رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد يومين من قصف جسر القرم.. رد فعل عنيف من موسكو يستهدف كييف

نشر
الأمصار

بدأ الرد الروسي على قصف جسر القرم، اليوم الاثنين، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن تفجير جسر القرم هجومًا إرهابيًا، واتهم الاستخبارات الأوكرانية بالوقوف ورائه، كما تبدو سلسلة الانفجارات التي هزت كييف، اليوم، هي الأعنف علي الأطلاق وتشير هذه الانفجارات إلى دخول الأزمة الأوكرانية منعطفًا جديدًا.

وهزت انفجارات ضخمة العاصمة الأوكرانية كييف، وسط أنباء عن قصف مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسقوط قتلى وجرحى.

وأصدرعمدة كييف، فيتالي كليتشكو، بيانًا نشره عبر حسابه الرسمي بـ"تليجرام"، قائلاً: بعد الساعة 8:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، ضربت عدة انفجارات، منطقة شيفتشينكيف بوسط العاصمة"، مشيرًا إلى أن المزيد من التفاصيل ستكون في وقت لاحق.

ووقعت انفجارات أيضا فى مدن لفيف وترنيولى وزيتوريم فى غرب أوكرانيا، ودنيرو وكرمينتشك فى وسط البلاد، وفى رسالة له عبر تطبيق تليجرام، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى: إنهم يحاولون تدميرنا ومحونا من على وجه الأرض وتدمير شعبنا الذى ينام فى منزله فى زابورجيا، ويقتلون الناس الذين يذهبون إلى العمل فى دنيبرو وكييف، وأضاف قائلًا: هناك صواريخ تضرب البلاد، وللأسف، هناك قتلى وجرحى.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها ستسعى للانتقام من الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت مدنا في أنحاء أوكرانيا صباح الاثنين، وأضافت الوزارة على صفحتها على موقع فيس بوك: "سقط ضحايا ووقع دمار سيُعَاقَب العدو على الألم والموت الذي تسبب فيه بأرضنا!سنأخذ بثأرنا".

وجاءت الضربات المتعددة قبل ساعات من اجتماع الرئيس الروسى مع مجلس الأمن القومى الروسى فى الوقت الذى تقترب فيه الحرب الروسية من إتمام شهره الثامن، ومواجهة الكرملين عدة انتكاسات فى أرض المعركة فى ظل هجوم مضاد شنته أوكرانيا فى الأسابيع الماضية.

 ويعد جسر كيرتش ، أو جسر القرم ذي أهمية استراتيجية لروسيا باعتبادره خط إمداد عسكرى لقواتها فى أوكرانيا، كما أنه يحمل أهمية رمزية لأنه يربطها بشبه جزيرة القرم التي ضمتها إليها فى عام 2014.

ردود أفعال عالمية غاضبة لضرب كييف

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين سقوط قتلى وجرحى في سلسلة من عمليات القصف غير المسبوقة منذ أشهر من حيث نطاقها، بعد عملية تفجير دمرت جزءًا من جسر القرم بين روسيا وشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو.

وإلى العاصمة، أفيد عن قصف كذلك على لفيف في غرب البلاد بعيدًا عن خط الجبهة، وعلى دنيبرو (وسط) وزابوريجيا (جنوب)، فيما قال زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي "يحاولون تدميرنا جميعا، إزالتنا عن وجه الأرض".

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، إن تجدد القصف الروسي يعد ردًا على كل الذين يشجعون على التحدث مع بوتين عن السلام، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يتحدث بالصواريخ". وتعهدت وزارة الدفاع الأوكرانية بـ"الانتقام" ردا على القصف الذي طال البلاد اليوم.

وقالت السفيرة الأمريكية في كييف بريدجيت برينك، في سلسلة تغريدات عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن ضربات مكثفة ضربت صباح اليوم وسط كييف وجميع أنحاء أوكرانيا، مشيرة إلى أن روسيا تكثف وابل الهجمات على الأوكرانيين "المسالمين".

ودعت الصين إلى خفض التصعيد في أوكرانيا في أعقاب القصف الصاروخي الذي استهدف مناطق عدة في كييف.

وقال وزير الخارجية البريطاني: “من الواضح أن ما شاهدناه اليوم هو عرض للضعف وليس القوة من قبل بوتين”.

خسائر القصف الروسي على العاصمة الأوكرانية

أعلن رئيس وزراء أوكرانيا، تضرر 11 منشأة مهمة في 8 مناطق مختلفة بسبب الضربات الصاروخية التي طالت العاصمة الأوكرانية كييف اليوم.

كما أفادت وزارة الداخلية الأوكرانية، بأن حصيلة القتلى حتى الآن في هجوم كييف اليوم بلغت 8 قتلى على الأقل وإصابة 24 آخرين في هجوم واحد فقط .

وأشارت وزارة الدفاع الأوكرانية إلى أن حصيلة الضربات الصاروخية اليوم تمثلت بـ 75 عملية قصف تم التصدي لـ 41 منها.

روسيا تعترف بقصف أوكراني "متزايد" لمناطقها الحدودية

اعترفت السلطات الروسية، الأحد، بما وصفته بـ"ازدياد ملحوظ" للقصف الأوكراني على الأراضي الروسية المحاذية لأوكرانيا.

ووفق بيان، قالت أجهزة الأمن الروسية (إف إس بي)، إنها رصدت "ازديادا ملحوظا" لقصف كييف الذي يستهدف الأراضي الروسية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 5 آخرين خلال الأسبوع الماضي.

وأوضحت أجهزة الأمن "منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول، ازداد بشكل ملحوظ عدد الهجمات من جانب مجموعات مسلحة أوكرانية على أراضي روسيا الحدودية".

يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان البيت الأبيض، الأحد، أن واشنطن ستواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة، لكنه فضل عدم التعليق على تفجير جسر القرم.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في تصريحات لشبكة "إيه.بي.سي": "ليس لدينا ما نضيفه للتقارير المتعلقة بالتفجير وليس لدي أي شيء لأقوله بهذا الشأن".

وأضاف "ما يمكنني قوله هو أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين هو من بدأ هذه الحرب، وبوتين هو من يمكنه أن ينهيها اليوم، ببساطة عبر نقل قواته إلى خارج أوكرانيا".

كما قال إن طرفي القتال بحاجة إلى إيجاد سبيل للتفاوض على إنهاء هذه الحرب، لكن بوتين لم يظهر اهتماما بذلك.

ومضى قائلًا "بمنتهى الصراحة، نتواصل كل يوم تقريبًا مع الأوكرانيين وسنستمر في إمدادهم بالمساعدات الأمنية".

ومن جهة أخرى، أعلن رافائيل جروسي المدير العام لوكالة للطاقة الذرية، إعادة توصيل خط كهرباء بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، بعد انقطاعه إثر قصف السبت.

وكان الانقطاع أجبر المحطة التي ضمتها روسيا قبل أيام، على استخدام الديزل.

وسيطرت روسيا على مناطق قريبة من كييف وأجزاء أخرى من شمال أوكرانيا، مثل تشيرنيهيف وسومي، لكن مقاومة السكان المحليين دفعت موسكو إلى التركيز على الجنوب الشرقي، المنطقة التي تمركزت فيها قوتها الناعمة عبر التاريخ، والتي يرى بوتين أنها مقاطعة روسية مفقودة.

وفي الأيام الأولى للعملية الروسية، كان السكان المحليون الموالون لموسكو في الأغلب من المتقاعدين الذين يحنون إلى عهد الاتحاد السوفياتي.

ولكن مع استمرار الوجود الروسي بدأت شرائح أخرى أكثر تنوعًا في إعلان تأييدها لموسكو بالظهور في الشوارع وفي ساحات مدنهم، وهم يلوحون بأعلام مصغرة في احتفالات يوم روسيا ويلصقون رمز "Z" على سياراتهم.

وعقب الهجوم الأوكراني المضاد فر السكان المحليون الذين دعموا روسيا من مقاطعة خاركيف ودونباس، مما أدى إلى انسداد المعابر الحدودية إلى موسكو.

وتنوع الفارون ما بين النخبة البيروقراطية الذين يقودون سيارات مستوردة باهظة الثمن، وأشخاص في سيارات عتيقة من الطراز السوفياتي، مما يشير إلى أن المتعاطفين مع روسيا ذوي الإمكانيات المتواضعة كانوا يفرون أيضا.

كما أوضح البعض للصحفيين الغربيين أنهم يخشون الاضطهاد ويخافون على أقرانهم المتعاونين في منطقة خيرسون، والذين قد يجدون أنفسهم أيضا مبنوذين إذا تقدم الجيش الأوكراني.

 الأوكرانيين يطالبون بمعاقبة المتعاونين مع الروس

ويطالب عدد كبير من الأوكرانيين بمعاقبة المتعاونين مع الروس، ويشيرون إلى أن أوكرانيا كانت متساهلة نسبيا تجاه منظمي أول استفتاء غير شرعي لروسيا، في عام 2014 ، لتبرير احتلالها نصف دونباس، وأنه في عام 2022 ظهر العديد من هذه الشخصيات كمتعاونين مرة أخرى.

ويجرم القانون، الذي أقره البرلمان الأوكراني في مارس/آذار الماضي، التعاون مع دولة معتدية.

وكان المدنيون الوحيدون المعفيون من هذا القرا هم الأطباء وعمال خدمات الطوارئ وعمال المرافق، وأجاز مقاضاة الموظفين العموميين الآخرين الذين ظلوا في أماكنهم وهو ما يشمل المعلمين في المدارس والأخصائيين الاجتماعيين.

ويكمن التحدي في التأكد من نية ومكانة هؤلاء الأفراد، فقد اختار عدد قليل نسبيًا من المسؤولين المنتخبين التعاون مع الروس، ولكن بمرور الوقت عاد العديد من الموظفين في هذه المناطق إلى مناصبهم.

صور أوكرانيا تخطف الأنظار والجوائز في مهرجان بايو لمراسلي الحرب

خطفت تغطية العميلة العسكرية الروسية بأوكرانيا الأنظار، وقرابة جميع الجوائز الأولى من النسخة الـ29 لمهرجان بايو لمراسلي الحرب.

وتحمل الجائزة اسم المدينة التي تستضيفها وهي بايو الفرنسية، وتقدر ميزانية الجائزة بحوالي 535 ألف يورو، ويمولها مجموعات محلية وشركاء من القطاع الخاص.

وسيطرت أوكرانيا على الجائزة، التي فازت بها كل من وكالة أسوشيتيد برس بالصور وقناة "فرانس 5" على التلفزيون، ومحطتا "فرانس إنفو" و"و"أر تي إس" على الراديو، فيما حصدت منشورات "سيدوايا" في الصحافة المكتوبة لكنها عن بوركينا فاسو، وكانت لأفغانستان أيضاً مكانة كبيرة.

وكرم إيفجيني مالوليكتا من وكالة أسوشييتد برس عن تقرير متعدد الوسائط قدمه مع مستيسلاف تشيرنوف (جائزة صورة الفيديو) عن سقوط ماريوبول في فئة التصوير الفوتوغرافي، فيما مُنحت جائزة الجمهور أيضاً إلى مراسل أسوشييتد برس فاديم جيردا.