رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

في يومهم العالمي.. أطفال العالم يبحثون عن حقوقهم التائهة وسط الصراعات

نشر
يوم الطفل العالمي
يوم الطفل العالمي

يبحث أطفال العالم عن حقوقهم التائهة، بعيدًا عن أصحاب الشعارات التي تقال في الخطابات الطويلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فهم أصحاب البراءة والرقة التي فطرهم الله -سبحانه وتعالى- عليها "فهم الأطفال أحباب الله". 

خُلقوا ليعيشوا في سلام وأمان حياة طفولية وسط عائلة كاملة من أب وأم في ظل حياتهما، وبداخل منزل يأويهم ويعودوا إليه بعد يوم مليئ بألعاب وأحلام الطفولة البريئة.

 

وها نحن اليوم نحتفي سويًا بيوم الطفل العالمي، وفقًا لاختيار منظمة الأمم المتحدة، ويأتي شعار هذا العام 2022 تحت عنوان (الشمول لكل طفل)، ويهدف للحث على العمل لما يعود بالنفع على الأطفال، وإلى عالم ينعم أكثر بالمساواة والشمول، داعية إلى أهمية أن يستمع العالم إلى أفكار الأطفال ومطالبهم.

قضية عالمية

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، فإن الأطفال بوصفهم قضية عالمية فقد تم إعلان يوم الطفل العالمي في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم.

وأكدت الأمم المتحدة، أن تاريخ 20 نوفمبر مهم لأنه اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في عام 1959، كما أنه كذلك تاريخ اعتماد الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989، ومنذ عام 1990، يحتفى باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها.

وذكرت الأمم المتحدة أنه يمكن للأمهات وللآباء وللمشتغلين وللمشتغلات في مجالات التعليم والطب والتمريض والقطاع الحكومي وناشطي المجتمع المدني وشيوخ الدين والقيادات المجتمعية المحلية والعاملين في قطاع الأعمال وفي قطاع الإعلام ـ فضلا عن الشباب وكذلك الأطفال أنفسهم ـ أن يضطلعوا بأدوار مهمة لربط يوم الطفل العالمي بمجتمعاتهم وأممهم.

إذ يتيح اليوم العالمي للطفل، للجميع نقطة وثب ملهمة للدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والاحتفال بها، وترجمتها إلى نقاشات وأفعال لبناء عالم أفضل للأطفال.

أسباب الاحتفال به

يُعرَّف الطفل بأنّه كل فرد، ذكراً كان أم أنثى، ولم يتعدّى سنّ الثامنة عشر، وللطفل مكانته الخاصة بين القوانين الدوليَّة العالميَّة، ويرجع ذلك إلى عدم قدرته على تولّي مسؤولياته الخاصة، وعجزه عن الدفاع عن نفسه، وإمكانيَّة تعرّضه للاستغلال من الآخرين، ولذا كان لا بدّ من فرض مجموعة من القوانين التي تحفظ للأطفال حقوقهم، وتحميهم من التعرُّض للأذى أو التعنيف أو الإساءة بمختلف أشكالها.

وفي عام 1954م، وتحديداً في اليوم العشرين من شهر نوفمبر قررت الجمعيَّة العامة للأمم المتَّحدة بأنَّه يجب على جميع دول العالم دعوة الأطفال على اختلافهم إلى الوحدة والتفاهم فيما بينهم، وذلك من خلال الاحتفال بيوم الطفل العالميّ الذي يُعقد في يوم 20 نوفمبر من كل عام.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّه في هذا اليوم أعلنت جمعية الأمم المتحدة وثيقة حقوق الطفل، ومن الجدير بالذكر أنَّ ظهور يوم الطفل العالميّ كان بتوصية من المجلس النسائيّ الديمقراطي في ذلك الوقت، وجرى على إعلان حقوق الطفل الكثير من التعديلات حتى اعتُمد من قبل الأمم المتحدة، ونُشر في عام 1989م، وقد كان مبنياً على أساس الوثيقة التي كُتبت في عام 1959.


