رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعيدًا عن ساحات القتال.. الحرب الروسية الأوكرانية تشعل 4 أزمات في العالم

نشر
الأمصار

لم تتوقف تبعات الحرب الروسية الأوكرانية على جبهات الفتال المشتعلة بين الجانبين وعلى منطقة دونباس، حيث تكثف القوات الروسية هجماتها، ولكن أثارت الحرب أماكن أخرى في العالم وجددت صراعات ونزاعات قديمة بين دول المنطقة خاصة بين حلفاء موسكو والأطراف الغربية.

تايوان

واشنطن هددت أنها سترد إن غزت الصين تايوان

تجدد على أثر الحرب الروسية الأوكرانية عشية اجتماع على مستوى القمة بين دول تحالف "كواد" الرباعي، بين الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، المقرر عقده الثلاثاء في طوكيو، مشكلة تايوان تتصاعد نذر المواجهة بين واشنطن وبكين على وقع الزيارة التي قام بها الرئيس، جو بايدن، لكوريا الجنوبية واليابان، وما تخللها من إطلاق مواقف أميركية وردود أفعال صينية سيما حول قضية تايوان والتي لطالما مثلت عنوان الخلاف الأبرز بين الجانبين.

وردا على التصريحات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، إنه "يتعين على الولايات المتحدة عدم الدفاع عن استقلال تايوان"، حسب ما ذكرت وكالة "رويترز".

وأضاف في إفادة صحفية، أنه "لا مجال للتهاون أو تقديم تنازلات في أمور تتعلق بسيادة الصين ووحدة أراضيها".

وشدد على أن بكين "مستعدة للدفاع عن مصالحها الوطنية فيما يتعلق بتايوان.. لا ينبغي لأحد أن يسيء تقدير عزيمة الشعب الصيني الحازمة وإرادته القوية في الدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة أراضي الصين".

 

واعتبر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الإثنين، أن الصين "تلعب بالنار" بشأن تايوان، مؤكدا أن الولايات المتحدة "ستساعد في الدفاع عن تايوان ضد أي غزو صيني".

وقال بايدن: "الولايات المتحدة سترد عسكريا إذا غزت الصين تايوان، هذا التزام قطعناه على أنفسنا".

ويحذر مراقبون للمشهد من أن ما يجري من مناكفات و"مكاسرات" بين واشنطن وبكين في جنوب وشرق آسيا وعموم منطقة المحيطين الهادئ والهندي، قد يقود لإشعال فتيل مواجهة جديدة في هذا الجزء من العالم لا تقل خطورة عن الأزمة الأوكرانية.

جزر الكوريل

 

 

تجدد الصراع حول إرخبيل جزر الكوريل بين اليابان وروسيا بعد  الحرب الروسية الأوكرانية، حيث وصفت اليابان الجزر بـ"المحتلة"، وطلب رئيس وكالة الفضاء الروسية من بلاده تسميتها بأسماء “روسية”، لتعيد فصول من الصراع الذي لم ينتهِ منذ الحرب العالمية الثانية.

 

يتألف إرخبيل جزر الكوريل من أربع جزر تقع بين شبه جزيرة كامشاتكا الروسية وجزيرة هوكايدو اليابانية، وتمتد هذه الجزر على شكل قوسين تفصل بحر أخوتسك عن المحيط الهادئ. تمتد سلسلة هذه الجزر مسافة تقرب من 1200 كم، وتبلغ مساحتها الكلية 10.5 ألف كيلومتر مربع ويبلغ مجموع السكان حوالي 19.434 نسمة.

 ويشكل إرخبيل جزر الكوريل سلسلتين متوازيتين هما السلسلة الكبرى والصغرى، وتضم السلسلتان 30 جزيرة كبيرة وعددا كبيرا من الجزر الصغيرة.

 تقسم الجزر إلى جزر الكوريل الشمالية وجزر الكوريل الجنوبية. تدخل جميع هذه الجزر ضمن مقاطعة ساخالين الروسية.

 أحتلت القوات السوفيتية جزر الكوريل بعد هزيمة اليابان في شهر سبتمبر سنة 1945م، وبرغم من توقيع معاهدة سان فرانسيسكو للسلام سنة 1951 التي تنص على أن اليابان وجبت أن تتخلى عن مطالبتها لجزر كوريل إلا أن اليابان لا تعترف بالسيادة السوفيتية على كوريل، وتطالب بإسترداد جزرها

 تطالب اليابان بالجزر الأربع الواقعة في أقصى الجنوب، بما في ذلك اثنتان من أكبر ثلاث جزر (إيتوروب وكوناشير)، كجزء من أراضيها بالإضافة إلى جزر شيكوتان وهابوماي، مما أدى إلى النزاع المستمر على جزر كوريل. 

يذكر أنه في عام 1956، وقع الاتحاد السوفيتي واليابان إعلانًا مشتركًا، وافقت فيه موسكو على النظر في إمكانية تسليم جزيرتين إلى اليابان في حالة إبرام معاهدة سلام. وكان الاتحاد السوفياتي يأمل بأن يقتصر الأمر على هذه النقطة، بينما اعتبرت اليابان الصفقة جزءًا فقط من حل هذه القضية، ولم تتخل عن مطالباتها بجميع الجزر(جزر كوريل). ولذلك لم تؤد المفاوضات اللاحقة إلى أي نتيجة. موقف موسكو هو أن الجزر أصبحت جزءًا من الاتحاد السوفياتي نتيجة للحرب العالمية الثانية وأن سيادة روسيا الاتحادية عليها يعد أمرا لا شك فيه.

