق هجمات 11 سبتمبر 2001 التي قام فيها 19 إرهابيا من منظمة القاعدة بخطف وتحطيم أريع طائرات تجارية أمريكية – إثنان منها في مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، وواحدة في مبنى وزارة الدفاع بالقرب من واشنطون العاصمة، والرابعة في حقل شانكسفيل، بنسلفانيا، مما أدى إلى مقتل حوالي 3000 شخص.

بينما يقوم الظواهري في الوقت الحالي بقيادة مجموعة صغيرة من كبار القادة الذين لهم نفوذ تسمى تنظيم القاعدة الأساسية، فإنه قد تضاءل تماسك هذه المجموعة في السنوات القليلة الماضية بسبب خسائر القيادة من ضغط مكافحة الإرهاب في أفغانستان وباكستان، وظهور منظمات أخرى مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، التي تعمل كبديل لبعض المتطرفين الساخطين. ومع ذلك، فإن تنظيم القاعدة وشركائه في جنوب آسيا، وأفريقيا، والشرق الأوسط لا يزال منظمة مرنة تلتزم بتنفيذ الهجمات في الولايات المتحدة وضد المصالح الأمريكية في الخارج.

يواصل الظواهري تسجيل ونشر الرسائل، أثناء قيام تنظيم القاعدة بعمل مؤامرات فاشلة في السنوات العديدة الماضية، بما في ذلك مؤامرات ضد الولايات المتحدة وأوروبا. يسلط ذلك الضوء على قدرة تنظيم القاعدة على مواصلة إعدادات الهجمات بينما يكون هذا التنظيم تحت ضغط متواصل لمكافحة الإرهاب، وتشير إلى أنه قد يكون يخطط لهجمات أخرى ضد الولايات المتحدة داخل الوطن أو في الخارج. وتصل قيمة المكافأة  الى 25 مليون دولار.

 

أبو عبيدة يوسف العنابي

 

يعرض برنامج مكافآت من أجل العدالة مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمعلومات عن أبي عبيدة يوسف العنابي المعروف أيضا باسم “يزيد مبارك”، وذلك لدوره كزعيم لما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

أعلن التنظيم تنصيب العنابي زعيما جديدا له في نوفمبر 2020.

بايع العنابي زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بالنيابة عن فرع التنظيم في بلاد المغرب حيث من المتوقع أن يلعب دورا في القيادة الدولية لتنظيم القاعدة..

“العنابي “هو مواطن جزائري كان عضوا ومن ثم رئيسا لمجلس شورى لما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما شغل أيضا منصب المسؤول الإعلامي في التنظيم.

صنفت وزارة الخارجية الأمريكية العنابي إرهابيا عالميا وذلك بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 ما يحظر كل ممتلكاته واية مصالح في ممتلكات تخضع لسلطة الولايات المتحدة الأمريكية ويحظر على المواطنين الأمريكيين التعامل معه.

كما تم وضع العنابي على قائمة العقوبات بموجب قرار رقم 1267 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 29 فبراير 2016، حيث بات خاضعا لتجميد ممتلكاته ومنعه من السفر وشراء الأسلحة. أبو عبيدة يوسف العنابي هو شخص خطير للغاية ولا يزال طليقاً.

 

أبو عبد الكريم المصري

عضو مخضرم في منظمة القاعدة وزعيم بارز في حراس الدين. في عام 2018 كان المصري عضوا في مجلس شورى حراس الدين، الهيئة العليل لاتخاذ قرارات المجموعة، وعمل كوسيط بينها وبين جبهة النصرة.

حراس الدين هي جماعة تابعة لمنظمة القاعدة ظهرت في سوريا في أوائل عام 2018 بعد انفصال عدة فصائل عن حياة تحرير الشام.

ولا تزال قيادة حراس الدين بما في ذلك المصري موالية لمنظمة القاعدة وزعيمها أيمن الظواهري وتل المكافأة الى 5 مليون دولار ..

 

إبراهيم أحمد محمود القوسي

إن القوسي هو جزء من فريق القيادة الذي يساعد “أمير” القاعدة في شبه الجزيرة العربية الحالي.

منذ عام 2015، ظهر القوسي في تجنيد القاعدة في شبه الجزيرة العربية وشجع هجمات الذئب الوحيد ضد الولايات المتحدة في الدعاية على الإنترنت.

