رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

السعودية تؤكد ضرورة ضمان التمويل المستدام للوقاية من مخاطر الأمن الصحي

نشر
الأمصار

أكد فهد بن عبدالرحمن الجلاجل،  وزير الصحة السعودي، اليوم الإثنين، ضرورة تركيز العالم على بناء وتقوية الأنظمة والأدوات العالمية، وتعزيز اللوائح الصحية الدولية، ومنهجية "الصحة الواحدة"، وضمان التمويل المستدام لجهود الاستعداد والوقاية والاستجابة لمخاطر الأمن الصحي العالمي، وذلك بعدما أثرت جائحة كورونا "كوفيد-19" بشكل كبير وسلبي في العديد من الأنظمة الصحية القائمة.


وذكرت وكالة أنباء السعودية (واس) أن ذلك جاء خلال كلمته اليوم الاثنين، التي ألقاها - عن بعد - خلال اجتماع مجموعة العشرين الوزاري لوزراء الصحة المنعقد حاليا في جاكرتا بإندونيسيا.


وهنأ وزير الصحة السعودي، الحكومة الإندونيسية رئاستها لدورة اجتماعات مجموعة دول العشرين لهذا العام، معلنا دعم حكومة المملكة للرئاسة الإندونيسية وتأييدها لأولويات مجموعة عمل الصحة في دورتها الحالية، مشيرا إلى أن السعودية تؤكد أهمية استمرار التنسيق والعمل المشترك بين وزراء الصحة في دول المجموعة، وتدعم مجموعة العمل الدائمة للاستجابة السريعة للكوارث، وجهود التوثيق الإلكتروني للحالات الصحية للمسافرين استخدام أحدث التقنيات.


وأشار إلى أنه يمكن لمجموعة العشرين القيادة في معالجة الثغرات الموضحة في التقرير العالمي للسل لعام 2021، موضحا أن اكتشاف الحالات وعلاج مرض السل المقاوم للأدوية المتعددة هو من أكثر العقبات، ويمكن إعادة الاستثمار في إجراء الاختبارات الجزيئية السريعة والتوصل لعلاج مرض السل المقاوم للأدوية من خلال تمويل الهيئات والمبادرات القائمة مثل برامج منظمة الصحة العالمية والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.


وأكد التزام السعودية بالمشاركة عالميًا في مقاومة مضادات الميكروبات ومنهجية "الصحة الواحدة"، كما أنها تحث مجموعة العمل الصحية لمجموعة العشرين على مواصلة عملها بشأن هذه الموضوعات.

 

وفي سياق أخر، يبدأ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اليوم الإثنين، جولة تستمر 3 أيام سيزوز فيها مصر والأردن، ثم تركيا.

وسيبحث ولي العهد السعودي مع قادة الدول الثلاث القضايا الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز العلاقات في شتى المجالات.

وسيلتقي في مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث من المقرر أن يبحثا أطر التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات وعددا من الملفات والقضايا الداخلية والإقليمية والدولية، وخاصة الأزمة الأوكرانية وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط.

وسبق وعقد الزعيمان قمة في العاصمة السعودية الرياض مارس الماضي، خلال زيارة السيسي إلى السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

ولي العهد السعودي، والرئيس السيسي

الثانية بعد اليابان

وتعد هذه ثاني جولة خارجية بعد اليابان (2019) لولي العهد السعودي خارج منطقة الخليج منذ جائحة كورونا مطلع 2020، والثانية خلال 6 أشهر خارج البلاد.

وكان الأمير محمد بن سلمان قد قام بجولة في ديسمبر الماضي قبيل القمة الخليجية الأخيرة، استمرت 5 أيام، قام خلالها بزيارة سلطنة عُمان ودولة الإمارات وقطر والبحرين والكويت على التوالي.

ويلتقي الأمير محمد بن سلمان، بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حيث من المقرر أن يبحثا أطر التعاون المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات وعدد من الملفات والقضايا الداخلية والإقليمية والدولية وخاصة الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط.

وسبق وعقد الزعيمان العربيان قمة في العاصمة السعودية الرياض مارس الماضي، عقب زيارة قام بها الرئيس السيسي إلى الشقيقة السعودية بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

وتجمع الرئيس السيسي وولي عهد المملكة العربية السعودية علاقة قوية ومتينة مبنية على الاحترام المتبادل والتطابق في الرؤى والأفكار حول عدد من القضايا والملفات العربية والدولية.

أهداف الزيارة وأهميتها

وفي هذا الصدد، قال خبير العلاقات الدولية، الدكتور طارق البرديسي، إن القمة المرتقبة، اليوم الإثنين، بين ولي العهد السعودي، والرئيس السيسي، تعد هي الثانية خلال 3 شهور بعد القمة التي جمعتهما في الرياض 8 مارس الماضي.

ولي العهد السعودي، والرئيس السيسي

وأوضح الدكتور البرديسي، أن جولة ولي العهد السعودي تأتي في توقيت غاية الأهمية، حيث تشهد المنطقة ظروفا وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، على خلفية الأزمة الأوكرانية، وما ترتب عليها من تداعيات وتحديات طالت مختلف دول العالم.

وتابع: “بالتالي الهدف من زيارة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان تؤكد مدى قوة مصر والسعودية وصمودهم في ذلك الصراع والاضطراب العالمي”.

وأكد أن “تغير الخريطة العالمية وروسيا الاتحادية من جانب في معسكر وما وراءها بالطبع وبشكل خفي الصين وإيران في جانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، التي ليس على موقف واحد، في هذه الخريطة المتشابكة يرقع جو بايدن ويتراجع عن موقفه المتعنت ويبقي حريص على أن يلتقي بالرئيس السيسي عندما ظهر دور في قضية عزة”.

بلورة رؤية عربية مشتركة

وأضاف أن هذا بجانب قوة ورؤية مصر الاستباقية الاستراتيجية في ملف الغاز بتدشينها منتدى غاز الشرق المتوسط فهي رؤية ثاقبة للرئيس السيسي، ومن جانب اخر قدرة السعودية على زيادة انتاج النفط، إذا مصر والسعودية يتمثلون في الغاز والنفط والطاقة الجديدة والمتجددة.

ولفت أن “بايدن محتاج كل ما تمتلكه هذه الدول من خيرات، فالأهداف والدلالات وتوقيت الزيارة واضح، بجانب حرص الرئيس السيسي دائما بان يلتقي الأمير محمد بن سلمان وكان أمس مع الملك الأردني والبحريني ولقاءته المستمرة محمد بن سلمان والقيادة الإمارتية هو تنسيق عربي لبلورة رؤيى عربية تقوم على توحيد المصالح بين الدول الشقيقة”.

ولي العهد السعودي، والرئيس السيسي

واختتم قائلا: “هذه الدول مؤكدين ان العالم هو من يلهف من ورائهم، وان الزيارات المتبادلة والقاءات مع الرئيس السيسي توضح أنه أذكى وأقوي رئيس لمصر في ملف العلاقات الخارجية من خلال الرؤيا والنجاح والعبقرية”.

أول لقاء بين السيسي والأمير محمد بن سلمان

والجدير بالذكر، أن أول لقاء جمع بين الرئيس السيسي، والأمير محمد بن سلمان، كان في يوليو 2015، عندما زار الأخير، مصر، بصفته ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في ذلك الوقت، والتقى خلالها الرئيس السيسي وعدد من المسؤولين في مصر، لبحث العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين.

وعقدت جلسة مباحثات ثنائية، خلال الزيارة، تلاها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين، أكد خلالها السيسي أن مصر كانت وستظل دوما عونا لأشقائها ومدافعا عن الحقوق العربية، وأن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة لمصر، وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي.

زيارة محمد بن سلمان لبايدن

وتأتي الجولة قبل نحو أقل من شهر على زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى المملكة العربية السعودية، حيث من المقرر أن يلتقي خلالها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده، إضافة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن ورئيس وزراء العراق.

محمد بن سلمان وبايدن

وسابقا، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أنه من القضايا الاخرى الهامة، آفاق التعاون المستقبلي بين إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والدول العربية حتى عام 2024، وجدية ايضا الإدارة الأمريكية في دفع استئناف عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطينية.

وأشار في هذا الصدد، إلى أنه إزاء ما تردده الإدارة الأمريكية الحالية من شعارات حول الالتزام بحل الدولتين، فما هي الاجراءات التي ستتخذها تلك الإدارة من أجل تحريك القضية الفلسطينية. 

قمة شرم الشيخ

وكان قد عقد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي قمة ثلاثية، الأحد، ضمت كلا من الملك البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والملك الأردني، الملك عبدالله الثاني، في مدينة شرم الشيخ.

السيسي وحمد بن عيسى آل خليفة والملك عبدالله الثاني

وقالت الرئاسة المصرية في بيان، أمس الأحد، إن قمة شرم الشيخ تناولت مسارات التعاون الثنائي البناء بين الدول الثلاث والتنسيق المتبادل تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجه المنطقة.

وبالتزامن مع القمة المصرية الأردنية البحرينية، الأحد، يبدأ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، جولة إقليمية مصغرة الإثنين، يستهلها بزيارة لمصر مرورا بالمملكة الأردنية، ثم تركيا.