رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

من تشرشل إلى ليز تراس.. 15 رئيس وزراء في فترة حكم إليزابيث

نشر
الملكة إليزابيث الثانية
الملكة إليزابيث الثانية

كلفت الملكة إليزابيث الثانية ليز تراس رسميا بتشكيل الحكومة البريطانية الجديدة.

وفازت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، الاثنين الماضي، بمنصب زعيمة حزب المحافظين لتتولى رئاسة الحكومة الجديدة للمملكة المتحدة، خلفا لبوريس جونسون.

ومن المنتظر أن تتولى تراس، بصفتها زعيمة أكبر حزب في مجلس العموم، رئاسة الوزراء حتى الانتخابات العامة التالية، والتي يجب إجراؤها بحلول ديسمبر 2024.

وخلافا للتقاليد، هذه المرة الأولى في عهد إليزابيث الثانية، الممتد 70 عاما، التي يتم فيها تسليم السلطة في مقر إقامة الملكة في بالمورال، بدلا من قصر باكنغهام في لندن. وأثار التغيير في مكان الحفل شائعات حول صحة الملكة البالغة من العمر 96 عاما.

ونشر مسؤولون ملكيون صورا تظهر الملكة مع تراس وهما تتصافحان خلال جلسة تضفي الطابع الرسمي على تعيين تراس، بعدما قدم جونسون استقالته في اليوم ذاته.

- رئيسة الحكومة البريطانية الحالية: ليز تراس 

ليز تراس من مواليد 26 يوليو 1975، وهي سياسية بريطانية تشغل منصب وزير الخارجية منذ 2021 ووزيرة شؤون المرأة والمساواة منذ 2019، وعضو في حزب المحافظين.

شغلت تراس في مناصب وزارية مختلفة في عهد رؤساء الوزراء ديفيد كاميرون وتيريزا ماي وبوريس جونسون.

وتشغل الآن منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة ورئيسة حزب المحافظين وتعتبر ثالث امرأة تتولى هذا المنصب في المملكة المتحدة .

وتشغل منصب رئاسة الوزراء ابتداءً من السادس من سبتمبر 2022 بعد تقديم بوريس جونسون استقالته في اليوم ذاته.

التحقت تراس بكلية ميرتون أكسفورد، حيث كانت رئيسة حزب الديمقراطيين الليبراليين بجامعة أكسفورد. تخرجت من جامعة أكسفورد عام 1996، ثم انضمت إلى حزب المحافظين. 

 

بوريس چونسون

 

ألكساندر بوريس دي بيفل جونسون من مواليد 19 يونيو 1964 في نيويورك معروف باسم بوريس جونسون، هو سياسي بريطاني وروائي وصحافي ومؤرخ.

ورئيس الوزراء السابق في المملكة المتحدة.

وهو زعيم الحزب المحافظ منذ 23 يوليو 2019. كان عضوًا في البرلمان عن أوكسبريدج وساوث روزليب منذ عام 2015، وكان النائب عن منطقة هينلي في الفترة من 2001 إلى 2008.

وكان بوريس أيضا عمدة لمدينة لندن من عام 2008 إلى عام 2016، وشغل منصب وزير الخارجية من عام 2016 إلى عام 2018.

ويعرف جونسون بأنه من تيار يمين الوسط صاحب تيار الأمة الواحدة في حزب المحافظين وارتبط بالسياسات الليبرالية الاقتصادية والاجتماعية.

والثلاثاء الماضي، ودع جونسون الذي تخللت ولايته لحظات مفصلية على رأسها بريكست وفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وانتهت قبل أوانها بفعل فضائح أنصاره الذين هتفوا وصفقوا له، قبل أن يتوجّه للقاء الملكة إليزابيث الثانية.

وتعهد بوريس جونسون، دعم خليفته ليز تراس رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة.

وشبّه جونسون، نفسه بـ"صاروخ داعم أتم مهمّته"، وسيسقط في "نقطة نائية وبعيدة عن الأنظار في المحيط الهادئ"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد: "سأدعم ليز تراس والحكومة الجديدة في كل خطوة".

وحض حزبه المحافظ الحاكم على تنحية الخلافات داخل صفوفه للتعامل مع أزمة الطاقة التي يبدو أنها ستطغى على عهد تراس.

