رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

في زيارة هي الأولى من نوعها.. الرئيس المصري يتوجه إلى قطر الثلاثاء

نشر
الأمصار

في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى البلد الخليجي، كشفت مصادر، أن السيسي، سيتوجه إلى قطر الثلاثاء وستستغرق الزيارة يومين.

وشهدت العلاقات بين مصر وقطر تطورًا إيجابيًا ملحوظًا منذ أن وقعت الدولتان على اتفاقية العلا في السعودية مطلع عام 2021، والتي أنهت الخلافات بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة ثانية.

محاور الزيارة

ومن المقرر أن تتناول الزيارة أوجه التعاون المشترك بين البلدين، في ظل توجه قطر للتوسع في الاستثمار في الأصول المصرية خلال الفترة المقبلة.

لقاءات سابقة

وقبل ذلك زار أمير قطر قد زار القاهرة في حزيران/ يونيو الماضي، حيث تخلل زيارته جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس المصري عن العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات والتباحث حول تطورات القضايا السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتأتي زيارة أمير قطر إلى القاهرة  بعد المصالحة  التي تمت خلال قمة العلا بالسعودية من العام الماضي والتي أنهت ثلاث سنوات من القطيعة الدبلوماسية والاقتصادية بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة ثانية.

وبعد وساطات، كان أبرزها من دولة الكويت، انعقدت في محافظة العلا بالسعودية، في 2021 أعمال القمة الخليجية الحادية والأربعين بحضور أمير قطر، وشارك عن الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري.

وفي اغسطس 2022، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً من الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول تبادل وجهات النظر بشأن تطورات عدد من القضايا الإقليمية، وذلك فى اطار تضافر الجهود العربية في مواجهة التحديات الاقليمية. 
وأعرب أمير دولة قطر عن التقدير العميق للجهود المصرية الحثيثة على الساحة العربية بقيادة الرئيس، لترسيخ دعائم السلم والأمن الإقليمي، وكان آخرها نجاح الوساطة المصرية للتوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإعادة الهدوء إلى قطاع غزة.

كما تم بحث بعض الموضوعات في إطار علاقات التعاون الثنائي، حيث ثمّن الأمير تميم بن حمد العلاقات الأخوية بين البلدين، معرباً عن حرص قطر على تعزيز أطر التعاون القائمة بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون.
ومن جانبه أكد الرئيس على الروابط الوثيقة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين وذلك فى اطار التضامن العربى والإيمان بوحدة المصير.
وتم التوافق على استمرار البناء على حجم الزخم الذي تشهده حالياً أطر التعاون الثنائي بين البلدين، فضلاً عن دفع آليات التشاور والتنسيق المتبادل بشأن مجمل القضايا والتطورات المتلاحقة في اطار صون الامن القومى العربى.

وفي أغسطس 2021 أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، محادثات في بغداد مع أمير قطر على هامش قمة التعاون والشراكة في بغداد.

واتفق الزعيمان خلال اللقاء على أهمية مواصلة التشاور والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة واستمرار الخطوات المتبادلة بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي، اتساقا مع ما يشهده مسار العلاقات المصرية القطرية من تقدم.

وأكد السيسي حرص مصر على التعاون المتكامل المثمر من أجل الخير والبناء والتنمية ودعم التضامن العربي في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، وذلك كمبدأ ونهج استراتيجي راسخ للسياسة المصرية.

ومن جانبه، أعرب أمير قطر عن تقديره للتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية القطرية، وإشادته بما تم في الآونة الأخيرة من تبادل للزيارات واستئناف لأطر التعاون بين البلدين، كما أكد تطلع الدوحة لتعزيز التباحث مع القاهرة حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يخدم تطلعات الدولتين.

وفى مارس ٢٠٢٢ استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير خارجية دولة قطر، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، إلى جانب علي بن أحمد الكواري وزير المالية القطري، وعبد الله الخليفي رئيس جهاز أمن الدولة القطري، والسفير سالم بن مبارك آل شافي، سفير دولة قطر بالقاهرة.

وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بزيارة وزير الخارجية القطري إلى القاهرة، طالباً  نقل تحياته لأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، ومثمناً التقدم الملموس في مسار العلاقات المصر يةـ القطرية، والذي من شأنه أن يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين، ويعزز جهود الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية.

