رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

وقف إمدادات الغاز الروسي عن ٤ دول.. الأسباب والبدائل

نشر
الأمصار

قامت موسكو بقطع إمدادات الغاز الروسي لأربع دول أوروبية بموجب مرسوم رئاسي روسي يتوجب على الشركات الأوروبية من الدول غير الصديقة فتح حسابين في مصرف "غازبروم بنك" الروسي، الأول باليورو والثاني بالعملة الروسية، الروبل.

وستقوم الشركات الأوروبية بتحويل ثمن الغاز الروسي باليورو فيما سيقوم "غازبروم بنك" بتحويل أموال اليورو في بورصة موسكو إلى الروبل الروسي ومن ثم إرسالها إلى حساب شركة "غازبروم". ويعني ذلك أن الشركات الأوروبية عمليا ستسدد ثمن الغاز الروسي باليورو، لكن إلى حساب مصرفي جديد.

وقف الغاز الروسي عن بولندا

قالت غازتيرا -التي تملك شركة "إنرجي بيهير هولندا" نصفها، بينما النصف الآخر مملوك لشركتي شل وإسو-، إنها قررت عدم الامتثال لمتطلبات الدفع بالروبل أحادية الجانب لشركة غازبروم، مما أدى إلى وقف إمدادات الغاز الروسي

وردًا على القرار، أعلنت غازبروم أنها ستوقف إمدادات الغاز الروسي لها، بدءًا من غد الثلاثاء 31 مايو/أيار 2022.

وأوضحت الشركة الهولندية أنه -في حال موافقتها على تلبية شروط غازبروم- سيتعين عليها فتح حساب باليورو، وحساب آخر بالروبل، ببنك "غازبروم بنك" في موسكو، وهو أمر ينتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي، ويحمل الكثير من المخاطر المالية والتشغيلية.

ولفتت إلى أن فتح حسابات في موسكو بموجب القانون الروسي، الذي يسيطر عليه النظام الروسي، يمثّل خطرًا كبيرًا للغاية على الشركة من أجل إيصال إمدادات الغاز الروسي.

وكشفت الشركة أنها توقعت قرار غازبروم، لذا عملت على تعويض الغاز الروسي والشراء من مصادر أخرى.

وأضافت: "سوق الغاز الأوروبية متكاملة للغاية وكبيرة.. من المستحيل أن نحدد مسبقًا مدى تأثير فقدان ملياري متر مكعب من الغاز، على حالة العرض والطلب، وما إذا كان بإمكان السوق الأوروبية استيعاب هذه الخسارة في العرض".

قالت هولندا، إنه لا داعي للقلق بسبب عزم شركة جازبروم الروسية الحكومية، التوقف عن توريد الغاز إليها اعتبارا من غد الثلاثاء، لرفضها دفع ثمن غازها بالروبل.

وقال وزير الطاقة الهولندي روب جيتن إنه لا يتوقع حدوث أي اضطرابات كبيرة في استخدامات الطاقة بالمنازل أو الأنشطة التجارية ، مضيفاً أن "الحكومة ستراقب الوضع عن كثب في المستقبل القريب".

وقالت شركة "جاز تيرا" الهولندية للغاز في مدينة جرونينجن اليوم الاثنين، إن جازبروم لن تورد في الفترة بين 31 أيار/مايو حتى 30 ايلول/سبتمبر المقبل 2 مليار متر مكعب من الغاز تم طلبها.

وأوضحت الشركة الهولندية أن السبب في ذلك هو رفضها دفع حسابات الغاز بالروبل.

وذكرت الشركة أن هذه الخطوة لن تؤدي إلى اختناقات في إمدادات الغاز، مشيرة إلى أنها اشترت الغاز بالفعل من مكان آخر.

وينتهي العقد بين "جاز تيرا" و"جازبروم" بحلول مطلع تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

وستكون هولندا الدولة الرابعة، بعد بولندا وبلغاريا وفنلندا ، التي قطعت روسيا عنها الغاز.

كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين قد هدد بقطع إمدادات الغاز الطبيعي إلى ما وصفها بـ"الدول غير الصديقة"، في حال رفضهاالدفع بالروبل ،وذلك ردا على العقوبات التي تفرضه هذه الدول على موسكو.

وتحصل هولندا على نحو 15٪ من غازها من روسيا ، أي نحو 6 مليارات متر مكعب سنويا. وقالت الحكومة إنها اتخذت بالفعل خطوات لضمان إنهاء أي اعتماد على الطاقة الروسية بحلول نهاية العام .

وتقول الحكومة إنها تأمل في ملء سعتها التخزينية بحلول بداية فصل الشتاء. كما أنها ستبدأ في الاعتماد بشكل أكبر على استيراد الغاز المسال.

قطع الإمدادات عن الدنمارك

 

وتوقفت إمدادات الغاز الروسي عن الدنمارك، بعد أن أعلنت شركة الطاقة الدنماركية أورستد أنها لا تملك خططًا لدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، على الرغم من أن الموعد النهائي لتلبية متطلبات شركة غازبروم هو غدًا الثلاثاء 31 مايو/أيار، موضحة أنها قد تواجه خطر خفض الإمدادات، وفق ما نقلت عنها وكالة بلومبرغ.

وأضافت الشركة الدنماركية أن موقفها لا تترتب عليه التزامات قانونية، وذلك بموجب العقد الموقّع بينها وبين شركة الغاز الروسية الحكومية، لذا ستواصل الدفع باليورو، وهو أمر يهدد بوقف إمدادها بالغاز.

من جانبها، أعلنت الحكومة الدنماركية أن رفض شركة أورستد دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل لن يؤثّر في تكلفة الوقود.

وقال وزير المناخ والطاقة الدنماركي دان جورجينسن، إن ذلك لن يكون مهمًا أيضًا للدنمارك.

غياب إمدادات الغاز الروسي ينعش أرباح بولندا ويعزز التوجه للطاقة النظيفة
وأشار المسؤول الدنماركي إلى ارتباط بلاده بسوق الغاز الأوروبية من خلال ألمانيا، لذلك فإن وقف الغاز الروسي لشركة أورستد لا يعني أن أمن الإمدادات مهدد، مستبعدًا أن يكون لقرار الشركة الدنماركية تأثير كبير في الأسعار، سواء في الدنمارك أو في أوروبا.

وأضاف: "أورستد لاعب كبير داخل الدنمارك، ولكنها في النهاية ليست كبيرة جدًا، وفقًا لمعايير سوق الغاز الأوروبية الدفع بالروبل، في حين تواجه الدنمارك حاليًا مخاطر فقدان الإمدادات من موسكو لأسباب مشابهة

ورًا، بعد رفضها دفع ثمنه بالروبل، ما يعني عدم تسليم ملياري متر مكعب من  قالت شركة غاسوم الفنلندية الحكومية للطاقة،  انها ستحيل نزاعها بشأن مدفوعات الروبل مقابل الغاز الروسي إلى التحكيم، موضحةً أنها لن تقبل طلب شركة غازبروم بالدفع بالعملة الروسية، الأمر الذي يهدد باحتمال توقّف تدفّق الإمدادات الروسية إلى فنلندا.


وبحسب الرئيس التنفيذي للشركة الفنلندية، ميكا ويلغانن، فإنه لا يوجد أمام الشركة خيار آخر سوى تحويل العقد إلى التحكيم، فالشركة تبذل قصارى جهدها في هذا الموقف الصعب لتكون قادرة على تزويد عملائها الفنلنديين بالطاقة التي يحتاجون إليها، وفق رويترز.

وتهدف شركة غاسوم إلى إمداد العملاء الفنلنديين خلال الصيف بالطاقة، عبر خط أنابيب الغاز البلطيق، الذي يربط شبكات الغاز الفنلندية ودول البلطيق عبر خليج فنلندا، وهو ما قد يصبح صعبًا بسبب القيود المفروضة على سعة نقل الأنبوب.

