رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد الجلسة الأولى للنواب اللبناني.. هل ستنجح القوى المعارضة لحزب الله بإسقاطه؟

نشر
الأمصار

اتجهت الأنظار مع نتائج الإنتخابات إلى الجلسة الأولى لمجلس النواب اللبناني والتي حدث بها إنتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه، بشكل أساسي، لفهم التوازنات التي ستكون حاضرة في البرلمان الجديد، خصوصاً أن صناديق الإقتراع لم تفرز أكثرية واضحة، لا بل كان هناك خلافات كبيرة في تفسير الأرقام التي نتجت عنها.

أغلبية لقوى الثامن من آذار

وكشفت  الأرقام التي نالها نائب رئيس المجلس النيابي ​الياس بو صعب​ وأحد أميني السر ​آلان عون​ (65 من أصل 128 أيضاً)، في الجلسة الأولى لمجلس النواب اللبناني  أن قوى الثامن من آذار و"التيار الوطني الحر" لديهما أكثرية جاهزة عند الضرورة، الأمر الذي يجب التوقف عنده، نظراً إلى أن هذا الأمر قد ينسحب على العديد من الاستحقاقات المقبلة التي يحتاج فيها هذا الفريق إلى الأكثرية، أبرزها تسمية رئيس الحكومة المكلف ونيل الحكومة الثقة وانتخابات رئاسة الجمهورية، بينما من ناحية أخرى تسقط النظرية التي كان يتبناها حزب "القوات اللبنانية"، أي وجود أكثرية نيابية جديدة مؤلفة من النواب "السياديين" و"التغييريين".

جنبلاط: خسارة لغياب التنسيق

واعتبر رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق ​وليد جنبلاط​، أن  ما حدث في الجلسة الأولى لمجلس النواب اللبناني "هزيمة" تعود إلى سوء التنسيق، الأمر الذي يتطلب صياغة برنامج مشترك يتجاوز التناقضات الثانوية، من أجل مواجهة جبهة قوى الثامن من آذار التي وصفها بـ"السورية-الإيرانية".

الأساس في دعوة جنبلاط هو رؤيته بأن هذه الجبهة ستنتقم لـ"هزيمتها" في الإنتخابات و"لن ترحم أحداً"، إلا أن رئيس "الإشتراكي" تجاهل عن قصد، بحسب ما ترى مصادر سياسية مطلعة عبر "النشرة"، أنه ساهم من خلال أصوات كتلته النيابية في تأمين فوز أحد أبرز أركان هذه الجبهة، أي رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​، من الدورة الأولى، بعد أن كان يصفه على مدى السنوات الماضية بأنه الحليف الوحيد على الساحة اللبنانية، الأمر الذي يدفع إلى السؤال عن الموقف الفعلي لـ"البيك" في التوازنات البرلمانية الجديدة.

من وجهة نظر هذه المصادر، لم يكن جنبلاط قادراً على تفادي التصويت لبري، حتى ولو حصل التنسيق الذي يطالب به، الأمر الذي كان مرفوضاً بشكل قاطع من قبل مختلف القوى والشخصيات التي يتحدث عن أنه يشكل أغلبية جديدة معها، وبالتالي هو أول من يمكن الحديث عن أنه لا يمكن الإعتماد عليه في أي معادلة جديدة، نظراً إلى أن هذا الأمر قد يتكرر عند تشكيل أي حكومة جديدة، لا سيما إذا ما نجح تحالف قوى الثامن من آذار و"التيار الوطني الحر" في عملية التكليف، التي من المفترض أن تحصل في الأيام المقبلة.

في هذا السياق، من الضروري التوقف عند نقطة مهمة، تكمن بأن ما يطالب به رئيس "الإشتراكي" يشمل حزب "القوات اللبنانية"، التي كانت تعرضت لضربة قاسية في الجلسة الأولى لمجلس النواب اللبناني  تمثلت في سقوط مرشحها لمنصب أمين سر النائب زياد حواط في وجه مرشح "التيار الوطني الحر" النائب آلان عون، نظراً إلى أن رئيس الحزب ​سمير جعجع​ كان أول من تحدث عن أغلبية جديدة في المجلس النيابي، ما يمثل قناعة لدى الجانبين بأن ما يسمى بـ"النواب المستقلين" و"النواب التغييريين" هم في نفس الخندق.

