رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

اعتراضات وانتقادات.. صيحة غضب ضد الصفقة الإيرانية البلجيكية لتبادل السجناء

نشر
الأمصار

تعالت صيحات الاحتجاج ضد الصفقة الإيرانية البلجيكية لتبادل السجناء في طريقة مكشوفة للإفراج عن الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، وسط اعتراضات داخلية في بلجيكا وانتقادات دولية للصفقة، بإعتبارها طريقة لإفلات المجرمين من العقاب.

قوبلت الصرخة المدوية التي أطلقها الإيرانيون أمام البرلمان البلجيكي ضد الصفقة الإيرانية البلجيكية لتبادل السجناء، مع نهاية أسبوع من فعاليات الاحتجاج على صفقة إعفاء الإرهابي أسد الله أسدي من قضاء محكوميته في بلجيكا، بتفهم اللجان البرلمانية لمطالبهم.

انتقادات داخلية

أكد عضو لجنة الدفاع البرلمانية ثيو فرانكن خلال حديثه للمتظاهرين تسبب تظاهرات الأسبوع الماضي في تأجيل جلسة التصويت على  ضد الصفقة الإيرانية البلجيكية لتبادل السجناء، وأنهى حديثه بالتشديد على التصويت ضد مشروع القانون، مشيرا إلى استحالة التفاوض مع الإرهابيين، فيما أشارت عضو اللجنة القضائية في البرلمان البلجيكي صوفي روهني إلى دور الإيرانيين الأحرار في تحميس أعضاء البرلمان ووسائل الإعلام والرأي العام البلجيكي ضد الصفقة مؤكدة معارضتها لها.

.

النظام الإيراني

 ووصف فرانسوا دي سميت عضو البرلمان البلجيكي ورئيس الحزب الديمقراطي الفيدرالي المستقل (DEFI) ما تفعله الحكومة البلجيكية في ضد الصفقة الإيرانية البلجيكية لتبادل السجناء بالاستسلام للابتزاز، وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان مايكل فرايليش إن الحكومة البلجيكية تنوي عقد صفقة مع الشيطان، وأفاد عضو البرلمان الأوروبي السابق باولو كاساكا بان الخوف من الفشل وراء تأجيل التصويت على مشروع القانون مرة أخرى، متوقفا عند الأثر الذي أحدثته حملة انصار المقاومة.

انعكس ما جرى خارج البرلمان على المداولات التي جرت داخله، حيث أشارت رئيسته إليان ثيليو خلال الجلسة إلى أن “القضية التالية التي سنتطرق إليها هي الضرر الذي لحق بسمعة بلجيكا على المستوى الدولي” في وصف ضد الصفقة الإيرانية البلجيكية لتبادل السجناء.

 وتطرق عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان جورج دالمان للغضب الذي أثارته الصفقة في بلجيكا والعالم، متوقفا عند “تسونامي رسائل أساتذة القانون البلجيكي والدولي البارزين والمسؤولين ورؤساء الحكومات الأوروبية السابقين” فيما حذرت  نائب رئيس اللجنة الخارجية في البرلمان إلين سامين من الآثار التي ستلحقها ضد الصفقة الإيرانية البلجيكية لتبادل السجناء  بسمعة بلجيكا على المستوى العالمي.

 

النظام الإيراني

ردّ رئيس الوزراء البلجيكي على عاصفة الاحتجاجات بمحاولة إثارة الشفقة على بلجيكي اختطفه نظام الملالي، وتلقى إجابة سريعة وواضحة من النواب بأن الصفقة تتيح الحرية لهذا الشخص، وتحول كل بلجيكي وأوروبي إلى رهينة محتملة في إيران.

ترافقت أحداث بروكسل مع لقاء حماسي لأبناء وأقارب الشهداء في استكهولم، إثر إصدار المحكمة السويدية حكمها بالسجن المؤبد على حميد نوري المتورط في مجزرة 1988، علت خلاله صيحات الفرح، والمطالبة بمحاكمة رئيسي وخامنئي، وردّد الحضور هتافات تطالب الحكومة البلجيكية بسماع صوتهم.

