رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

يوم الشهيد الإماراتي.. ذكرى الفخر بالبطولات والتضحيات

نشر
الأمصار

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، بيوم الشهيد في 30 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، وتستذكر بفخر وامتنان تضحيات وبطولات شهدائها الأبرار في الداخل والخارج.

وفي عام 2015 تم الإعلان عن هذه المناسبة رسمياً، حيث أصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مرسوماً، بأن يكون يوم 30 نوفمبر من كل عام يوماً للشهيد تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفاقة عالية وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.

أول شهيد

وتعود قصة هذا اليوم، إلى اختيار الـ 30 من نوفمبر لتخليد ذكرى استشهاد أول جندي إماراتي، حيث اختير «يوم الشهيد» لتخليد ذكرى استشهاد سالم سهيل بن خميس الدهماني، الذي استشهد في هذا اليوم عام 1971، وهو يدافع عن تراب بلاده، عندما استيقظ سكان جزيرة طنب الكبرى على هدير الطائرات العسكرية التابعة للقوات الإيرانية، وبمجرد اقتراب الغزاة من مركز شرطة الجزيرة بادر سالم بن سهيل، وهو عسكري أول من شرطة رأس الخيمة، وزملاؤه الخمسة بإطلاق النار عليهم لمنع تقدم المحتلين، ثم تجمع وزملاؤه حول سارية العلم للذود عن علم الوطن وبقوا صامدين بإمكانياتهم البسيطة حتى الرمق الأخير.

وروى سالم الدهماني بدمائه الطاهرة تراب الامارات، فسطر التاريخ اسمه ودونه بأحرف من نور بعد معركة غير متكافئة على الإطلاق، بحسب ما ورد في كتاب «التسوية القانونية للنزاع الإماراتي- الإيراني على الجزر الثلاث» الصادر عن الأرشيف الوطني، من تأليف عبداللطيف الصيادي، الذي ذكر معلومات مفصلة عن تلك المعركة التي استخدمت فيها إيران قوات برمائية مدعومة بطائرات وحوامات وبوارج بحرية في مواجهة حامية لا يزيد عدد أفرادها على 6 أفراد.

وفي عام 1977 كان الموعد مع الشهيد الثاني لدولة الإمارات، وهو سيف سعيد بن غباش المري، الذي كان أول وزير دولة للشؤون الخارجية.

واغتالته رصاصات غاشمة خلال محاولة لاغتيال وزير الخارجية السوري آنذاك، عبدالحليم خدام.

وفي عام 2014، جاء الشهيد الملازم أول طارق الشحي ليسجل بدمائه ملحمة بطولة جديدة، يذهب عقبها شهيدا في حادث التفجير الإرهابي في منطقة الدية في البحرين، حيث كان يعمل ضمن قوة "أمواج الخليج" في مملكة البحرين، المنبثقة عن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي المشترك.

الشهداء في اليمن

وسطر شهداء القوات المسلحة الإماراتية بطولات خالدة على امتداد التراب اليمني، من عدن إلى أبين جنوبا، ومن مأرب والمكلا شرقا إلى الحديدة غرب البلاد.

وروت دماء الملازم أول عبدالعزيز الكعبي الزكية تراب مديرية خور مكسر في عدن يوم 16 يوليو 2015، ليصبح أول شهداء التحالف العربي في عاصفة الحزم.

وفي يوليو/تموز 2015، استُشهد الملازم أول عبدالعزيز سرحان صالح الكعبي (24 عاما)، ابن منطقة الفوعة في مدينة العين، في أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية "إعادة الأمل" للتحالف العربي، لدعم الحكومة الشرعية في اليمن.

وفي أغسطس/آب 2015، نعت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية 3 من جنودها البواسل، هم: الشهيد العريف أول جمعة جوهر جمعة الحمادي، والشهيد العريف أول خالد محمد عبدالله الشحي، والشهيد العريف أول فاهم سعيد أحمد الحبسي، الذين قدموا أرواحهم فداءً للواجب الوطني، ضمن القوات الإماراتية المشاركة في عملية "إعادة الأمل" لدعم الشرعية في اليمن.

نصب الشهداء

وفي 6 ديسمبر/كانون الأول عام 2016 شمخت واحة الكرامة بأبوظبي، لتحتضن "نصب الشهداء" في تعبير عن المحبة والتقدير اللذين تكنّهما دولة الإمارات وشعبها لأرواح الشهداء.

ويتكون "نصب الشهداء" من 31 لوحا من ألواح الألومنيوم الضخمة التي يستند كل منها على الآخر كرمز للوحدة والتكاتف والتضامن.

وتم نقش قسم الولاء للقوات المسلحة الإماراتية على عمود طويل في الجزء الخلفي من نصب الشهيد. 

بينما نقشت على الألواح الأخرى قصائد وأقوال للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، واقتباسات من أقوال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

ويتكون نصب الشهيد من حوالي 300 طناً من الحديد، وتضم الواحة جناح الشرف والذي يغطي سقفه ثمانية ألواح ترمز إلى الإمارات السبعة بينما يمثل اللوح الثامن شهداء الدولة.

وفي منتصف الجناح يوجد عمل فني يتكون من ألواح زجاجية شفافة كبيرة تمثل الإمارات السبعة ويحيط بها بركة يجري من خلالها الماء، وبكل لوح من الجانبين الأمامي والخلفي نقش بقسم الجنود يمكن للزوار قراءته من أي جانب، وفي جدران الجناح يوجد ألواح من الألمنيوم تحتوي على أسماء شهداء الوطن، ومعلومات عنهم.

ومن معالم الواحة أيضا، ميدان الفخر الذي تصل مساحته إلى حوالي 4000 متر مربع ويتخذ شكلاً دائرياً، ويحيط بالميدان مسرح ومدرج كبير يتسع إلى حوالي 1200 شخص.

وتتوسط ميدان الفخر بركة ماء دائرية عمقها 15 مم، وتشكل البركة لوحة فنية في غاية الروعة تجمع بين إنعكاس جامع الشيخ زايد الكبير ونصب الشهيد عليها.

واستشهد في ديسمبر/كانون الثاني أيضا العريف أول طارق حسين حسن البلوشي، الذي ارتقى خلال أداء واجبه الوطني في منطقة نجران بالسعودية ضمن مشاركة الإمارات في تحالف دعم الشرعية باليمن.