ومن جانبه؛ أعرب الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن تشرفه بلقاء الرئيس، ناقلاً  للرئيس تحيات الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وحرصه على توطيد العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين بما يعزز الأمن والاستقرار للمنطقة، وكذا تقديره لجهود الرئيس لدفع العمل العربي المشترك والحفاظ على السلم والأمن على المستوى الإقليمي خلال المرحلة الدقيقة الحالية التي تتعاظم فيها التحديات.

وفي 9 نوفمبر 2009 شارك وفد مصري كبير في أعمال المؤتمر الثالث للدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد الذي انعقد في الدوحة. وفي 30 يونيو 2009 قام وزير البترول المصري السابق سامح فهمي بزيارة الدوحة مرتين للمشاركة في الاجتماعين الثامن والتاسع لمنتدى الغاز بالدوحة.

العلاقات بين البلدين

تعد سمة الاستقرار من أهم السمات التي تميز العلاقات السياسية بين مصر وقطر حيث يلقي هذا الاستقرار بظلاله على التشاور المستمر بين البلدين والزيارات المتبادلة بين القيادتين المصرية والقطرية.

قام الرئيس السابق مبارك في 24 نوفمبر 2010 بزيارة لدولة قطر ضمن جولة خليجية شملت الإمارات والبحرين، عقد خلالها جلسة مباحثات مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس دولة قطر.

العلاقات الاقتصادية

تشهد منظومة العلاقات الاقتصادية بين مصر وقطر تزايدا متصاعدا، وخاصة على صعيد حركة التجارة البينية والصادرات والواردات، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 186مليون دولار في عام 2008، مقابل 122.3 مليون دولار عام 2007 ،كما شهد حجم الصادرات المصرية في زيادة عام إلى 168.1 مليون دولار مقابل 99.4 مليون دولار عام 2007.

الاستثمارات

تحتل الاستثمارات القطرية في مصر الآن المرتبة الـ 20 من إجمالي 127 دولة، حيث تبلغ الاستثمارات القطرية حوالي 1.7 مليار جنيه في 112 شركة وذلك خلال الفترة من 1/1/1970 وحتى 31/8/2008، وتتوزع الاستثمارات على مجالات السياحية والصناعة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،وذلك طبقاً لبيانات الهيئة العامة للاستثمار.

تحرص الشركات القطرية ورجال الأعمال القطريين علي تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية وخاصة في القطاعين العقاري والسياحي بكل من شرم الشيخ والغردقة والإسكندرية والقاهرة.

الاستيراد والتصدير
بلغت قيمة الصادرات المصرية الى 168.1 مليون دولار عام 2008 وتمثلت أهم الصادرات المصرية إلي قطر في المنتجات الغذائية، الآلات والأجهزة، الأرز، الاسمنت، الحديد والصلب، الخضراوات، الفواكه، منتجات طبية وصيدلية.

وبلغ حجم الواردات المصرية من قطر حوالى 18.3 مليون دولار عام 2008 وتمثلت أهم الواردات في الوقود المعدني (زيوت النفط) ، اللدائن والصناعات المرتبطة بها (الايثيلين).

اللجنة الاقتصادية العليا المشتركة
اتفقت مصر وقطر علي إعادة تفعيل اللجنة العليا المصرية ـ القطرية المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين‏. ويتم حاليًا دراسة أربع محاور مهمة في المجال الاقتصادي‏:

- المحور الاول ‏:‏ التعاون في مجال الطاقة والغاز علي مستوي المنطقة والشرق الأوسط‏,‏ باعتبار مصر وقطر أكبر بلدين في المنطقة إنتاجا للغاز الطبيعي

- المحور الثاني ‏الاتفاق علي دراسة وتمويل صناديق التنمية في مصر‏,‏ علي أساس الاستثمارات المشتركة بين القطاعين العام والخاص‏,‏ تحت إشراف وزارة المالية‏,‏ حيث يوجد بها صندوق مخصص للعمل المشترك بين القطاعين العام والخاص‏.‏

- المحور الثالث استكمال المنطقة الصناعية في برج العرب التي تعمل بها سنغافورة‏,‏ والدخول في استثمارات منطقة شرق بورسعيد الصناعية‏

- ‏ المحور الرابع استكمال الاستثمارات في المجالات السياحية بشرم الشيخ‏,‏ والبحر الأحمر‏,‏ والقاهرة‏(‏ المشروعات القطرية.

