رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الجلباب الأبيض والزيارات.. أبرز مظاهر عيد الفطر في السودان

نشر
الأمصار

يعتبر عيد الفطر مناسبة خاصة بالمسلمين في السودان، ويحتفلون به على طريقتهم الخاصة.

 الجلابية البيضاء

 يتميز السودانيون بزيهم الذي يتكون من الجلابية أو الجلباب الأبيض والعمامة البيضاء، إذ يعتبر عيد الفطر مناسبة مهمة يتزين الرجال برداء أبيض جديد.

لا تقتصر الكسوة في عيد الفطر على الرجال وأثوابهم البيضاء، بل تمتد إلى جميع أفراد الأسرة، لذا تشهد الأسواق حركة غير عادية.

طقوس استقبال العيد 

اعتاد السودانيون استقبال العيد بمجموعة من التجهيزات والطقوس الاحتفالية بالإعداد المبكر للحلويات والخبائز والمعجنات المختلفة، وتحرص السيدات في الثلث الأخير من شهر رمضان على تجهيز "خبيز العيد" مثل كعك العيد وبسكويت الشاي، وسط أجواء فرح جماعية، فضلاً عن إعادة ترتيب المنازل، ومع اقتراب إطلالة العيد، يتعاون على ذلك جميع أفراد الأسرة. كذلك، يعتبر تجهيز ملابس العيد، أهمها الجلباب الأبيض والعمامة والشال، مع أحذية الصلاة للكبار من الجنسين، لكن الأطفال يتمتعون باهتمام خاص في كسوة العيد التي ينتظرونها بفارغ الصبر ويحسبون الأيام في الحصول عليها هي وبقية الألعاب والهدايا التي تضفي على عيد الفطر ألقاً وبهجة.

فطور العيد

 فطور العيد والكركديه من العادات المميزة في صباح العيد بالسودان، حيث يجتمع الآباء والجيران في منزل واحد، ويحضر كل واحد منهم ما في وسعه من طعام، وغالبًا ما يكون من بين مكوناته العصيدة ولحم الضأن والحلويات.

كما تشتهر دولة السودان بالعديد من أنواع الحلويات المميزة، إلى جانب ما تشترك به الدول والمجتمعات العربية من خبز، وكعك، حيث تصنع كميات كبيرة من هذه الحلويات، والأكلات المميزة حتى يُكرِم صاحب البيت زواره في هذه المناسبة العظيمة. 

يمتاز الشعب السوداني بطبيته، ونقائه، لهذا فمناسبة العيد تعتبر من المناسبات التي تغسل أية أضغان امتلأت بها القلوب خلال العام، فبعد أن تؤدى صلاة العيد في الجوامع، والساحات المخصصة لذلك من قبل الجميع رجالاً، ونساءً، وكباراً، وصغاراً، يشرع السودانيون من فورهم بتبادل التهاني، فيصفحون عن بعضهم البعض، ويرجعون أخوة متحابين.

العيد فرصة للتسامح 

يقضي السودانيون نهار اليوم الأول من عيد الفطر في الزيارات وتهنئة الجيران، وتستمر  هذه الزيارات طوال الأيام الأولى من شوال، وتنظم الرحلات العائلية والشبابية، ويقضي الجميع أوقاتهم على ضفاف نهر النيل.

والعيد في السودان كما العيد في معظم البلدان الإسلامية فرصة للتصالح والتسامح، ولكن من بين العبارات السودانية عند تهنئة البعض منهم بالعيد، ستسمع عبارة “العفو” ، فيجيب الآخر: “العفو لله والرسول”. بمعنى العفو في الله ثم يبدأون بسلام لقاء الحبيب وعناق السودانيين.

لا تنتهي قضية التوفيق والتسامح عند مرحلة العبارات والكلام بين السودانيين، بل إن الوسطاء والمبشرين يسعون لتقريب الخلاف والتوفيق بين الخلاف باستخدام عبارة “العفو”. العيد يوم فرح، العيد للجميع يوم فرح الأولاد وهم يتجولون بين البيوت يطلبون التحية والرجال في ثيابهم البيضاء يدخلون البيوت ويفتحون الأبواب دون إذن غير التصفيق.

ومن العادات الجميلة في فترة العيد في السودان، توافد كافة رجال الحي الواحد في نسبة كبيرة من القرى عند أكبر رجل من رجالات الحي، أو في أي مكان متعارف عليه مسبقاً، فيحمل كل واحد منهم ما رزقه الله إياه من طعام الإفطار، ثم بعد ذلك يذهبون لتقديم التهاني للمرضى الذين أقعدهم المرض عن الاستمتاع بمباهج العيد، ولكبار السن الذين لا يستطيعون التنقل