رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

سفارة فرنسا في الرباط تستحضر عمق العلاقات الثنائية مع المغرب

نشر
الأمصار

شهد مقر الإقامة الفرنسية بالرباط، الذي يوافق كل سنة ذكرى “اليوم الوطني” لفرنسا، حفلا بهذه المناسبة، بحضور شخصيات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية رفيعة، من المغرب وفرنسا.

استقبال سفيرة فرنسا بالمغرب 

وبعد استقبال هيلين لوغال، سفيرة فرنسا بالمغرب، للضيوف والمدعوين الذي حضروا بكثافة لمشاركتها فرحة الاحتفال بـ”العيد الوطني الفرنسي”، استُهلت فعاليات الحفل بإلقاء النشيديْن الوطنييْن للبلدين؛ قبل أن تُلقي لوغال كلمة بالمناسبة، نوهّت خلالها بـ”عمق العلاقات التاريخية ومتانتها بين الرباط وباريس”، مذكّرةً في السياق ذاته بـ”تضحيات المغاربة كما الفرنسيين في الحربين العالميتين؛ ما أدى إلى اختلاط دماء الشعبيْن عبر أُسَرٍ فرانكو-مغربية”.

ووصفت لوغال المغربَ بـ”البلد الأخ لفرنسا الذي بدأت العلاقة معه منذ قرون عديدة”، موردة مثالا على ذلك “الحلف الذي جمع بين السلطان مولاي إسماعيل ولويس الرابع عشر”، مضيفة أن جهود البلدين اليوم تصب في إطار “شراكة استثنائية، قوية ومبتكرة، تسندُها أبعاد اقتصادية، أمنية، ثقافية وإنسانية”، وفق تعبير السفيرة الفرنسية بالرباط.

وتابعت قائلة إن الاقتصاد يشكل عصَب الشراكة، من خلال “حضور متزايد لأكثر من ألف مقاولة فرنسية عبر فروعها بالمملكة، لاسيما في قطاعات صناعية كالسيارات والطيران تخلق مئات آلاف مناصب الشغل”؛ لافتة إلى أنها شراكة بمنطق “رابح-رابح” تتمتع بآفاق جد واعدة في مجالات أخرى كالطاقات المتجددة.

وحظي المغرب، حسب لوغال، بدعم فرنسي مباشر لاختياراته التنموية الواردة في النموذج التنموي بفضل مواكبة “الوكالة الفرنسية للتنمية AfD”، عبر تمويلات بلغت 2.2 مليار أورو بين عامي 2017 و2021؛ مشيرة إلى أن التمويل برسم العام الجاري “وُجّه إلى مشاريع تتعلق بالحماية الاجتماعية والفلاحة والغابات، فضلا عن المساواة بين الجنسين”.

وأشادت ممثلة الدبلوماسية الفرنسية بالمغرب، ضمن كلمتها أمام الحاضرين، بـ”تعاون أمني ما فتئ يتعزز مع عودة طائرات عسكرية إلى التدريب والمناورة مع قوات مغربية هذا العام للمرة الأولى منذ 10 سنوات”؛ بينما تجسد الشق الثقافي الإنساني في ارتفاع عدد الطلبة المغاربة بفرنسا إلى 44 ألفا عام 2022 مع التميز والتفوق في كبريات الجامعات والمدارس الفرنسية، ما دفع بباريس إلى تعزيز حضورها الثقافي عبر معاهد ومدارس جديدة بكل من الناظور وباريس.

وفي ظل سياق موسوم بأزمة وبائية عالمية، سجلت لوغال ارتفاع عدد السياح الفرنسيين الذين يختارون المغرب وجهة لهم، مقابل رقم قياسي في قيمة التحويلات المالية لـ”مغاربة فرنسا” إلى عائلاتهم بلغت 3 مليارات أورو بين 2020 و2022.