 

-تيريزا ماي 2016- 2019

 

اختارها المحافظون لخلافة كاميرون في يوليو/تموز 2016، بعدما كانت وزيرة للداخلية لمدة ست سنوات، وهي أطول مدة خدمة في هذا المنصب منذ العام 1892.

وصفت ماي في بداية عهدها القصير بأنها "تاتشر الجديدة"، لكن عواصف البريكست كانت أقوى منها.

سعت ماي جاهدة لتنفيذ نتائج استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكنها واجهت تحديات كبيرة، من بينها فقدان الأغلبية البرلمانية في الانتخابات المبكرة التي دعت إليها عام 2017، وسلسلة من استقالات الوزراء، وتمرد من قبل نواب حزبها في البرلمان.

وفي مايو 2019 وبعد نحو ثلاث سنوات عجاف، أعلنت ماي -وهي تغالب دموعها- أنها قررت الاستقالة من منصبها بعد فشلها في إقناع نواب البرلمان بتأييد الاتفاق الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي بشأن البريكست.

 

-ديفيد كاميرون 2010-2016


سياسي بريطاني من أسرة أرستقراطية، صعد بسرعة إلى قمة هرم حزب المحافظين وأعاده إلى السلطة بعد 13 عاما من الانتظار، وكان أصغر رئيس وزراء في تاريخ بريطانيا منذ روبرت جنكنسون عام 1812.

كان كاميرون يؤيد بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، لكنه خاض مغامرة خاسرة حين تعهد عام 2013 بتنظيم استفتاء عام على الخروج من الاتحاد.

وفي يونيو 2016 -أي بعد عام ونيف من انتخاب كاميرون لولاية ثانية- عقد الاستفتاء وصوتت غالبية الناخبين لصالح الخروج، وهو ما وضع حدا لمسيرة كاميرون الذي قدم استقالته لإفساح المجال أمام قيادة جديدة تتولى تنفيذ ما اختاره البريطانيون.

 

-غوردون براون 2007-2010


أول رئيس وزراء بريطاني من أصول أسكتلندية، فقد ولد ونشأ في مدينة غلاسكو بأسكتلندا، حيث كان أبوه وزيرا للكنيسة.

شغل منصب وزير الخزانة بعد وصول حزب العمال إلى السلطة عام 1997، وبقي في المنصب عشر سنوات، وهي أطول فترة يقضيها وزير في هذا المنصب خلال 200 عام.

وأيد الحرب على العراق عام 2003 في عهد سلفه بلير، لكنه أكد مع صعوده إلى السلطة أنه تعلم الدروس من الأخطاء التي ارتكبت في العراق، ووعد في رسالة يوم 17 مارس/آذار 2008 أن تجري المملكة المتحدة تحقيقا في تلك الحرب.

كان حريصا على تقوية العلاقات مع الولايات المتحدة، وكان من مناصري زيادة الضغوط على إيران لتفكيك برنامجها النووي. وهو من مؤيدي إسرائيل وداعميها، وعضو في جماعة "أصدقاء إسرائيل".

وعقب هزيمة حزبه في الانتخابات التشريعية أمام المحافظين، أعلن يوم 10 مايو/أيار 2010 تنحيه عن زعامة الحزب.

 

-توني بلير 1997-2007


تزامن دخول بلير إلى السياسة مع صعود مطرد لحزب المحافظين عام 1979، وتراجع لحزب العمال الذي خسر أربعة انتخابات متتالية ما بين عامي 1979 و1992.

في يوليو 1994، انتخب بلير زعيما لحزب العمال بنسبة 57% من الأصوات، وجاء انتخابه مفاجئا، حيث كان المراقبون يتوقعون انتخاب غوردون براون.

في عام 1995، جدد في البرنامج السياسي والاقتصادي للحزب سعيا لجعله أكثر انفتاحا، وفاز حزبه بانتخابات 1997.

وفاز حزب العمال بقيادة بلير من جديد بالانتخابات البرلمانية في مايو 2001، فعاد إلى رئاسة الوزراء لفترة ثانية، وهي الفترة التي تميزت بغلبة السياسة الخارجية والقضايا الدولية مثل كوسوفو وسيراليون والحرب على ما يسمى "الإرهاب"، حيث ساند الولايات المتحدة في حربها على نظام حركة طالبان في أفغانستان عام 2001، وفي غزوها للعراق وإسقاطها نظام صدام حسين عام 2003.

