رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد مشاركة السيسي.. ما هي المكاسب المصرية من قمة جدة للأمن والتنمية

نشر
الأمصار

جاءت المشاركة المصرية في قمة جدة للأمن والتنمية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، للعديد من القضايا الأمنية التي تتعلق بالمنطقة العربية، وهي القمة التي سبقتها جولات مكوكية بين الرئيس السيسي والزعماء العرب سواء بزيارتهم للقاهرة أو جولة السيسي الخليجية، فما هي مكاسب القاهرة من القمة.

أشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن الأيام الماضية شهدت عددا من الفعاليات المهمة للغاية التي شرفها بالحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية المصرية،  ومن أبرزها حضور قمة جدة للأمن والتنمية، التي استضافتها المملكة العربية السعودية .

وشارك فيها قادة دول مصر والأردن والعراق، ودول مجلس التعاون الخليجي، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

أشاد رئيس الوزراء المصري، بالكلمة المهمة التي ألقاها السيد الرئيس خلال قمة جدة للأمن والتنمية، وكانت لها أصداء إيجابية واسعة على مختلف الأصعدة العالمية والمحلية، حيث تناول السيد رئيس الجمهورية في كلمته عددا من المحاور خلال حديثه عن التحديات والأزمات العالمية التي تواجه المنطقة  

ومن هذه المحاور في قمة جدة للأمن والتنمية المحور الأمني والمحور الاجتماعي، والمحور الاقتصادي المتمثل في التحديات الناجمة عن تداعيات أزمة جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية الراهنة، لافتا إلى أن كلمة فخامة الرئيس تخللها بعض الأطروحات لمواجهة تلك التحديات.

دعم الصمود الفلسطيني 

الأمصار

جاءت القضية الفلسطينية على رأس اولويات القيادة المصرية إذ أكد السفير طارق طايل، رئيس بعثة جمهورية مصر العربية في رام الله، اليوم الإثنين، أن دعم الصمود الفلسطيني أحد أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية، مُشيرًا إلى أن ذلك برز بوضوح مُجددًا خلال قمة جدة للأمن والتنمية، التي عقدت قبل يومين بالمملكة العربية السعودية.

وأضاف السفير طايل، خلال كلمة له في حفل أقامته السفارة المصرية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو في فندق الكرمل برام الله، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي طرح خلال قمة "جدة" للأمن والتنمية مُقاربة شاملة من خمسة محاور، مُشيرًا إلى أنه لم يكن من قبيل الصدفة أو المفاجئة أن المحور الأول الذى طرحه الرئيس السيسي هو التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ونهائية لقضية العرب الأولى وهي القضية الفلسطينية.

وتابع السفير المصري قائلا "إن القاصي والداني يعلم أن المضي قدمًا في رؤى الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط يظل مرتبطا بتلك التسوية ".

وأكد السفير طايل "أن لم الشمل الفلسطيني أولوية مُلحة فلسطينية ومصرية وعربية، وهى أولوية لن نتراجع عنها، وبالتوازي مع جهود المصالحة فإننا مستمرون في التنسيق مع الحكومة الفلسطينية لتخفيف مُعاناة الأشقاء من سكان قطاع غزة بما فى ذلك التنسيق حول المراحل المُختلفة للمبادرة المصرية لإعادة إعمار القطاع".

وأردف السفير المصري يقول: "شهد العام الماضي تفعيل صيغة التعاون والتنسيق بين الأشقاء الثلاثة مصر والأردن وفلسطين للتعامل مع التحديات الراهنة، وعقدت في هذا السياق قمة ثلاثية في القاهرة في سبتمبر الماضي جمعت الرئيس أبو مازن وشقيقيه الملك عبدالله الثاني والرئيس عبدالفتاح السيسي، وسيستمر هذا التنسيق الثلاثي المحوري خلال الفترة المقبلة للوقوف على التطورات واللقاءات الأخيرة التي شهدتها المنطقة ووضع تصور مُشترك لكيفية البناء على نتائجها والمضي قدمًا وسويًا".

وقال السفير طارق طايل: "نحن مستمرون في دفع العلاقات الثنائية المُتشعبة في مجالات التعاون والتأهيل ونقل الخبرات والتي تستهدف بصورة رئيسية تدعيم عمل المؤسسات الفلسطينية وتركيز أركان الدولة، كما تستمر مصر في جهودها بكافة الملفات ومنها التهدئة في الضفة وقطاع غزة وملفات الأسرى، كما تستمر مصر في رعاية الحوار الوطني وملف المصالحة تحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس".

الإرهاب

يأتي المكسب المصري الثاني، في قضية الإرهاب، عندما أدان بيان  قمة جدة للأمن والتنمية الختامي بقوة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، وأكد عزم القادة  على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، ومنع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية من جميع الأفراد والكيانات، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها.

وشنت مصر حربًا على الإرهاب في شيه جزيرة سيناء وما يسمى بتنطيم “ولاية سيناء”، واكتوت بالعديد من العمليات الإرهابية سواء التي استهدفت جنود الجيش والشرطة في سيناء أو حتى داخل العمق المصري، وبعضها استهدف مدنيين مثل الأقباط بل وتفجير للمساجد.

ليبيا

وانتصرت قمة جدة للأمن والتنمية للرؤية المصرية في القضية الليبية بل وأثنت على الدور المصري، حيث جدد القادة دعمهم للجهود الساعية لحل الأزمة الليبية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القرارين 2570 و2571، وضرورة عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية جنباً إلى جنب في أقرب وقت، وخروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء. جدد القادة دعمهم لتوحيد المؤسسات العسكرية بإشراف الأمم المتحدة.

وعبر القادة عن تقديرهم لاستضافة جمهورية مصر العربية للحوار الدستوري الليبي بما يدعم العملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة.

سد النهضة

وبالنسبة لسد النهضة الأثيوبي، عبر القادة عن دعمهم للأمن المائي المصري، ولحل دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم في سلام وازدهار المنطقة. وأكد القادة ضرورة التوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد في أجل زمني معقول كما نص عليه البيان الرئاسي لرئيس مجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر 2021، ووفقاً للقانون الدولي.

السودان

جاء بيان قمة جدة للأمن والتنمية منتصرًا للرؤية المصرية للأزمة السودانية، على الرغم من الاختلاف الواضح بين موقف كل من القيادة المصرية والإدارة الأمريكية من الأحداث في السودان، ولكن جاء البيان في خطوطه العريضة إنحيازًا لطرح القاهرة

وأعلن المجتمعين دعمهم لجهود تحقيق الاستقرار في السودان، واستكمال وإنجاح المرحلة الانتقالية، وتشجيع التوافق بين الأطراف السودانية، والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية.