رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

شرخ في العلاقات الإسرائيلية الروسية.. هل يغير الأوضاع في سوريا وفلسطين؟

نشر
الأمصار

كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن العلاقات الإسرائيلية الروسية قد تدهورت في الأيام الأخيرة، وذلك عندما هاجم وزير الخارجية الروسي ، سيرجي لافروف ، يوم الأحد الماضي أوكرانيا ورئيسها فلاديمير زيلينسكي ، مدعيا أن "كونه يهوديا لا ينفي العناصر النازية في بلاده، وأعتقد أن أدولف هتلر كان أيضا له دم يهودي".

 وأضاف لافروف أن "زيلينسكي يمكن أن يعزز السلام بين الدول إذا توقف عن إعطاء" لقواته النازية أوامر تقترب من الجريمة ".

غضب إسرائيلي

أثارت تصريحات لافروف غضبًا كبيرًا في إسرائيل ، وشرخ في العلاقات الإسرائيلية الروسية وندد رئيس الوزراء بينيت بتصريحاته: "إنني آخذ تصريح الوزير لافروف على محمل الجد، تصريحاته ليست صحيحة والغرض منها خاطئ"، كما ندد وزير الخارجية لبيد بشدة وطالب روسيا بالاعتذار.

وقال وزير الخارجية يائير لابيد: "تصريحات وزير الخارجية لافروف بيان فاضح لا يغتفر وخطأ تاريخي مروع. اليهود لم يقتلوا أنفسهم في الهولوكوست. إن أكثر مستويات العنصرية المهينة ضد اليهود هو اتهام اليهود أنفسهم بمعاداة السامية ".

اتهام روسي بقتال إسرائيلي بجانب أوكرانيا

وجاء الشرخ الآخر في العلاقات الإسرائيلية الروسية، عندما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن "المرتزقة الإسرائيليين يقاتلون جنبًا إلى جنب مع جنود من كتيبة موس" في القتال في أوكرانيا.

 وأضافت زاخاروفا في مقابلة مع قناة روسيا 24إلى سنوات عديدة من تجاهل الوضع ، مع تنامي أيديولوجية النازيين الجدد في أوكرانيا من قبل دولة إسرائيل، قائلة :"نحن نرى ذلك ، وقد جذب اهتمام جميع الدول بما فيها اسرائيل بهذه المشكلة ".

وفد حماس في موسكو

 وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة في العلاقة بين إسرائيل وروسيا تتعمق، والهوة في العلاقات الإسرائيلية الروسية، حيث وصل وفد من كبار مسؤولي حماس إلى روسيا في زيارة رسمية

وأكدت الصحيفة، أن وفداً من كبار قادة حماس برئاسة موسى أبو مرزوق ، وصل إلى موسكو للقاء ممثلين عن وزارة الخارجية. ويتناول اللقاء موضوع "العدوان الإسرائيلي على المقدسات في القدس" والعلاقات بين الجانبين.

وبينت الصحيفة،  أن الوفد سيلتقي مع نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف ورئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف. وصل وفد التنظيم الإرهابي إلى روسيا بدعوة من وزارة الخارجية في البلاد ، على خلفية أزمة العلاقات مع إسرائيل ، بعد كلام وزير الخارجية سيرغي لافروف.

 

وقال رئيس مكتب العلاقات الدولية في حماس إن الوفد ضم قادة رفيعي المستوى في الحركة ، مثل فتحي حمد وحسين بدران ، اللذين كانا في السابق قائدا للجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية وسيتناول الاجتماع موضوع "العدوان الإسرائيلي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس"، ودعم روسيا للفلسطينيين ، والعلاقات بين حماس وروسيا. 

وأوضحت الصحيفة، أنه  لم يستبعد أن يجتمع الوفد أيضا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، إذا سمح الجدول الزمني بذلك.

تقييد العمليات الإسرائيلية في سوريا

 

العمليات الإسرائيلية

 

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى سيناريوهات معقدة للتنسيق بين تل أبيب وموسكو، بسبب العلاقات الإسرائيلية الروسية، خلال الفترة المقبلة بشأن العمليات في سوريا، مع تحذيرات من إمكانية عدم قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على ضرب أي هدف عسكري بسوريا في حال تصاعدت الأزمة بين البلدين أكثر من ذلك.

وقال تقرير لصحيفة ”جيروزالم بوست“ الإسرائيلية إن ”التوتر بين روسيا وإسرائيل سيؤثر على عمليات الأخيرة في سوريا“، مشيرا إلى أن ”تل أبيب قد لا تتمتع بالقدر ذاته من الحرية للعمل في سوريا“.

وأوضح التقرير، أنه ”كان لدى تل أبيب وموسكو تفاهمات ودية بشأن سوريا منذ التدخل الروسي العسكري في الحرب السورية عام 2015″، مشددا على أن العلاقة في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، كانت تدار بطريقة ”معقدة وحذرة“.

وأضاف التقرير ”هذا لا يعني أن إدارة نتنياهو للقضية الروسية كانت ناجحة دائما، بل كانت هناك انتقادات من موسكو للإجراءات الإسرائيلية في سوريا، لكن العلاقات استمرت مع ذلك“، لافتا إلى أنه ومع التوترات الجديدة بين البلدين، فإن هناك تساؤلات حول ما إذا كان هناك عواقب على علاقتهما الأوسع.

 

ووفق التقرير، فإن ”الحكومة الإسرائيلية الحالية حاولت مواصلة التسوية المؤقتة في سوريا، وواصل سلاح الجو الإسرائيلي غاراته الجوية“، مبينا أن فقدان تل أبيب للتدابير الأمنية المعمول بها مع موسكو في سوريا سيكون بمثابة مشكلة إستراتيجية لسلاح الجو الإسرائيلي.

وحسب التقرير، فإن إسرائيل تواجه في الوقت الحالي سيناريوهات عدة بشأن العلاقة مع روسيا بالملف السوري، مبينا أن السيناريو الأول يتمثل بـ“بقاء كل شيء على ما هو عليه، واستمرار التنسيق العسكري والأمني بين البلدين“.

وقال التقرير إن ”إسرائيل وروسيا يمكنهما العمل في الملف السوري بغض النظر عن وجهة النظر المختلفة للبلدين فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا“، مشيرا إلى أن ذلك مبني على وجود بعض المصالح المشتركة بينهما في أماكن أخرى.

وأضاف التقرير ”روسيا تريد علاقات جيدة مع إسرائيل، وقد ترغب في قول شيء وفعل شيء آخر، وموسكو لا ترغب عادة في التخلص من تلك العلاقات التي عملت عليها لسنوات، كما أنها تواجه عقبات في أوكرانيا ولا تريد توترات بشأن سوريا، وهذا يعني أنها قد تكون مدفوعة بعدم تغيير موقفها من سوريا“.

محاولة للمصالحة

وفي محاولة للمصالحة الروسية، بعثت فالنتينا ماتفينكو ، رئيسة مجلس الاتحاد الروسي ، اليوم (الأربعاء) برسالة إلى رئيس الكنيست ميكي ليفي ، تعترض فيها على كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقالت إن "الاتحاد الروسي يولي أهمية كبيرة للعلاقات مع دولة إسرائيل".

استدعت إسرائيل السفير الروسي لإجراء محادثة  عقب التصريح القاسي لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، أفاد مصدر سياسي بأن إسرائيل "أوضحت موقفها". كما ذُكر أنه تم الاتفاق بين الطرفين على عدم تقديم مزيد من التفاصيل بشأن الاجتماع "، كما ندد وزراء كبار آخرون بهذه التصريحات المشينة