رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بمشاركة 5 دول عربية.. محاور وأهمية القمة العربية المشتركة في مدينة العلمين

نشر
الأمصار

في إطار العمل العربي المشترك ودفع العلاقات العربية إلى مستوى متقدم لمواجهة مختلف التحديات الدولية والإقليمية الراهنة، تستضيف مصر قمة عربية خماسية في مدينة العلمين الجديدة، بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفي إطار التنسيق والتشاور المستمر بين مصر والدول العربية، مصر والإمارات والأردن والعراق والبحرين.

وتعد قمة العلمين استكمالاً لمسار بدأ في قمة رباعية عقدت بالعاصمة الأردنية عمان في مارس الماضي، شارك فيها قادة مصر والإمارات والأردن والعراق، وتشهد قمة اليوم انضمام البحرين لهذا التجمع الرباعي، بعدما انضمت في يوليو الماضي إلى جانب مصر والأردن والإمارات، في آلية للشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة، كانت قد أطلقت في يونيو الماضي.

واستبق بن زايد القمة الخماسية بزيارته الأولى لمصر بصفته رئيساً لدولة الإمارات منذ مايو الماضي، واستقبله السيسي في مدينة العلمين الجديدة (المقر الصيفي للحكومة المصرية)، والمطلة على البحر المتوسط، وينظر إلى الإمارات باعتبارها حليفاً استراتيجياً لمصر في السنوات الأخيرة، خصوصاً في ملف دعم القاهرة اقتصادياً.

وصرح السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة بأن لقاء الزعيمين تناول تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه القضايا الدولية والأمن الإقليمي والأوضاع الراهنة بالمنطقة العربية، حيث تم تأكيد أهمية تعزيز العمل العربي المشترك ووحدة الصف العربي في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة العربية، ومن أجل توحيد جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى حلول دائمة للأزمات في دول المنطقة، تسهم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام لشعوبها.

قمة عربية مشتركة

يعقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي،  خلال ساعات قمة مشتركة مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وملك الأردن الملك عبد الله الثاني، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، والملك البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

قضايا القمة الخماسية

 من المقرر أن تناقش هذه القمة العربية الخماسية:

 سبل توحيد الجهود والمواقف تجاه عدد من القضايا الدولية لا سيما القضية الفلسطينية

تحديات الأمن الاقليمي الناتج عن الحرب الروسية الأوكرانية 

القضايا التي تواجه الدول العربية حاليًا وفي مقدمتها التوترات في الساحات الفلسطينية والليبية 

دعم السلام في اليمن وأزمة وتداعيات الملء الثالث لسد النهضة".

دور العراق

أفادت وسائل إعلام عراقية، أن الكاظمي سيؤكد للقمة العربية المصغرة، سعي الحكومة العراقية على المضي بدعم الحوار بين الأشقاء في المنطقة، وحرص العراق على الاستمرار بسياسة التوازن في العلاقات والاستقرار الأمني في البلد، فضلاً عن عزمها في تعزيز دور ومكانة العراق عربيًا وإقليمياً ودولياً لما فيه مصلحة الشعب العراقي وشعوب المنطقة والعالم".

وأكدت وسائل الإعلام " أن الكاظمي يقدر عالياً الجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على كافة الأصعدة، ويتطلع لتعزيز أطر التعاون بين العراق ومصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون العربي الشامل، بهدف المضي في تحقيق التنمية المستدامة خاصةً في مجال البنية التحتية والطاقة الكهربائية، فضلاً عن تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري".

قمم أخرى..

استضافت مدينة العقبة الأردنية قمة جمعت الملك الأردني الملك عبد الله الثاني بضيوفه، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قبيل جولة مهمة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للشرق الأوسط، كما تأتي بعد أيام قليلة على لقاء ثلاثي جمع الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في شرم الشيخ.

وشهد الاجتماع الذي حضره ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حضوراً سعودياً من خلال وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء السعودي، الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز، إضافة إلى مستشار الشؤون الخاصة بوزارة شؤون الرئاسة الإماراتية محمد بن حمد بن طحنون، وذلك وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، أفاد بأن اللقاء تناول سبل تطوير العلاقات بين الدول الشقيقة.

وفضّل الإعلام الرسمي الأردني تسمية هذه القمة بـ"اللقاء التشاوري"، دون الخوض في تفاصيل إضافية، إلا أن مصادر "اندبندنت عربية" أشارت إلى أن اللقاء أتى استكمالاً لمشروع "الشام الجديد" الذي تعثر في السنوات الماضية بفعل عوامل عدة من بينها جائحة كورونا، وليس آخرها أزمة الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأوضح بيان للرئاسة المصرية، أن اللقاء الرباعي تناول "سبل تعزيز علاقات التعاون المشترك بين الدول الأربع في كل المجالات، بخاصة التجارية والاقتصادية. وجرى تبادل لوجهات النظر حول مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي، بخاصة ما يتعلق بمواجهة تداعيات الظروف العالمية الحالية على قطاعات الأمن الغذائي والطاقة والتجارة".

وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي أن "الاجتماع بحث تطورات الأزمة الاقتصادية العالمية، وسبل مواجهة تداعياتها، والتصدي لتحديات الأمن الغذائي عبر التنسيق بين دول المنطقة، بما يحقق مصالح شعوبها".

وفي 28 أغسطس عام 2021، استضافت بغداد، قمة إقليمية بمشاركة دول جوار العراق، وعدد من الدول الخليجية والعربية والغربية الفاعلة على رأسها الإمارات.

وناقشت القمة، ملفات حساسة ومهمة، تتعلق بموضوعات داخلية وخارجية ترتبط باستقرار العراق وتعزيز أمنه، على رأسها تعزيز التعاون الاقتصادي ومكافحة الإرهاب.

ورأى المحللون أن أهداف المؤتمر تعدت حدود مناقشة قضايا اقتصادية وأمنية إلى محاولة تخفيف التوترات في المنطقة، فيما يسعى العراق لاستعادة دوره الإقليمي والاضطلاع بدور الوسيط بالشرق الأوسط من خلال تلك الفعالية التي تهدف لـ"نزع فتيل" الأزمات في المنطقة.

وحملت المشاركة الإماراتية في القمة عدة دلالات، أولها أن تلك المشاركة تعد دعما وتأييدا لأهداف القمة في مجملها الساعية لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.

ثاني هذه الدلالات، أن المشاركة تعد دعمًا لاستعادة العراق دوره العربي والإقليمي والحفاظ على سيادته.

وتؤمن الإمارات بأن العراق، الذي ظل على مدى العصور الماضية منارة للعلم وموطنا خصبًا للإبداع وبيئة للتقدم والازدهار، يستحق اليوم بأن يستعيد تلك الأمجاد بالعودة إلى حضنه العربي والإسلامي.

ثالث الدلالات تتمثل في كونها رسالة من الدولة المضيفة (العراق) للعالم، تؤكد فيه على أهمية وثقل الدور الإماراتي في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما سبق أن أكد عليه قادة العراق أيضا في أكثر من مناسبة.

رابع تلك الدلالات هي أن المشاركة الإماراتية المرتقبة في قمة بغداد تترجم وتعبر عن العلاقات الأخوية المتنامية والمزدهرة بين البلدين.

وكان قد تسلم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، دعوة من الدكتور مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق للمشاركة في قمة دول الجوار العراقي.

وجاء ذلك خلال استقباله في قصر الشاطئ 15 أغسطس/آب الجاري الدكتور علي عبد الأمير علاوي وزير المالية العراقي الذي سلمه الرسالة.

قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض

وفي 14 / 12/ 2021 أجمع قادة مجلس التعاون الخليجي خلال قمة الرياض التي غاب عنها الملك السعودي الملك سلمان، على ضرورة "الوحدة" في السياسات الخارجية والمجال الاقتصادي، بعد عام من حل الأزمة مع قطر.

وفيما جدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التأكيد على "أهمية التعامل بشكل جدي" مع برنامج إيران النووي، ألمح وزير الخارجية السعودي، دون مزيد من التوضيح، إلى رغبة في حضور مفاوضات إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني في فيينا التي اعتبرها "مقلقة ولا تدعو للتفاؤل".

ولم توضح السلطات السعودية سبب غياب الملك السعودي (85 عاما) عن حضور القمة التي أقيمت في قصر الدرعية في العاصمة الرياض.

وقال الأمين العام للمجلس نايف مبارك الحجرف في البيان الختامي للقمة إن قادة المجلس اتفقوا على "أهمية تضافر الجهود لتنسيق وتكامل السياسات الخارجية للدول الأعضاء وصولا لبلورة سياسة خارجية موحدة وفعالة تخدم تطلعات وطموحات شعوب دول الخليج وتحفظ مصالحها".

وأضاف الحجرف بأن قادة المنطقة الثرية بالنفط والغاز اتفقوا على "أهمية متابعة إنجاز أهداف الرؤى الاقتصادية لدول مجلس التعاون لتحقيق التنوع الاقتصادي وتعظيم الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية". كما أشار إلى الاتفاق على "تطوير تكامل شبكات الطرق والقطارات والاتصالات" بين دول المجلس وتنسيق الجهود لمكافحة "التغير المناخي والأوبئة والأمراض".

وذكرت وسائل الإعلام السعودية أن جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استهدفت التأكيد على التضامن في الوقت الذي تسعى فيه القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران وسط حالة من عدم التيقن في الخليج بشأن الدور الأمريكي في المنطقة.