رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

"مسيرة الأعلام".. توتر بالقدس ومخاوف من تصعيد جديد بعد انتهاكات الاحتلال الأخيرة

نشر
مسيرة الأعلام
مسيرة الأعلام

منذ احتلالها قبل 55 عامًا، لم تشهد مدينة القدس مثل هذا الاستنفار الأمني الإسرائيلي وحالة التأهب القصوى، استعدادًا لـ"مسيرة الأعلام" الاستفزازية، المخطط مرورها من باب العامود والبلدة القديمة.

ورفعت شرطة الاحتلال من حالة التأهب في صفوفها بالقدس، وتحديدًا البلدة القديمة، وجنّدت الآلاف من عناصرها وقواتها الخاصة في منطقة باب العامود.

واستنفرت 3 ألوية من قوات الاحتياط، تمهيدًا لرفع أعلام الاحتلال في المدينة المحتلة خلال المسيرة.

يوم القدس

وتنظم المسيرة سنويا في "يوم القدس" الذي تحيي فيه إسرائيل ذكرى "توحيد القدس" التي احتلت الشطر الشرقي منها خلال حرب الستة أيام في 1967، ثم ضمتها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وحذرت الفصائل الفلسطينية من مضي إسرائيل قدما في "مسيرة الأعلام" التي ينظمها القوميون اليهود وتحتفل بذكرى احتلال إسرائيل للمدينة القديمة.

وتمثل المسيرة بالنسبة للفلسطينين، استفزازا صارخا وانتهاكا لواحد من الأماكن القليلة في المدينة الذي ما زال يحتفظ بطابع عربي قوي.

اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى

وبدأت الاستفزازات الاسرائيلية باقتحامات واسعة للمسجد الاقصى المبارك، منذ فجر اليوم، على وقع حصار قوات الاحتلال لعشرات المرابطين داخل المسجد القبلي، والفصائل تتوعد.

واقتحم 1044 مستوطناً باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية، اليوم الأحد، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية وأدّوا صلوات تلمودية

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إنّ 1044 مستوطناً إسرائيلياً اقتحموا باحات الأقصى، خلال فترة الاقتحامات الصباحية التي امتدت نحو 4 ساعات.

ونفّذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في صفوف المرابطين في باحات المسجد الأقصى، بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين.

وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثّق اعتقال شرطة الاحتلال 3 فلسطينيين على الأقل داخل باحات الأقصى.

وشوهد مستوطنون وهم يرقصون ويؤدون صلوات تلمودية تمددوا خلالها على الأرض في باحات الأقصى، فيما رفع آخرون الأعلام الإسرائيلية تحت حماية قوات الاحتلال.

وكسرت قوات الاحتلال أقفال مئذنة باب المغاربة، واعتلت سطح المصلى القبلي المسقوف، ومنعت عشرات المصلين من الدخول إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، بحسب مراسلة الميادين.

وكان عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير من بين المقتحمين، بمرافقة العشرات من أنصاره، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.

الشعب الفلسطيني يدافع عن الأقصى

وبدورها، أكّدت فصائل وقيادات فلسطينية أنّ الشعب الفلسطيني سيستمر في الدفاع عن المسجد الأقصى، مؤكدا خطيب الأقصى أنّ "غطرسة الاحتلال لن تكسبه أيّ سيطرة على المسجد".

وحذّرت فصائل المقاومة الفلسطينية، الاحتلالَ الإسرائيلي من "ارتكاب أي حماقة عبر السماح باقتحام المسجد الأقصى من خلال تنظيم مسيرة الأعلام الإرهابية"، مؤكّدةً أنّ "هذا المُخطط سيكون بمنزلة برميل بارود سينفجر ويُشعل المنطقة بأكملها".  

تصاعد التوترات بين فلسطين وإسرائيل

وتصاعدت التوترات في المدينة منذ أسابيع، واندلعت اشتباكات متكررة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى في أبريل/ نيسان، خلال شهر رمضان، مع غضب المسلمين من زيادة أعداد الزوار اليهود للمسجد.

وبعد توتر بالغ خلال أيام رمضان ووقوع اشتباكات على خلفية  محاولات جمعيات استيطانية إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها،  أطلقت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة صواريخ على إسرائيل في بداية مسيرة العام الماضي مما أدى إلى اندلاع حرب استمرت 11 يوما وخلفت الكثير من القتلى والجرحى.

وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم، بينما يريد الفلسطينيون الجزء الشرقي منها عاصمة لدولتهم المستقبلية. وتعتبر حماس أن إسرائيل كلها أرض محتلة.

حركة حماس تدعو للانتفاضة

وأصدرت حركة حماس بيانا السبت، دعا الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس إلى جانب الأقلية العربية في إسرائيل إلى "الانتفاضة يوم الأحد للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى".

ولكن رئيس الوزراء نفتالي بينيت رفض حتى الآن قبول أي تغييرات على الرغم من دعوات بعض حلفائه في الائتلاف لإعادة التفكير في المسيرة.

وقال مكتبه يوم الجمعة "مسيرة الأعلام ستنظم لمعتاد وفقا للمسار المخطط كما كان منذ عقود" مضيفا أنه سيراجع الوضع بانتظام خلال الساعات المقبلة.

منسق الأمم المتحدة لعملية السلام

وبدوره، حذّر منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، من تصاعد دوامة العنف في القدس.

وحث «وينسلاند» جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ قرارات حكيمة لتجنب صراعٍ عنيفٍ آخر، لن يؤدي إلا إلى إزهاق مزيد من الأرواح، وذلك قبيل مسيرة الأعلام المخطط لها بالقدس، اليوم الأحد.

وأعرب «وينسلاند» عن قلقه الشديد بشأن ما وصفه بدوامة العنف المتصاعدة في الأسابيع الأخيرة، مؤكدا أن رسالة المجتمع الدولي واضحة لتجنب مثل هذا التصعيد، حسب بيان نشره مركز إعلام الأمم المتحدة.

وقال «وينسلاند»، في إحاطته أمام أعضاء مجلس الأمن: «لا يوجد مبرر لأعمال الإرهاب أو العنف ضد المدنيين، مؤكدة ضرورة أن يدين الجميع بوضوح مثل هذه الأعمال.

وأضاف: «لقد كنت على اتصال مع جميع الأطراف وأحث قادتهم على الاستجابة لهذه الدعوة».