هذه السياسة الخارجية التي اتبعها بلير -خصوصا غزو العراق- أثرت سلبا على شعبيته ووجهت له انتقادات كثيرة، ورغم ذلك فاز في مايو 2005 برئاسة وزراء بريطانيا لولاية ثالثة، وإن كان ذلك بعدد من المقاعد أقل من السابق.

وبعد هزيمة حزب العمال في الانتخابات البرلمانية بأسكتلندا، أعلن بلير أنه سيستقيل يوم 27 يونيو 2007، ليخلفه غوردون براون في زعامة الحزب ورئاسة الوزراء.

 

-جون ميجر 1990-1997

كان برلمانيا عن حزب المحافظين ثم زعيما له. تولى العديد من المناصب المهمة مثل وزارة المالية (1987-1989)، ووزارة الخارجية عام 1989، حتى أصبح رئيسا للوزراء يوم 28 نوفمبر 1990 واستمر إلى العام 1997.

ولميجر إنجازات عديدة منها محادثات السلام مع الجيش الجمهوري الإيرلندي عام 1993 التي قادت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحكومة البريطانية في أغسطس 1994، وساهمت في إعادة انتخابه.

 

-مارجريت تاتشر 1979-1990


اشتهرت بلقب "المرأة الحديدية"، وكانت أول رئيسة وزراء في أوروبا، وأول امرأة تتزعم حزب المحافظين في تاريخ بريطانيا، وأول شخصية بريطانية تكسب ثلاثة انتخابات متتالية.
عرفت باتباعها سياسة نقدية متشددة أثناء توليها رئاسة الوزراء، كما قادت بلادها عام 1982 في حرب على الأرجنتين عرفت باسم حرب جزر فوكلاند أو المالوين، وهي جزر خاضعة للإدارة البريطانية تقع في جنوب المحيط الأطلسي.

استقالت عام 1990 بعد تأكدها من عدم قدرتها على كسب انتخابات زعامة المحافظين، فتم انتخاب جون ميجر خلفا لها. ومنحت عام 1992 لقب البارونة، وأصبحت عضوا بمجلس اللوردات.

 

-جيمس كالاهان 1976-1979


تولى جيمس كالاهان السلطة لثلاث سنوات انتهت في مايو 1979 عندما انهزمت حكومته العمالية أمام حزب المحافظين بزعامة تاتشر بعد فترة من التحركات الاجتماعية خلال شتاء 1978-1979.

وشارك كالاهان في البحرية الملكية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم انضم إلى صفوف حزب العمال وانتخب نائبا عن كارديف عام 1945.

شغل كالاهان مناصب مختلفة في حكومات الظل العمالية، قبل أن يصبح وزير دولة ثم وزيرا في حكومات رئيس الوزراء ويلسون.

 

-إدوارد هيث 1970-1974


قاد إدوارد هيث بريطانيا للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية أثناء توليه رئاسة الوزراء، في 1 يناير 1973.

وبعدما فقد السلطة في مارس 1974، أطاحت به مارغريت تاتشر من زعامة حزب المحافظين.

وإثر خروجه من السلطة بقي هيث نائبا عن دائرة أولد بيكسلاي أند سيدكاب في لندن حتى العام 2001. واشتهرت فترة حكمه بدفاعه المستميت عن أوروبا، وأيضا عن "حقده الشديد" على تاتشر.
من أبرز منجزات هيث إبان رئاسته للحكومة البريطانية قيادته مفاوضات ناجحة لانضمام بريطانيا إلى ما يسمى حاليا الاتحاد الأوروبي، غير أن حزبه تخلى عن آرائه المؤيدة للاندماج في أوروبا.

 

-هارولد ويلسون 1964–1970 

                     1974-1976


هارولد ويلسون هو سياسي من حزب العمال قد فاز في أربعة انتخابات عامة، وهو أحدث رئيس وزراء بريطاني يتولى المنصب في فترات غير متلاحقة.