وعمدت الوثيقة على حفاظ جكيع حقوق الأطفال، وساعدت على الإلمام بمختلف الانتهاكات التي قد يتعرضون لها ومنعتها، وكانت عبارةً عن استكمال لخطة الجمعية العامة للأمم المتحدة في الحفاظ على حقوق الإنسان بشكل عام، وفي هذا اليوم من كل عام تُقام الكثير من الفعاليات في مختلف أنحاء العالم.

أهداف اليوم العالمي للطفل


- تعزيز قيم الرحمة، والوحدة الاجتماعيَّة، والتآخي بين جميع أطفال العالم.
- ضمان حماية الأطفال من التعرَّض لأي نوع من الأذى الجسديّ، أو النفسيّ.
- توفير بيئة كريمة يعيش فيها الطفل، وتوفير جميع احتياجاته الأساسيَّة.
- منع أي جهة من استغلال الأطفال في ممارسة أي نوع من الأعمال المحظورة.
- بناء شخصيَّة الطفل على مبادئ سليمة، وأخلاق حسنة، وحمايته من الانحراف الأخلاقيّ.
- المساهمة في منح جميع أطفال العالم حقهم في تلقّي العلم ضمن بيئة تعليميَّة صالحة.
- المساعدة على تغيير الأوضاع الخاصة بأطفال الدول الفقيرة، ودول المشاكل السياسيَّة.
- إرشاد العائلة، وكل من يتولون مسؤولية الطفل، وتوجييهم نحو بناء جيل سليم يحمل القيم الحميدة.

الاحتياجات الأساسية للأطفال بمختلف دول العالم:  


- الحصول على اسم وجنسية.
- التنشئة ضمن بيئة مناسبة.
- التمتُّع بالحريَّة وحفظ الكرامة.
- توفير الرعاية الصحية اللازمة.
- المعاملة الحسنة والحصول على الحب.
- الدخول إلى المدرسة وتلقّي العلم.
- الحماية من الأذى والعنف.
- منع الاستغلال والاهمال والتمييز.

أطفال بلا حقوق

وفي الجانب المظلم من الحكاية نجدهم أطفال لا يعرفون شيئًا عن الطفولة ولا يفقهون معناها إذ إن غالبية أطفال العالم، وخاصة الوطن العربي غارقون فى بحور الفقر والحروب بدلًا من التمتع ببرائتهم وطفولتهم، فأخمدت الحرب ونزاعات الكبار براءتهم وأرهقتهم هموم الحياة منذ نعومة أظافرهم.

فأطفال وطننا العربي كُتب عليهم السعي منذ الصغر، فمن غير العدل أن يحتفل أطفال وطننا العربي بطفولتهم وهم يسعون  ليكسبون لقمة عيشهم بدلًا من التنزه، وآخرون يختبئون من طلقات النيران وغدر الاحتلال، بينما يقضي البعض طفولتهم في التنقل والهرب من مكان إلى مكان. 

فهؤلاء أطفال العزة والقوة والاصرار، أطفال فلسطين عاشوا طفولتهم بين دوى طلقات الرصاص وفقد الأحبة وتجرع غصات الألم بدلا من تناول الحلوى، وهؤلاء أطفال سوريا الذين تحولوا إلى ضحية في عمر مبكر وهم يتلمسون سنواتهم الأولى لتسرق الأزمة التي دخلت بلدهم طفولتهم وتصبح طريقا يقودهم إلى الألم والجهل والعزلة.

حروب وصراعات لا تنتهي، خوف وفقر وجوع يحاوطهم من. كل مكان، فالحقيقة التي نستطيع قولها في مثل هذا اليوم أن أطفال وطننا العربي في أمس الحاجة لحقوقهم التي سلبت منهم دون وجه حق، فالمجد كل المجد للأطفال الذين بدلوا عرائسهم لحجر يضربون به عدوهم، وفي يوم الطفل العالمي لا صوت يعلو فوق أبطال أطفال وطننا العربي.