وعلى المدى الطويل، تخطط فنلندا إلى تأجير محطة عائمة بشكل مشترك مع إستونيا لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، بديلاً عن إمدادات الغاز الروسي إذ تستورد فنلندا معظم احتياجاتها من الغاز الروسي، لكن الغاز يمثّل نحو 5% فقط من استهلاكها السنوي من الطاقة 

بلغاريا

كما قطع إمدادات الغاز الروسي عن بلغاريا تمكنت بلغاريا من تأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي المستورد للفترة من 27 إلى 30 أبريل الحالي ثم طوال مايو المقبل، بحسب مصادر مطلعة.

مصادر بديلة للغاز الروسي
وذلك من خلال مصادر بديلة للإمدادات الروسية التي توقفت بسبب الخلاف على سداد قيمتها بالروبل الروسي.

وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن شركات ماي تيلينيوس وديبا كوميرشال اليونانيتين وإم.إي.تي المجرية فازت بمناقصة توريد الغاز إلى بلغاريا.

وبحسب أحد المصادر فإن إجمالي الإمدادات التي ستصل إلى بلغاريا خلال الشهر المقبل تعادل 61 ألف ميجاوات/ساعة يوميا.

وقالت المصادر إن شركة بلغارجاز البلغارية تشتري الغاز مباشرة من شركتي ماي تيلينيوس وديبا مباشرة، حيث يبلغ إجمالي الإمدادات خلال الشهر الحالي ما يعادل 40 ألف ميجاوات/ساعة يوميا.


يأتي ذلك فيما اتفق الاتحاد الأوروبي وبلغاريا على تشكيل أول فريق عمل إقليمي في إطار منصة الشراء الأوروبية للطاقة، بعد أن تم قطع إمدادات الغاز الروسي عن البلاد.

ووفقا لوكالة بلومبرج قال الاتحاد الأوروبي في بيان بعد سلسلة من الاجتماعات مع نائب رئيس الوزراء البلغاري أسين فاسيليف: "سيبحث هذا المشروع التجريبي احتياجات الغاز والكهرباء، والأسعار والتدفقات، وكذلك جوانب البنية التحتية".

وقال إن قوة العمل "ستدعم وتنسق وتنفذ خطط الاستعداد المشتركة في المنطقة، بما في ذلك عمليات الشراء الدولية والتخزين وخطوط الربط البيني".

ومن المقرر أن تتواصل بلغاريا مع دول منطقتها في هذا الصدد، وستتولى تنظيم أول اجتماع وزاري في 5 أيار/ مايو المقبل.

وتسعى منصة الشراء الأوروبية للطاقة إلى تعزيز أمن الطاقة للتكتل عقب غزو روسيا لأوكرانيا.

بولندا
 

كما ارتفعت طلبات توريد الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا. وعلى الرغم من الرفض الفعلي لبولندا لشراء إمدادات الغاز الروسي.

وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية أن طلبات ضخ الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية إلى أوروبا ارتفعت في 27 أبريل الجاري من 49.8 مليون متر مكعب إلى 64.8 مليون متر مكعب.

وبتاريخ 28 أبريل الجاري تم تقديم طلبات لشراء غاز روسي بكمية 63.4 مليون متر مكعب، وفقا لبيانات الشركة المسؤولة عن منظومة الغاز في أوكرانيا (دولة ترانزيت لإمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا).

وتأتي زيادة الطلبات عبر هذا المسار في ظل رفض بولندا آلية الدفع الجديدة (بالروبل) التي طرحتها موسكو، وبسبب ذلك توقفت إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى بولندا.

وتقوم روسيا بضخ الغاز الطبيعي إلى بولندا عبر بيلاروس من خلال خط الأنابيب "يامال - أوروبا"، لكن الإمدادات توقفت أمس، فيما زاد الاتحاد الأوروبي مشترياته من الغاز الروسي عبر مسار يمر عبر أوكرانيا، ومن ثم من المخطط إعادة ضخ هذا الغاز الروسي من ألمانيا إلى بولندا.