رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مليشيات الدبيبة تفسد فرحة العيد في ليبيا

نشر
أحد مخيمات مهجري
أحد مخيمات مهجري تاورغاء بطرابلس الليبية

لم يستطع مهاجرو مدينة تاورغاء الليبية في العاصمة طرابلس أن يحتفلوا بعيد الفطر، كغيرهم بعد أن وصلتهم رسائل تهديد وطرد من مخيماتهم.

وأكدت مصادر أن مليشيات غنيوة الككلي التابعة لرئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة، أرسلت رسائل تهديد بالقتل والطرد لسكان مخيم الفلاح بالعاصمة طرابلس، من مهجري تاورغاء الإثنين وأمهلتهم حتى نهاية اليوم الثلاثاء ثاني أيام عيد الفطر المبارك لإخلائه.

وتابعت المصادر أن السكان من المهاجرين لم يجدوا أمامهم سوى مغادرة المخيم، قبل انتهاء المدة خوفا من الهجوم عليهم، رغم وعود الدبيبة لهم في وقت سابق بتعويضهم و إرجاعهم إلى مدينتهم.

ومن جانبه يقول النائب عن مدينة تاورغاء جاب الله الشيباني، إن "الحديث عن احتمالية إخلاء مخيم الفلاح، هو تهديد قائم منذ فترة يظهر على السطح أحيانا ويخبو أحيانا أخرى".

وتابع الشيباني عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: "تواصلت مع النائب العام والحكومة فيما يتعلق بمباغتة المسلحين الذين هددوا الأهالي، وأجبروهم على الإخلاء ولكن للأسف الشديد لم تكلل محاولاتنا بالنجاح، لظروف لا اعتقد أنها خافية على كل متابع للشأن الليبي"، وفق قوله.

وأشار إلى أنه سبق والتقى النائب العام والحكومة لتأجيل إخلاء "مخيم الدعوة الإسلامية" الذي كان مهددا بالفعل بالإخلاء، وصرف تعويضات والتي ما زالت قيد الانتظار.

واختتم، قائلا: "أهلنا في تاورغاء، ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، بالصبر والعزيمة وقوة الإرادة وروح التحدي، نجعل المستحيل ممكنا والصعب سهلا، و نحن نعول على ذلك كثيرا" .

الدبيبة وتاورغاء

ومنذ أن تولى الدبيبة رئاسة الحكومة العام الماضي، دعا نازحي تاورغاء المهجرين قسريا منذ عام 2011 بعد هجوم واسع من المليشيات، للعودة إلى مدينتهم، وطمأنهم أن الحكومة لن تتوانى عن تقديم الخدمات ودعم أهالي المدينة في سبيل عودتهم.

وتقول مصادر "العين الإخبارية" إن الدبيبة لا يزال ضد أهالي تاورغاء، وهو الموقف الذي يعرف عنه منذ عام 2011.

وتابعت المصادر أن الدبيبة إبان رئاسته لنادي الاتحاد 2014 حقق مع إدارة الكرة في النادي لمجرد إقامة مباراة ودية مع تاورغاء، التي هجرها مسلحوا مصراتة التي ينتمي لها الدبيبة.

مأساة

وشهدت تاورغاء، منذ عام 2011، أعمال قتل وتهجير على يد مليشيات مصراتة على خلفية دعمها كتائب نظام العقيد معمر القذافي ضد تلك المليشيات، إبان أحداث 17 فبراير/شباط من العام نفسه.

وجراء ذلك، اضطر نحو 40 ألف ليبي من مدينة تاورغاء للنزوح قسريا من مدينتهم الواقعة جنوب مدينة مصراتة، والسكن لنحو 7 سنوات في مخيمات بمنطقتي "بوابة العشرين" شرق سرت، و"قرارة القطف" غرب بني وليد، أو في ضواحي العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي (شرق).

وأبرم اتفاق صلح بين مدينتي مصراتة وتاورغاء في 4 يونيو/حزيران 2018، لإعادة المهجرين إلى مدينتهم، ورغم ذلك حولت المليشيات المدينة الثانية إلى مكب للنفايات، ما أدى إلى انتشار الأمراض بين المهجرين العائدين خاصة مرض "اللشمانيا الجلدي".