رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ممثلة مسد لـ"الأمصار": الهجوم التركي على مناطق بسوريا أسلوب أردوغان لكسب الانتخابات

نشر
الأمصار

لا يستمر القصف التركي الوحشي على شمال وشرق سوريا بدعوى الهجوم على قوات سوريا الديمقراطية بشكل مكثف مع احتمالات تحوله إلى عملية اجتياح جديدة على غرار عمليتي غصن الزيتون ونبع السلام، مما ينذر بتهديد شامل لأمن المنطقة، وأجرت “الأمصار” حوار مع ليلى موسى ممثلة مجلس سوريا الديموقراطية في مصر، حول الهجوم وما يمثله واحتمالات تطوره، وإلى نص الحوار:

1- كيف ترين الهجوم التركي على شمال وشرق سوريا وأهدافه؟

جميع الاحتلالات والعمليات التركية العسكرية لشمال وشرق سوريا منافية لجميع المواثيق والأعراف الدولية، تعدي على سيادة دولة جارة، كل ما تدعيه من حجج وذرائع واهية في كل مرة تقدم على عملية احتلالية أو تهدد بشن عملية لإقناع الرأي العام الدولي والحصول على الضوء الأخضر، وحتى الموافقات التي حصلت بموجبها على الأخضر ليس من قبيل لها الحق بحماية أمنها القومي وإقامة المنطقة الأمنة لإعادة توطين اللاجئين السوريين فيها كما تدعيه تركية، إنما نتيجة لتلاقي المصالح والضحية هو الشعب السوري وانتهاك لسيادة والوحدة السورية.

  أما بخصوص أهدافها بات واضحة لجميع لديها أهداف واستراتيجية توسعية احتلالية لاستعادة العثمانية البائدة بموجب ما يعرف بالميثاق الملّي.

2- هل يرتبط الهجوم بالانتخابات التركية المقبلة؟

بكل بد حزب العدالة والتنمية الحاكم نتيجة للقطعية والتوتر الذي يعاني منه مع محيطه الخارجي، إلى جانب الأوضاع الداخلية المتأزمة التي يعاني منه على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والمجتمعية كل ذلك أثرت على شعبيته وخاصة أنه خسر في الانتخابات الماضية ثلاثة أكبر المحافظات استنبول وأنقرة وأزمير، لذا دائماً ما يسعى حكومة العدالة والتنمية إلى هكذا سياسات وأساليب لكسب الانتخابات، ففي الوقت الذي يهدد بشن عملية عسكرية بذريعة حماية أمنها القومي، تسعى للانفتاح على محيطها الإقليمي وخاصة العربي لكسب المزيد من الوقت لإعادة ترتيب أوراقه فقط ومن الصعوبة أن لم نقل المستحيل الايفاء بوعدها لأنها بمجرد التخلي عن تدخلات الخارجية وأدواتها من التنظيمات الإسلاموية المتطرفة لن تبق ليوم واحد على سدة الحكم.

3- كيف ترين تفجيرات تقسيم واستخدامها كمبرر للحرب؟

نعم، تركيا على مدار سنوات حاولت إقناع المجتمع الدولي بأن هناك تهديد إرهابي على حدودها مع شمال وشرق سوريا، تمكنت بالحصول على البعض الموافقات بتنفيذ مشروعها الميثاق الملي نتيجة لتلاقي المصالح فقط لا غير، وأردوغان كان ذاهباً لحضور كوب 20 وللقاء مع العديد من الرؤساء على هامش القمة 

وخاصة بايدن، واجتماع آستانا 19 بعد أيام من قمة شنغهاي وهو ذاهب يكون في حوزته أوراق ضغط قوية تمكنه من انتزاع الموافقة على شن العملية البرية

4- موقف التحالف الدولي من الحرب، وهل مرتبط بانضمام فنلندا والسويد للناتو؟

ربما يكون انضمام وفنلندا والسويد له دور في ذلك، ولكن الموقف الحقيقي نابع بعودة وانتعاش الإرهاب بالدرجة الأولى، ففي كل عملية عسكرية تقوم بها تركيا تضرب أمن واستقرار المنطقة وتساعد على عودة تنظيم داعش وتؤثر سلباً على مسار مكافحة الإرهاب.