انضم إلى جماعة القاعدة في جزيرة العرب الإرهابیة في عام 2014، لكنه نشط في تنظيم القاعدة منذ عقود وعمل مباشرة مع أسامة بن لادن لسنوات عديدة.

القوسي اعتقل في باكستان في ديسمبر 2001 قبل نقله إلى خلیج غوانتانامو. ولقد أقر بالذنب في عام 2010 أمام لجنة عسكرية بالتآمر مع تنظيم القاعدة وتقديم الدعم المادي للإرهاب.

أطلقت الولايات المتحدة سراح القوسي وأعادته إلى السودان في عام 2012 عملا باتفاق ما قبل المحاكمة

 

أحادون أداك

أحادون أداك هو قائد في جبهة تحرير مورو الوطنية. في يوم 29 سبتمبر 2009، في جزيرة جولو بالفلبين، تفجرت إحدى العبوات الناسفة التي وضعتها جبهة تحرير مورو الوطنية في قافلة من المركبات العسكرية. أسفر الانفجار عن مقتل إثنين من جنود الجيش الأمريكي وجندي من القوات المسلحة الفلبينية، الذين كانوا جزءا من مهمة إنسانية لبناء مدرسة في المنطقة. وفي يوم 21 مايو 2010 أصدرت المنطقة القضائية التاسعة الفلبينية أمر باعتقال أحادون أداك بسبب الهجوم

 

 

تاحيل سالي

تاحيل سالي هو قائد في جبهة تحرير مورو الوطنية. في يوم 29 سبتمبر 2009، في جزيرة جولو بالفلبين، تفجرت إحدى العبوات الناسفة التي وضعتها جبهة تحرير مورو الوطنية في قافلة من المركبات العسكرية. أسفر الانفجار عن مقتل إثنين من جنود الجيش الأمريكي وجندي من القوات المسلحة الفلبينية، الذين كانوا جزءا من مهمة إنسانية لبناء مدرسة في المنطقة. وفي يوم 21 مايو 2010 أصدرت المنطقة القضائية التاسعة الفلبينية أمر باعتقال تاحيل سالي بسبب الهجوم.

 

رادولان ساهيرون

رادولان ساهيرون هو أحد كبار قادة جماعة أبو سياف التي تتخذ من الفيليبين مقراً لها، وفي أوائل التسعينات انشقت هذه الجماعة عن مجموعة أكبر منها كثيرا، اسمها جبهة تحرير مورو الوطنية، وقد تم ذلك تحت قيادة عبد الرزاق أبو بكار جنجالاني، الذي قُتل في اشتباك مع شرطة الفيليبين في شهر ديسمبر عام 1998 .

وتولى قذافي جنجالاني، شقيق عبد الرزاق الأصغر، قيادة الجماعة بعد وفاة شقيقه، وحل محله وصار القائد الإسمي للجماعة، وفي شهر سبتمبر عام 2006.

قُتل قذافي جنجالاني في معركة مسلحة مع القوات المسلحة الفيليبينية، ويُفترض أن رادولان ساهيرون هو الزعيم الجديد لجماعة أبو سياف.

 

أدت أعمال ساهيرون إلى مقتل الكثيرين من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء أو إلى إلحاق إصابات خطيرة بهم، وكان لساهيرون دوراً في عملية اختطاف ثلاث مواطنين أمريكيين نُفذت في شهر مايو 2001 في “دوس بالماس” وكان بين المختطفين مارتين بورنهام وجراسيا بورنهام، وكان له دوراً أيضا في عملية اختطاف 17 مواطن فيليبيني من بالاوان، أحد المنتجعات السياحية في الفيليبين، وفد قُتل في هذه العملية العديد من الرهائن، كان من ضمنهم المواطن الأمريكي غييرمو صوبيرو.

يُعتقد أن ساهيرون مختبئ في جنوب مندناو وأنه لا يزال يضع الخطط الإرهابية التي تأثر على العديد من الجاليات والمجتمعات. ترى السلطات الأمريكية أن ساهيرون يشكل خطراً على المواطنين والمصالح الأمريكية والفيليبينية، وذلك بسبب مركزه القيادي في جماعة أبو سياف التي أدت هجماتها الإرهابية إلى مقتل مواطنين أمريكيين وفيليبينيين.

فقد ساهيرون يده اليمنى في معركة ضد قوات الأمن في السبعينات، وهو يتحدث اللغة العربية ولغة تاوسوغ بطلاقة.