رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الأزمة الروسية الأوكرانية والقضية الفلسطينية.. أهم ملفات القمة العربية في الجزائر

نشر
الأمصار

تستضيف العاصمة الجزائر يوم غد الثلاثاء اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية ال31 في ضوء تحديات عديدة على الصعيدين العربي والعالمي وعقب انقطاع للقمم العربية استمر ثلاث سنوات فرضته جائحة كورونا.

وستبحث القمة العربية على مدى يومين عددًا من الملفات المهمة في مقدمتها توحيد الموقف العربي تجاه الأوضاع العربية والعالمية وتعزيز التعاون العربي والأزمات التي تواجهها بعض الدول العربية وتجاوز التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا والصراع في أوكرانيا وأزمة الطاقة العالمية.

وقمة الجزائر كان مقررًا لها مارس من عام 2020، لكن جري تأجيلها مرارًا بسبب جائحة فيروس كورونا، إذ كانت آخر قمة عربية عقدت في تونس عام 2019، وهذه القمة هي الرابعة التي تستضيفها الجزائر.

اجتماعات تحضيرية 

وقبل الانطلاق عقدت اجتماعات تحضيرية لمدة يومين على مستوى وزراء الخارجية العرب، إذ أكّد وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة أنَّه تمّ التوافق علي جميع الملفات التي سيتمّ طرحها علي جدول أعمال القمة العربية، وهو الأمر الذي أكّده أيضا الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي في تصريحات، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري ناقش كافة البنود المدرجة على مشروع جدول أعمال القمة العربية، بشكل توافقي تمهيدا لانعقاد القمة العربية.

وأضاف زكي في تصريحات صحفية، في اختتام اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم الأحد، في الجزائر، إن مشروع جدول الأعمال يتضمن كافة التطورات المتعلقة بالأزمات في عدد من الدول العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومستجداتها، مشيرا إلى أن كل بند من هذه المواضيع تم إعداد مشروع قرار خاص به.

وأكد أن كافة مشاريع القرارات المطروحة حدث بشأنها توافقات، وتم إقرار كافة البنود المطروحة ولم يتم إرجاء أي بند من بنوده إلى القادة العرب، مشددا على أن وزراء الخارجية اتفقوا على كل شيء، وكافة الأمور المتعلقة بهذه البنود واضحة بالنسبة لوفد الأمانة العامة.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي: إن التدخلات الإقليمية كانت محورًا رئيسا باجتماعات الجزائر، وإنه جرى التوافق على مجمل القضايا المطروحة.

وكانت الجزائر قد تسلمت السبت رئاسة القمة العربية على مستوى مجلس وزراء الخارجية حيث تسلم وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة, رئاسة الدورة من وزير الشؤون الخارجية و الهجرة و التونسيين بالخارج, عثمان الجرندي, الذي ترأست بلاده القمة العربية ال30.

ودعا المشاركون في افتتاح أشغال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة إلى ضرورة أن تمثل القمة العربية التي تحتضنها الجزائر،"تحركًا استثنائيًا لتوحيد المواقف العربية من أجل استعادة الاستقرار في الوطن العربي.

أبرز الملفات على طاولة القادة العرب 

- القضية الفلسطينية
- الأزمات في سوريا وليبيا واليمن
- الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها
- ملف الإرهاب وتأثيره على المنطقة
- الأمن الغذائي العربي
- أزمة الطاقة
- التدخلات التركية والإيرانية في الشأن العربي
- إصلاح الجامعة العربية

غيابات عن قمة الجزائر

وتبذل دولة الجزائر العربية الشقيقة جهودا كبيرة لإتمام إنعقاد القمة العربية التي تم تأجيلها أكثر من مرة بسبب الظروف والأوضاع الغير مستقرة التي يعيشها عالمنا العربي، ولكن هذه الجهود قد لا تؤتي ثمارها خاصة في ظل إعلان عدد من الزعماء العرب عدم مشاركتهم بالقمة.

وذكرت مصادر، الأحد، إن الإعلان عن غياب ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان - عن القمة العربية يرفع عدد القادة العرب الغائبين عن القمة إلى ستة.

وقالت الرئاسة الجزائرية، في بيان، إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تلقى مكالمة هاتفية من أخيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أعرب له من خلالها عن "تأسفه لعدم حضوره اجتماع القمة العربية امتثالا لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر".