الطاقة

في 22 نوفمبر 2012، وقعت شركة القلعة المصرية اتفاقية لتأسيس شركة مع مؤسسة كيوإنفست وشركاء قطريين لاستيراد وتغطية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي في مصر، بحلول منتصف 2013.

وبمقتضى الاتفاقية، ستؤسس شركة بين القلعة ومؤسسة كيوإنفست ومجموعة من المستثمرين القطريين، لتأسيس شركة لإنشاء وامتلاك وحدة عائمة في مصر لاستقبال وتخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادته لحالته الغازية (FSRU) ونقله من خلال الشبكة القومية للغاز وتسويقه بهدف توفير إمدادات الغاز الطبيعي إلى كبار وكثيفي مستهلكي الطاقة بالسوق المحلي.

كما تعتزم الشركة أن تبدأ نشاطها في السوق المصري في إطار منظومة تراخيص استيراد الغاز التي أعلنت عنها مؤخراً الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية إيگاس.

وسيمتلك الجانب القطري 51% من الشركة الجديدة على أن تمتلك شركة القلعة الحصة المتبقية، ولم يعلن بعد عن الموقع المخطط للمشروع أو تقديرات التكلفة الاستثمارية الخاصة به. وجدير بالذكر أن المشروع قد حصل على الدعم الفني والتجاري من الخبراء الدوليين في هذه الصناعة.

الصناعة
في 12 إبريل 2006 أعلنت هيئة التنمية الصناعية تخصيص ألف فدان بمدينة برج العرب بالإسكندرية لإنشاء منطقة صناعية متخصصة برءوس أموال قطرية ، كما أكد أمير قطر أنه يدعم ويشجع زيادة الاستثمارات القطرية في مصر، و يرحب بالعمال المصريين في قطر وأشار إلي أن بلاده تنظر إلي مصر باعتبارها الشقيقة الكبري والدولة الرائدة في المنطقة.

السياحة
تتسم حركة السياحة بين مصر وقطر بالنمو والازدهار. حيث يقوم الجانب القطري بتنفيذ عدد من المشروعات خاصة في قطاع السياحة بعدد من المدن المصرية، وتستقبل مصر سنوياً الآلاف من السائحين القطريين في مختلف المدن المصرية.

أتفاقيات مشتركة

تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين من اهمها :

  • اتفاقية التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي (يناير 1990)
  • اتفاقية إنشاء مجلس رجال الأعمال المصري/ القطري المشترك ( مايو 1996)
  • اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات (ديسمبر 1999)
  • مذكرة تفاهم في مجال المواصفات والمقاييس (1999)
  • اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (موقعة بالأحرف الأولى في أكتوبر 2005)
  • اتفاقية التعاون العلمى في مجالات التعليم والبحث العلمي بين حكومتي قطر وجمهورية مصر العربية للأعوام 2005/2008، ويتم بموجبها تبادل الطلاب والمناهج الدراسية وعقد الدورات التدريبية التربوية.
  • اتفاقية التعاون في مجال الشباب والرياضة وبموجبها يتم تبادل الفرق الرياضية وعقد المباريات الرياضية.

العلاقات الثقافية

تشهد العلاقات الثقافية بين البلدين بعض الانشطه والفعاليات الثقافية التى من شأنها ترسيخ وتدعيم الوعي الثقافي والهوية العربية بين مواطني البلدين ومن هذه الفعاليات يأتي : اعتادت وزارة الثقافة علي تنظيم الأسابيع الثقافية المشتركة ومنها الأسبوع الثقافي الذي اجري في22/4/2010 حيث خصص للثقافة المصرية بالعاصمة القطرية، احتفالا باختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية، وسط تأكيد وقناعة الجانبين علي دور وتأثير الثقافة في إزالة أي توترات سياسية.

اتفاقية التعاون الثقافي بين حكومتي جمهورية مصر العربية (وزارة الثقافة) ودولة قطر (المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث)، ويتم بموجبها تبادل الزيارات في مجال المكتبات وتبادل الوفود والفرق الفنية والمسرحية وعقد الأسابيع الثقافية وإقامة علاقات ثقافية بين المؤسسات الثقافية المتناظرة.