بالنسبة إلى المصادر السياسية المطلعة، هذا الواقع، بغض النظر عن علامات الإستفهام التي من الممكن أن تُرسم حول سلوك النواب "التغييريين" في جلسة المجلس الأولى، يظهر رغبة مستمرة في جرهم إلى الإصطفاف التقليدي بين قوى الثامن والرابع عشر من آذار، على قاعدة أنهم يمثلون ما يمكن تسميته بـ"قوى الرابع عشر من آذار الجديدة"، التي ترفع شعارات "التغيير" و"محاربة الفساد"، في وجه جزء واحد من المنظومة، بينما تتحالف مع الجزء الآخر.

موقف التغييريين

وضاح الصادق: لا أتفهم انتقاد جنبلاط وحديثه عن تشرذم المعارضة بمواجهة 8 آذار وهو الذي منحت كتلته أصواتها لبري

شدد النائب ​وضاح الصادق​ حول الجلسة الأولى لمجلس النواب اللبناني  على "أنني لا أتفهّم انتقاد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" ​وليد جنبلاط​، وحديثه عن تشرذم المعارضة بمواجهة ​8 آذار​، وهو الذي مَنحت كتلته أصواتها لرئيس مجلس النواب ​نبيه بري​"، مؤكدًا "أنّنا كتكتل معيارنا واحد، هو المصلحة الوطنية فقط".

وأشار، في تصريح على مواقع التّواصل الاجتماعي، إلى أنّ "من الواضح أنّ قراراتنا ستلتقي مع أكثر من جهة، كما أن المجلس سيكون منقسمًا مناصفةً في معظم القرارات، كما حدث في الجلسة الماضية"، موضحًا أنّ "هناك 7 أو 8 مستقلّين سيقررون بالقطعة، انطلاقًا من مصالحهم الشخصية، أو بناءً على تدخل قيادة التيّار المعتكف. من هنا أتت الأصوات المرجحة".

وكان قد رأى جنبلاط، في تصريح أمس، أن "بعد هزيمة الأمس للأغلبيّة الجديدة في المجلس النيابي في انتخاب نائب رئيس المجلس، نتيجة سوء التنسيق، قد يكون من الأفضل صياغة برنامج مشترك يتجاوز التّناقضات الثانوية، من أجل مواجهة جبهة 8 آذار السورية الإيرانية، التي للتذكير ستنتقم لهزيمتها في الانتخابات بكل الوسائل ولن ترحم أحدًا".

تخوف القوات

أعربت مصادر ​حزب القوات اللبنانية​، بعد الجلسة الأولى لمجلس النواب اللبناني عن خشيتها حيال الاستحقاقات الدستورية المقبلة من حكومية ورئاسية إذا لم يقرأ بعض التغييريين مشهدية ما حصل في مجلس النواب من سعي التيار البرتقالي و​الثنائي الشيعي​ لنسف ما أفرزته العملية الانتخابية من نتائج لأجل إبقاء قبضتهم على كل مؤسسات الدولة، بعدما ضرب ​حزب الله​ ضربته نيابيا ووفر للتيار الحر و​حركة أمل​ ما يريدانه من أصوات من كلا الجانبين من تحت الطاولة، لعدم كشف التفاهم.

ولاحظت المصادر انه فيما كان حزب الله يدير اللعبة الانتخابية داخل المجلس، كان نواب التغيير والشعارات يتلهون بقشور التغيير لا في جوهره.. ولفتت إلى ان الناس صوتت من أجل قيام حركة اعتراضية منتجة داخل المجلس، لا حركات استعراضية في الساحات والشوارع.

وأعربت المصادر القواتية عن اعتقادها أن عملية ابتزاز ​نجيب ميقاتي​ بدأت عبر إعادة طرح اسم جواد عدرة لترؤس الحكومة المقبلة.