رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

د.عبدالحفيظ محبوب يكتب: إجراءات هيكلية في جسد القيادة اليمنية للخروج من الأزمة

نشر
الأمصار

باعتبار السعودية قائد عربي وإسلامي كتب عليها التوفيق بين الأطراف العربية والإسلامية، خصوصا في شهر رمضان الفضيل لما له من حرمة وقدسية لدى المسلمين، سبق أن جمعت السعودية بين منظمة فتح وحركة حماس الذين تعاهدوا على الوفاق في بيت الله الحرام في عام 2007 لكن عاد الاقتتال بين الجانبين، ومن قبل تولت السعودية جمع الفرقاء اللبنانيين في الطائف عام 1989، وكذلك الأفغان، واليوم تتولى السعودية قيادة مشاورات يمينة تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي في الرياض في شهر رمضان المبارك، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تتولى السعودية مع شقيقاتها دول المجلس في تمويل هذه الدول للخروج من أزماتها واستعادة عافيتها ولا تنتظر منها جزاء ولا شكورًا.

 أهم مخرجات مشاورات الرياض


من أهم مخرجات مشاورات الرياض اتفقت الأطراف المتحاربة في اليمن على هدنة لمدة شهرين بدأت السبت 2/3/2022 وهي الأولى منذ عام 2016 وخرجت مشاورات الرياض أيضا في 7/3/2022 بتشكيل مجلس قيادة رئاسي من ثمانية أعضاء برئاسة الوزير السابق ومستشار الرئيس اليمني رشاد العليمي، يتسلم المجلس إضافة لصلاحيات الرئيس صلاحيات نائب الرئيس الذي أعفي من منصبه، قادر على قيادة المرحلة الانتقالية مخول بالتفاوض مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل، ارتبط بحزمة من المساعدات المالية المقدرة بنحو ثلاثة مليارات دولار، وهناك استعداد عربي ودولي للعمل مع مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، وسيواجه الحوثييون ما أجمع عليه اليمنيون في مشاورات الرياض التي تفاجأ بها الحوثيون ولم يتوقعوا أن السعودية ستجعلهم يواجهون اليمنيون.

وهو ما جعل الحوثيون يرفضون هذا المجلس الرئاسي باعتباره أن رئيسه يتبع الولايات المتحدة كعادة الحوثيين في وضع التبريرات الجاهزة عندما تتعارض مع مصالحهم، ويطالبون بالمفاوضات مع رباعية التحالف بقيادة السعودية، ما يعني أن إيران تود أن تفاوض السعودية حول ورقة اليمن وهو ما ترفضه السعودية.

تدرك إيران أن الحوثيين حينما يفاوضون المجلس الرئاسي وهم القوة الضاربة في اليمن الذين لا يقبلون بأكثر مما يستحقه الحوثي كمكون يمني انقلب على الشرعية، واستثمر الخلافات والصراعات بين الأطراف اليمينة، لكن اليوم تلك الأطراف أصبحت متحدة ضد كل من يعرقل إنهاء الأزمة اليمنية، ولم تعد الأوضاع كما كانت في عهد الرئيس هادي ونائبه علي محسن الأحمر الغير قادرين على مواجهة الحوثيين، رغم الدعم المقدم من السعودية الغير محدود لكنهما لم يحققا ما يتمناه الشعب اليمني لأسباب عديدة مكنت الحوثيين من التمدد واستمرار معاناة اليمنيين.

كما يضم المجلس الرئاسي ممثلين عن أهم أربع تشكيلات عسكرية القوات المشتركة بقيادة طارق صالح، قوات العملاقة بقيادة عبد الرحمن المحرمي، وقوات المجلس الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي، وقوات المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت بقيادة فرج البحسني، وهي رسالة للحوثيين من أن المجلس الرئاسي ليس فقط قوة سياسية بل أيضا قوة عسكرية اتحدوا ضد أي خروج على وحدة اليمن، وأي مفاوضات ستكون بين المجلس الرئاسي كقوة عسكرية وبين الحوثيين المدعومين من إيران، لكن الأسر الهاشمية تتواصل مع المجلس الرئاسي فيما القيادات الحوثية حتى الآن ترفض أي مشاورات.

نجحت مشاورات الرياض تجاه هيكلة السلطة الشرعية عندما دمجت كل مكوناتها ومراكز القوة في مجلس واحد وتوحيد الجبهة اليمنية تجاه عدو واحد مشترك وهو الحوثيين المدعومين من إيران، واعتراض الحوثيين على تشكيل المجلس الرئاسي باعتبار المجلس قوة على الأرض وبدعم السعودية وبقية دول الخليج لجهوده في استعادة الدولة رسالة قوية جدا للحوثيين بانهم لن يتمكنوا من ممارسة أدوارهم السابقة، حيث دخول القوى المواجهة للحوثي ضمن إطار قيادي موحد أربك الانقلابيين الذين ما تمكنوا إلا بفعل الصراعات والخلافات بين خصومهم.

المشاورات اليمنية اليمنية التي جرت على مدار 10 أيام وشارك فيها نحو 800 يمني، على أولوية الحل السياسي والاتفاق على سرعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض قبل أكثر من عامين، ودعوة جميع الأطراف إلى طاولة التفاوض والانخراط في الحل السياسي والتخلي عن الحلول العسكرية من اجل مرحلة أهمية التعافي الاقتصادي وحوكمة موارد الدولة وإدارة الموارد الطبيعية، حيث اتفق الجميع على تشكيل 6 فرق عمل للمسارات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والسياسية والإنسانية والإغاثية وتعزيز مؤسسات الدولة لتمكينها من أداء واجباتها الدستورية ومواجهة تحديات المرحلة الحالية، تهدف لرسم طريق لمستقبل اليمن للانتقال من حالة الحرب والتفكك إلى حالة السلام والأمن في ربوعه والوفاق بين أبنائه، والإخاء مع محيطه الخليجي والعربي، بما يمكن اليمن من استعادة الأمن والسلام والاستقرار.