رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

صحيفة سعودية: تسييس قرار "أوبك+" قد يعقد المشهد العالمي

نشر
الأمصار

أكدت صحيفة "الرياض" السعودية، أن محاولة تسييس قرار "أوبك+" لا يصب في مصلحة أحد بل قد يعقد المشهد العالمي المحتقن أساساً دون تحقيق أية انفراجات تصب في مصلحة الاقتصاد العالمي، الذي يتوقع كثير من الاقتصاديين أن يشهد ركوداً لا يمكن رصد تداعياته المستقبلية. 

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( مبادئ ثابتة) " لا يمكن لكائن من كان أن يزايد على مواقف المملكة أياً كانت تلك المواقف، فالمبادئ الثابتة لسياسات المملكة المبنية على الحق والعدل لم ولن تتغير، كونها مبادئ أصيلة تراعي الحقوق والواجبات وتضعها في أطرها الصحيحة".

وأشارت إلى أن الضجة المفتعلة التي أثيرت بعد قرار «أوبك+» خفض الإنتاج، وإسقاط تفسيرات سياسية غير صحيحة عليه، لا يخدم المصالح السياسية والاقتصادية العالمية، التي هي في أشد الحاجة إلى الاستقرار في الوقت الراهن في ظل التوترات التي يشهدها العالم جراء الأزمة الروسية - الأوكرانية، التي اتخذت فيها المملكة من الحياد موقفاً واضحاً كان من آثاره الإيجابية الإفراج عن أسرى بوساطة من ولي العهد.

الجبير: قرار "أوبك" خفض إنتاج النفط ليس انحيازًا لروسيا في الحرب

وصرح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، الأربعاء، بأن قرار مجموعة "أوبك" الأخير بخفض إنتاج النفط لا يعد انحيازا لروسيا ولكنه قرار ينحاز لصالح استقرار أسواق النفط.

وقال المسئول السعودي -في تصريحات خاصة لتليفزيون "سي إن إن" الأمريكي- إن القرار الأخير يهدف إلى تحقيق استقرار أسواق النفط الذي يفيد المستهلكين والمنتجين على حد سواء، وأن بلاده تعمل لذلك منذ عقود، مشيرا إلى أن القرار اتخذ بالإجماع من قبل 22 دولة وأن الأسواق تجاوبت بشكل إيجابي جدا حيث انخفضت الأسعار منذ الأسبوع الماضي ولم ترتفع.

وأضاف أن السعودية سبق أن دعمت قرار الأمم المتحدة بشأن الأزمة في أوكرانيا وعارضت الاستحواذ على الأراضي بالقوة ولديها خطوط تواصل مفتوحة مع أوكرانيا وروسيا وتمكنت من استخدامها للتوصل لاتفاق بشأن تبادل سجناء حرب ولم يكن هذا ليحدث إذا كانت السعودية تنحاز لطرف دون آخر، مشيرا إلى أن بلاده قدمت مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا وتستمر في ذلك وتبحث عن طرق لجلب الطرفين لطاولة الحوار للتوصل إلى حل للأزمة إذ لا يعد التصعيد مفيدا لأوروبا أو العالم.

وحول الانتقادات الموجهة للسعودية في واشنطن باستخدام النفط كسلاح، أكد الجبير أن بلاده لا تستخدم النفط كأداة سياسية ولا تراه كسلاح ولكن تراه سلعة وتهدف لتحقيق الاستقرار بأسواق النفط وأنها لديها سجل واضح في هذا الشأن على مدار العقود الماضية وليس الأسابيع الماضية فقط. وتابع أن بلاده سعت دوما لضمان وجود مؤن ملائمة من النفط الخام في الأسواق وأن الارتفاع أو الانخفاض الكبيرين في سعر النفط مضران جدا للاقتصاد العالمي والمستهلكين في كل مكان سواء في أمريكا أو السعودية.

وبشأن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بوجود عواقب لقرارات المملكة وتلميحات سياسيين أمريكيين بتجميد عمليات بيع السلاح وسحب القوات الأمريكية من السعودية والحد من تأثير "أوبك" على السوق، أوضح الجبير أن بيع الأسلحة للمملكة يخدم مصلحة أمريكا والسعودية وأمن واستقرار الشرق الأوسط، وأن وجود القوات الأمريكية مستمر منذ عقود كثيرة بهدف حماية استقرار وأمن الشرق الأوسط والولايات المتحدة على حد سواء.

وشدد على أن البلدين لديهما علاقة قوية جدا منذ ثمانية عقود وكانوا شركاء قريبين جدا في محاربة التطرف والإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار في الدفاع عن المنطقة وهما حليفان قريبان في الاقتصاد والتجارة والاستثمار، معربا عن تطلع بلاده إلى استمرار هذه العلاقة للثمانية عقود المقبلة.

وأكد وزير الدولة السعودي قوة ومتانة العلاقات بين البلدين ووجود علاقات تجارة واستثمار قوية إلى جانب العمل بشكل مقرب جدا بشأن المصلحة المشتركة وتحقيق السلم في اليمن وبين العرب والإسرائيليين وتحقيق الاستقرار في أفغانستان والقرن الإفريقي وليبيا ودول الساحل وهي قضايا هامة للبلدين وأمن المنطقة والعالم أجمع.