رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الجزائر تستبعد أي فرصة للتطبيع مع إسبانيا

نشر
الأمصار

قال مسؤول جزائري رفيع إن تصريحات مسؤولين إسبانيين حول الخلاف الحاد الجاري بين البلدين «حطمت كل فرصة لتطبيع العلاقات الثنائية». 

جاء ذلك بعد أن أبدت الجزائر تذمراً شديداً من إعلان مدريد في الثامن من مارس/ آذار الماضي، دعمها خطة الحكم الذاتي المغربية المتعلقة بالصحراء، وعبرت عن ذلك بتعليق معاهدة الصداقة، ووقف العمليات التجارية مع مدريد منذ الثامن من الشهر الحالي، ما عدا الغاز.

وصرح عمار بلاني، المبعوث الخاص للصحراء والمغرب العربي بالحكومة الجزائرية، بأن «التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس، ووزيرة الاقتصاد نادية كالفينيو، تحطم بشكل قاطع أي فرصة لتطبيع العلاقات مع حكومة غير موثوقة، تمارس الكذب والهروب إلى الأمام»، في إشارة إلى تصريحات لألباريس، ربط فيها بين غضب الجزائر من بلاده وتقاربها مع موسكو في مجال الطاقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من ثلاثة أشهر. وتم، ضمنياً، تحميل روسيا مسؤولية العقوبات التجارية الجزائرية ضد الإسبان.

وذهبت كالفينيو أبعد من ألباريس عندما صرحت الأحد الماضي، بأن الجزائر «أصبحت منحازة أكثر وأكثر لروسيا، لذلك فإن قرار تعليق المعاهدة لم يفاجئني». 

الحرب

وكانت تشير، حسب مراقبين، إلى الزيارة غير المنتظرة، التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الجزائر الشهر الماضي، وثنائه على «موقفها المتزن» من الحرب على أوكرانيا.

وهاجم بلاني وزيرة الدفاع مارغريتا روبلز، والوزيرة المنتدبة للعلاقات الخارجية الإسبانية انجيليز مورينو بو، بسبب دفاعهما عن انحياز مدريد للمغرب في مسألة الصحراء، واعتبرا ذلك موقفاً لا «يحترم القانون الدولي»، حيث أكد المسؤول الجزائري أنهما «يظهران استهزاء وعمى محزنين».

ويترقب الجزائريون حكومة جديدة في إسبانيا، بنهاية عهدة مجلسها التشريعي، وبالتالي رحيل رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، وحينها «قد يتم تعديل الموقف من نزاع الصحراء»، حسب توقعاتهم. فيما تتعامل سلطات الجزائر باستياء بالغ مع المقاربة التي تعطيها مدريد لخلافهما، إذ ترى فيها «محاولة لشيطنتها في أعين الغرب، وإظهارها في صورة حليف خطير للروس»، في سياق عالمي يتميز برهانات كبيرة على الطاقة مع استمرار الحرب في أوكرانيا. وعلى هذا الأساس، يمكن فهم كلام بلاني بأن إسبانيا «حطمت كل فرصة للتطبيع».