طالما اعتمدت تركيا في تدخلاتها الخارجية على أدواتها الاستراتيجية من التنظيمات الإسلاموية الإرهابية منذ الانتهاء عن انتهاء ما تسمى بدولة الخلافة في بلاد الشام والعراق ميدانياً وجغرافياً محاولات تركية الحثيثة سواء بالهجوم على السجون أو تهريب العوائل من المخيمات لم تتوقف.

محرر الأمصار مع ليلى موسى

بالتالي ما تتبعه تركيا من استراتيجية مبنية على الإرهاب تتضارب مع استراتيجية التحالف الدولي في شمال وشرق سوريا القائمة على محاربة الإرهاب.

تركيا بعمليات هذه تعمل بكل ما في وسعها العمل على إخراج القوات الأمريكية من سوريا حتى تفضى لها الساحة السورية لتتحكم بها كما تشاء.

هذا إلى جانب تسبب كل عملية عسكرية بتهجير ونزوح مئات الآلاف من مناطق سكناهم الأصلية، احلال محلهم إرهابين وفصائل متطرفة وبل تحولت تلك المناطق إلى مأوى لعناصر تنظيم داعش الفارين بعد انهيار دولتهم المزعومة والدليل قتل ابو بكر البغدادي والقرداشي والعقال في المناطق المحتلة تركياً.

5- كيف ترين الهجوم على مخيم الهول وتأثيراته؟

مخيم الهول في ظل تجاهله من قبل المجتمع الدولي ورفض الدول لسحب رعايا، والامتناع عن تقديم مشاريع تنموية تساهم في تنمية واعادة تأهيل قاطنيه من عوائل تنظيم داعش تمهيداً لإعادة اندماجهم في المجتمع، تحول المخيمع في ظل التجهيل المتعمد من قبل المجتمع الدولي وتنصله من مسؤولياته

إلى دويلة وقنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة، وفي أية عملية أو تهديد تؤثر على أمن واستقرار المنطقة حالة عصيان ومحاولات الفرار من المخيم، والمحاولات التركية لإنقاذهم وتهريبهم لم تتوقف، وفي عمليتها الجوية تحت ما يسمى بـ المخلب السيف كيف أنها استهدفت قوات حماية المخيم.

في حال فقدان السيطرة على المخيم سنكون أمام دولة داعش ثانياً ونعود إلى المربع الأول وبالتالي ليس أمن المنطقة واستقراره يكون في خطر إنما السلم والأمن الدوليين.

6- تأثير الهجوم على شعوب المنطقة؟

تركيا تدعي الهجوم بذريعة محاربة الكرد، لكن في الحقيقة هي تستهدف الشعب السوري بكافة مكوناته ولا تستثني أحد وما تقوم به من عمليات تتريك وعمليات تغيير ديمغرافي وتطهير العرفي وعمليات جينوسايد على كافة الأصعدة التاريخية والمجتمعية والثقافية في المناطق التي احتلتها بشكل مباشر أو تلك التي تدار من قبل ما تسمى بحكومة الإنقاذ المرتهنة لها بشكل مطلق.

فهي تستهدف من يقوم امام مشاريعها الاحتلالية التوسعية المناهضة لتطلعات الشعب السوري وطموحاته، فما هي تدعيه نصرة لشعب السوري منذ الايام الأولى من الحراك السوري نشاهد اليوم كيف أنه يتاجر بورقة اللاجئين السوريين ويتصالح مع سلطة دمشق.

أي تواجد لتركي في سوريا هي إبادة بحق الشعب السوري تاريخياً مثلما ارتكب إبادات بحق الشعب الأرمني والسرياني واليوناني  والكردي الذي مازال إلى يومنا هذا نقوم يقوم بإبادة بحق الشعب السوري بكافة مكوناته وبحق الطبيعة والبيئة والتاريخ وانتهاك للسيادة والجغرافية السورية.