وقالت مصادر من لجنة التحضير للقمة العربية، إن 5 قادة عرب أبلغوا الجزائر، قبل بن سلمان، بتعذر مشاركتهم في أعمال القمة، حيث سبق وأعلن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، أنه لن يشارك في القمة، وسينوب عنه ولي العهد مشعل الأحمد الصباح.

وحول الغيابات عن القمة العربية بالجزائر، فسوف يحضر القمة نائب رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نيابة عن رئيس البلاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومن المرجح أن ينوب وزيرا خارجية سلطنة عمان والبحرين عن سلطان عمان هيثم بن طارق وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.

كما أفادت مصادر - بأن الرئيس اللبناني ميشال عون، لن يحضر اجتماع القمة العربية بالجزائر بسبب عقد مجلس النواب جلسات لانتخاب خلف له، حيث تنتهي ولايته في 31 أكتوبر الجاري.

سلطان عمان يغيب عن القمة العربية بالجزائر

 أفادت وكالة الأنباء العمانية أنه تم تكليف نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص للسلطان بترؤس وفد سلطنة عمان لحضور هذه القمة.

ونشرت وكالة الأنباء العمانية، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تغريدة تشير إلى أن صاحب السمو أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص للسلطان، وسيتوجه غدًا إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لترؤس وفد سلطنة عمان، بناء على التكليف السامي.

وزراء خارجية عرب ورؤساء مشاركين بالقمة العربية يحضرون ملحمة حول تاريخ الجزائر

حضر وزراء خارجية عرب ورؤساء وفود مشاركين في القمة العربية ال31 التي تحتضنها الجزائر في 1 و2 نوفمبر ملحمة تاريخية كبرى، بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح إحياء للذكرى ال68 لاندلاع الثورة التحريرية.

وحضر هذا العرض الذي جاء تحت شعار "ملحمة شعب وعزة أمة" والذي تزامن مع انعقاد الدورة ال31 للقمة العربية، رئيس المجلس الشعبي الوطني ابراهيم بوغالي، وضيوف الجزائر وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود بالإضافة إلى السلك الدبلوماسي وأعضاء من الحكومة ومجاهدات ومجاهدين.

وقال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، لدى إشرافه على افتتاح الحفل أن "اختيار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لتاريخ الفاتح نوفمبر لعقد القمة العربية يعكس حرص الجزائر على جمع الأشقاء ولم الشمل العربي, كما جمعت الثورة التحريرية بالأمس قلوب وأفئدة الشعوب العربية حول قضيتنا الوطنية العادلة وتضامنها رغم ما كانت تتكبده من تضحيات جسام".

وأضاف ربيقة، في عرض هذه الملحمة الموسومة ب "ألا فاشهدوا"، أن "ثورة أول نوفمبر 1954 بالنسبة للشعوب العربية عنوان للبطولة والكرامة، ويتشرف اليوم أحفاد وأبناء حرائر وأحرار الجزائر بمشاركة أشقائهم من الدول العربية للاحتفال بهذا العيد المجيد بما ترمز إليه هذه المزاوجة والاقتران من المعاني والأبعاد والدلالات في الزمان والمكان".

وأكد الوزير في هذا السياق على أن "أول نوفمبر، عيد أعياد الجزائر، وذكرى رفيعة جليلة لدى أحرار العالم أجمع, لا تبلغ شأوها بقية الذكريات.

وقالت الجزائر في وقت سابق من الشهر الماضي إن جدول أعمال القمة المقبلة سيكون "كبيرًا وأكثر طموحا"، ومن بينها "إصلاح الجامعة العربية".

وهو الملف الذي ظل غائبا عن أجندات القمم السابقة نتيجة خلافات بين بعض الدول الأعضاء، إذ كشفت الجزائر أنه سيكون بندا في القمة الـ31 وبطلب منها.

وفي مؤتمر صحفي، عقب توقيع الفصائل الفلسطينية وثيقة "إعلان الجزائر"، كشف وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة عن إدراج موضوع إصلاح الجامعة العربية في جدول أعمال القمة المقبلة بطلب منها، وأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سيقدم خلال القمة أفكار بلده بشأن إصلاح الجامعة.

وأكد خبراء جزائريون، أن إدراج ملف إصلاح الجامعة العربية في أجندة القمة المقبلة "هو في حد ذاته نتيجة توافقات بين مختلف الدول العربية التي كانت تدعمه ولكنها تحفظت على مناقشته في القمم السابقة"، وتوقعوا أن تُفضي قمة الجزائر إلى "الحد الأدنى من الإصلاح" على الأقل.