وتعرف الجزر المتنازع عليها في اليابان باسم “الأقاليم الشمالية” للبلاد، وفي عام 2018، استؤنفت المحادثات الروسية اليابانية بشأن إعادة توحيد الجزر مع اليابان.

 

بدأت المطالبات تعود من جديد مع الحرب الروسية الأوكرانية، عندما قالت وكالة "كيودو"، إن الخارجية اليابانية وصفت، في كتابها الأزرق عن الدبلوماسية، جزر الكوريل الجنوبية بأنها "أرض محتلة بشكل غير قانوني".

ووفقا للوكالة، تم استخدام هذا التصنيف فيما يتعلق بكوريل الجنوبية لأول مرة منذ عام 2003، وتؤكد الوكالة أنه تم اتخاذ القرار بذلك على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ويشار إلى أن الكتاب الأزرق للدبلوماسية هو نوع من كتب المرجعية الدبلوماسية، تنشره وزارة الخارجية اليابانية سنويا منذ عام 1957.

أكد الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن كل الجزر الأربع في جنوب أرخبيل الكوريل على الحدود مع اليابان، ستبقى جزءا لا يتجزأ من أراضي روسيا.

وأضاف بيسكوف في تصريحات صحفية أنه من الصعب الحديث عن مواصلة محادثات السلام مع اليابان التي أصبحت "دولة غير ودية"، بعد أن انضمت إلى الدول التي فرضت عقوبات على روسيا على خلفية عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

 

اشتعال ترانسنيستريا من جديد

الأمصار

 

وجددت الحرب الروسية الأوكرانية أزمة ترانسنيستريا، وهي ظهرت على وسائل الإعلام أخبار عن الدولة محدودة الاعتراف  "ترانسنيستريا” حدثت بها عدد من الإنفجارات دون أن توضح أهمية تلك الدولة أو دورها في الحرب الأوكرانية.
كشفت صحيفة "البايس" الإسبانية، أنه يهدد الاضطراب في المنطقة الانفصالية في مولدوفا ، المتاخمة لأوكرانيا وبترسانة 40 ألف طن ، بزيادة مشكلة عدم الاستقرار في أوروبا.


يتصاعد التوتر في منطقة ترانسنيستريا السوفيتية السابقة ، وهي منطقة انفصالية في دولة مولدوفا ذات أغلبية مؤيدة لروسيا،  وهي تقع بين شريط ضيق على طول نهر دنيستر وأوكرانيا ، وتطلق على نفسها رسميًا اسم جمهورية مولدوفا بريدنيستروفيا ، ولم تعترف الأمم المتحدة أو روسيا باستقلالها. 
تقترب هذه المنطقة من عودة الاشتعال من جديد, وهي الحرب المتوقفة منذ عصر الحرب الباردة من الانهيار الداخلي بسبب الحرب في البلد المجاور أوكرانيا، بعد سبات لأكثر من 30 عامًا. 

وتسببت التفجيرات التي وقعت يوم الثلاثاء عبر مسيرات أوكرانية في مبنى تابع لوزارة الأمن ووحدة عسكرية قرب باركاني وفي أبراج الإذاعة والتلفزيون في جريجوريوبول وكذلك في مطار العاصمة تيراسبول ، في تصعيد مفاجئ لانعدام الأمن في ترانسنيستريا.

يبلغ حجم مقاطعة ترانسنيستريا، إقليم المتمردين المتمتع بالحكم الذاتي رسميًا نصف مليون نسمة ، على الرغم من أنه يقدر أن حوالي 200 ألف شخص فقط يقيمون حاليًا هناك ، نظرًا لأن الغالبية العظمى منهم هاجروا إلى روسيا والدول المجاورة الأخرى، وفي ترانسنيستريا يعيشون تحت حصار الدعاية الروسية، حيث أن البث التلفزيوني المولدوفي وموجات الراديو اصطدمت بجدار على الخط الفاصل غير المرئي لنهر دنيستر دون أن تكون قادرة على اختراق ما وراءه.

النزاع التركي السويدي

 

الأمصار

 

بينما فجرت الحرب الروسية الأوكرانية صراع خفي بين تركيا والسويد، حيث توجد مجموعة من الطلبات تعتبر شروط تركيا لانضمام السويد وفنلندا للناتو في محاولاتها بالضغط على السويد وفنلندا للحصول على مكاسب من كلا الدولتين مقابل سماح أنقرة لهما بالانضمام للناتو، حيث تطلب السلطات التركية من ستوكهولم تسليم عشرات الأشخاص لها بذريعة أنهم ينتمون لحزب "العمال الكردستاني" وحركة "الخدمة" التي يقودها الداعية التركي فتح الله غولن الذي يتّهمه الرئيس رجب طيب أردوغان بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكمه والتي حصلت في منتصف شهر يوليو من العام 2016.

وضمت شروط تركيا للانضمام للناتو قائمة تضم 33 اسماً معظمهم من الأكراد وآخرين يشتبه بانتمائهم لحركة "الخدمة"، لكن أغلبهم يحملون الجنسية السويدية وإن كانوا من أصول كردية أو تركية،