بعد خسارته في الانتخابات العامة 1970 لصالح إدوارد هيث، قضى أربع سنوات زعيما للمعارضة، قبل أن تسفر الانتخابات العامة في فبراير 1974 عن برلمان معلق.

وبعد انهيار محادثات هيث مع الليبراليين، عاد ويلسون إلى السلطة زعيما لحكومة الأقلية حتى إجراء الانتخابات العامة التالية في الخريف، التي أسفرت عن انتصار ضئيل لحزب العمال.

-أليك دوغلاس هيوم 1963-1964


كانت استقالة رئيس الوزراء إيدن عام 1957 عقب أزمة قناة السويس، واستقالة ماكميلان عام 1963، من أصعب المحطات الدستورية والسياسية التي واجهتها الملكة إليزابيث الثانية، حيث عجز حزب المحافظين في المحطتين عن انتخاب رئيس وزراء جديد، فاضطرت إلى أن تعين بنفسها رئيسا للوزراء.

شغل أليك دوغلاس هيوم منصب رئيس الوزراء لمدة 363 يوما فقط، وكان قد تولى وزارة الخارجية في حكومة سلفه ماكميلان.

 

-هارولد ماكميلان 1957-1963


تولى هارولد ماكميلان عضو حزب المحافظين رئاسة الوزارة من يناير 1957 إلى أكتوبر 1963، وأطلق عليه لقب "سوبر ماك".

في عام 1961 تقدم ماكميلان بترشيح بلاده لعضوية المجموعة الاقتصادية الأوروبية التي سبقت إنشاء الاتحاد الأوروبي.

ظل في منصبه حتى استقال عام 1963 بعد فضيحة وزير البحرية البريطانية جون بروفومو إثر ثبوت تورطه في علاقة غير شرعية مع كريستين كير التي كانت تتجسس لحساب الاتحاد السوفياتي.

 

-أنطوني إيدن 1955-1957

دخل أنطوني إيدن البرلمان عن طريق حزب المحافظين عام 1923، ليبدء طريقة السياسي مبكرا بعد تخرجه بسنتين

ترقى في المناصب الحكومية حتى تم تعيينه لأول مرة وزيرا للخارجية عام 1935، لكنه استقال عام 1938.

وعقب اندلاع الحرب العالمية الثانية عينه رئيس الوزراء تشرشل وزيرا للخارجية يوم 23 ديسمبر 1940.
واستمر في منصبه طيلة فترة الحرب العالمية الثانية، وغادرها بعد هزيمة حزب المحافظين في انتخابات عام 1945.

ثم عاد للمرة الثالثة ليتولى حقيبة الخارجية في الفترة ما بين عامي 1951 و1955، بعد تمكن حزب المحافظين من العودة إلى السلطة في تلك الفترة.

وبعد تلك التجربة السياسية الطويلة، صعد إيدن إلى أعلى المراتب السياسية في بريطانيا بتوليه منصب رئيس الوزراء في أبريل/نيسان 1955.

شارك بحماس في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 الذي شاركت فيه إسرائيل وفرنسا، وبعد فشل هذا العدوان (أو ما يسمى أزمة قناة السويس) انهارت حكومة إيدن، وانتهى إلى الأبد مشواره السياسي.

 

-ونستون تشرشل 1951-1955


تزامنت رئاسة ونستون تشرشل للوزراء مع السنوات الأولى للملكة إليزابيث الثانية التي جلست على عرش المملكة المتحدة في فبراير 1952.

وكانت تلك المرة الثانية التي يتولى فيها تشرشل هذا المنصب، فقد عين عام 1940 رئيسا للوزراء، وأشرف على المجهود الحربي بين عامي 1940 و1945، ونجح في استخدام علاقاته لتشكيل حلف قوي في مواجهة أدولف هتلر.

يعد تشرشل أحد أبرز القادة الذين برزوا في الساحة السياسية خلال الحروب التي اندلعت في القرن العشرين.

وتشرشل السياسي والعسكري قد خاض معارك على جبهات القتال ببندقيته، فقد كان كاتبا مميزا قاد الملاحم السياسية بقلمه ولسانه تحت قباب البرلمانات وفي قاعات المؤتمرات، وأمتع قراء الإنجليزية فحصل على جائزة نوبل للآداب.