التقى الخارج والداخل الإيراني تحت راية المقاومة في حراكهما ضد فساد الملالي ونهبهم وإجرامهم، مع تجسيد أنصار المقاومة حقيقة أنهم امتداد وحداتها في إيران، تأكيد قدرتهم على المبادرة لإيصال رسالة الإيرانيين الرافضة للنظام، فتح جبهة عالمية في مواجهة الملالي، التشديد على استقلال المقاومة واعتمادها على الذات والمثابرة من أجل الإطاحة بحكم الولي الفقيه.

المقاومة الإيرانية

أدانت المقاومة الإيرانية بشدة ، وتعتبرها الحافز الأكبر للفاشية الدينية الحاكمة في إيران لتصعيد الإرهاب والاستفادة من احتجاز الرهائن قدر الإمكان للإفراج عن الإرهابيين والعملاء المسجونين. وأعلن العديد من القانونيين البارزين أن هذا انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1373.

 

تمت المصادقة على المعاهدة في حين أنها لم تواجه فقط معارضة واسعة والموحدة من اللاجئين الإيرانيين والأحزاب السياسية المعارضة البلجيكية ومحامين وجمعيات حقوق الإنسان، ولكن أيضًا بعض الأحزاب والبرلمانيين الأعضاء في الائتلاف الحكومي الذين اعتبروها وصمة عار من شأنها أن تدفع نظام الملالي لارتكاب المزيد من الإرهاب في بلجيكا وأوروبا وحاولوا إزالتها من جدول أعمال البرلمان. منذ البداية، تم التوقيع على هذه المعاهدة سرا وقدمت إلى البرلمان في الأسابيع الأخيرة من عمل المجلس على وجه السرعة. وقد تم وضعه ضمن عدة معاهدات أخرى، وترك حتى أولئك داخل الائتلاف الحاكم الذين عارضوه بأمر واقع ودفعهم للتصويت لصالحه متذرعين بالنفوذ المعروف لمقتضيات "الأمن القومي".

 

ستستمر الحملة العالمية للمقاومة الإيرانية، بمساعدة ودعم الحقوقيين الدوليين وأحزاب المعارضة ونواب البرلمان البلجيكي والشخصيات السياسية والمشرعين في أوروبا والولايات المتحدة، من خلال دراسة جميع السبل والخيارات السياسية والقانونية لمنع الإفراج عن أسد الله أسدي دبلوماسي النظام الإرهابي وشركائه والعودة إلى إيران.

 

إن أي نقل للمجرمين المسؤولين عن الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان، دون أن يقضي العقوبة القانونية، هو تشجيع وتقديم فدية للإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان وخرق للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي.

 مريم رجوي

وأكدت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أنه وطبقا للوثائق الموجودة في الملف فإن هذا الدبلوماسي الإرهابي هدّد بممارسة أعمال إرهابية ضد بلجيكا من قبل المجموعات المسلحة في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن.

وقالت السيدة رجوي في رسالة إلى الإيرانيين المحبين للحرية الذين احتجوا أمام البرلمان البلجيكي في 14 يوليو / تموز ضد هذه المعاهدة المشينة: المعاهدة، تمنح بمضمونها واسمها الحقيقي، حصانة لإرهاب الفاشية الدينية والملالي الذين كانوا على وشک ارتکاب مذبحة كبرى في باريس لتصبح أكبر حادثة إرهابية في أوروبا. لكنكم وأصحاب الضمائر الحية الآخرين، فضحتم وكشفتم على المستوی الدولي بجهود دؤوبة عن المستور في المؤامرة وفي فترة قصيرة من الزمن.

ولفتت إلى أن أصحاب المساومة والاسترضاء يريدون تحويل احتجاز الرهائن البلجيكيين في إيران إلى آلة ضد ضحايا الإرهاب و يريدون إرضاء الجلاد بدماء الضحايا الآخرين. إن تعليق الآمال على إطلاق سراح الرهينة البلجيكي في إيران خطوة واحدة إلى الأمام و 100 خطوة إلى الوراء، لأنه في المستقبل لن يحظى أحد بأمن وأمان. كل مواطن أوروبي وأمريكي في إيران هو أيضًا رهينة محتملة.