رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

رمضان في الامارات.. ٦ مدافع للإفطار وخيمة بأطول برج في العالم

نشر
الأمصار

يتميز شهر رمضان الكريم في دولة الإمارات عن بقية الدول والشعوب الإسلامية، فليالي رمضان في الإمارات تضج بالحياة من خلال المجالس الشعبية التي يحضرها الإماراتيون، ويعقدها كبار المسؤولين، وبينهم الحكام.

ويتحلى رمضان في الإمارات، بالعبادة والفضائل، وتمسك بالعادات والتقاليد ومراسم استقباله ووداعه وأكلاته المتنوعة.


عادات الإماراتيين في شهر رمضان


المجتمع الإماراتي من أكثر المجتمعات تمسكا بعاداته وتقاليده، لذلك لم يطرأ تغيرًا على العادات في الدولة وكان تبدأ الاستعدادات قبل أيام من الشهر الفضيل بتحضير مستلزماته، وتجهيز المجالس لاجتماع العائلة والجيران، ثم شراء وتجهيز «المير»، وهي عادة إماراتية أصيلة، تقدم فيها الهدايا للأهالي والأصدقاء، كنوع من صلة الرحم.

ورمضان في التراث الشعبي الإماراتي، لا تختلف مظاهره كثيراً عن الحاضر؛ فهي نفسها مظاهر فرح الصغار والتكافل الاجتماعي وصلة الأرحام، تعيدنا جميعها للعيش في أجواء الماضي، بدفئه وتسامحه وأصالته، ولا تزال عادة التزاور، بين الأهل والجيران، من أبرز العادات الباقية حتى اليوم.

قديماً، كان الاحتفال بمجيء رمضان يبدأ من ليلة النصف من شعبان، «حق الليلة»، وقضت العادة في الإمارات بأن يتجمع الأطفال بعد صلاة المغرب بملابسهم التقليدية، فالبنات بالملابس المطرزة والصبيان ب«الكندورة» والطاقية المطرزة بخيوط الذهب، يحملون على رقابهم كيساً من القماش يسمى «الخريطة»، ويمشون جماعات تتوقف على البيوت وتبدأ بترديد الأهازيج لحث أهل البيت على منحهم المكسرات والحلويات، وهم ينشدون: «عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم».

 

طقوس المائدة الإماراتية في رمضان

من أبرز العادات التي ما زالت تتمسك بها الأسر الإماراتية خلال الشهر الفضيل التقيد بإعداد سفرة رمضانية تقليدية تضم مجموعة من أشهر الوجبات والحلويات الشهيرة في المطبخ الإماراتي.

ويعد شهر رمضان فرصة مثالية لربات البيوت والأمهات لتعريف أبناء الجيل الجديد بالمأكولات الشعبية التي توجد في ثقافة المطبخ الإماراتي، الذي يعد جزءا لا يتجزأ من عادات وتقاليد المجتمع المحلي التي أصر الإماراتيون على المحافظة عليها على الرغم من التغييرات التي طرأت عبر الزمن.

ويغلب على موائد الشهر الكريم أن تكون عامرة بأطيب الطعام من الموالح والحلويات والمشروبات، ولكن لكل مجتمع طابعه الخاص في اختيار أصناف الطعام التي تزين موائدهم في رمضان، والهريس هو الطبق الشعبي الرئيس الذي يتربع على موائد الأسر الإماراتية، إذ لا تخلو مائدة في المجتمع الإماراتي من وجود الهريس خاصة في المناسبات والأفراح وشهر رمضان الفضيل.

وعند اقتراب الشمس من المغيب يجتمع جميع أفراد الأسرة على المائدة في انتظار أن يرفع أذان المغرب ثم الإقبال على الطعام، وأول ما تحبذ الأسر الإماراتية الإقبال عليه بعد التمر واللبن هو الأطباق الشعبية وفي مقدمتها الهريس .. فرغم تنوع الشركات المنتجة للمواد الغذائية التي يقبل عليها الناس خلال شهر رمضان إلا أن الأطباق الشعبية الإماراتية مثل الهريس والثريد واللقيمات إلى جانب الأكلات الأخرى لا غنى عنها مع كثرة وتنوع الطعام في رمضان.

و الهريس وجبة شعبية مكونة من القمح المجروش واللحم ويقدم الهريس بوضعه في أطباق مسطحة ويسوى بطريقة معينة وتضاف إليه كمية من السمن البلدي، ويوضع على الموائد كوجبة شهية وهو من أساسيات المائدة الإماراتية في الشهر الفضيل.

وهناك أكلتان شعبيتان تقدمان طوال الشهر الفضيل هما الثريد واللقيمات، والثريد يعتبر من الأكلات الإماراتية الشعبية المشهورة على حد كبير، وهو يحضّر من الخبز مع اللحم، وأنواع مميزة من الخضراوات.

أما اللقيمات فهي أكلة حلوة بعض الشيء تصنع من عجينة سائلة تخلط المقادير بالزيت إلى أن يصبح لونها ذهبياً وتوضع في وعاء ويحلى بالقطر أو الدبس
والخبيصة.. نوع من الحلويات الشعبية من الطحين والسكر أو العسل وماء الورد، وأحياناً يستخدم الأرز بدلاً من الطحين ويضاف إليه الماء والسمن والسكر.

الساقو .. طبق حلو من الأكلات الشعبية يتكون من أحد أنواع الحبوب ذات المذاق الحلو وتوضع عليه المكسرات.

خبز خمير ..وهو عبارة عن عجينة من الدقيق الممزوج بماء دافئ وقليل من التمر الذي يمرس في الماء.

كما يعتبر طبق المجبوس الغني عن التعريف والشوربات الصحية اللذيذة والسمبوسة من أساسيات المائدة الرمضانية، ناهيك عن العصائر الطازجة واللبن، والتي تزين المائدة.

وحين يأتي الحديث عن الأكلات الشعبية بين الماضي والحاضر فإن من الجميل في المجتمع الإماراتي تمسكه بالتقاليد مهما تطورت الحياة، ولهذا تم الحفاظ على الأكلات الشعبية الموروثة عن الآباء والأجداد فالجيل الجديد لا يزال يقبل على هذه الأكلات.

لهذا فإن الأكلات الشعبية الإماراتية تراث جميل حافظ عليه أبناء الإمارات إلى يومنا هذا برغم وجود الوجبات السريعة أو المطاعم العالمية، ولكن لذة التراث والحنين إلى الماضي لا تضاهيها لذة.. وهي مأكولات شهية بالفعل.

 

 

المجالس الإماراتية في رمضان

المجالس الإماراتية في رمضان

تنتشر المجالس المعروفة باسم (الميلس) أو (الديوانية)، خلال شهر رمضان، ويجلس صاحب الدار في صدر مجلسه لاستقبال زائريه.

و«تعتبر المجالس في الماضي ملتقى أهل المنطقة، فيتبادلون أخبار الغوص والأسفار أو إنشاد الشعر، حيث كان يخصص للشعر مجلس في ليلتين في الأسبوع الواحد.

وكانت المجالس تبقى مشرعة حتى وقت السحور، فيسمع الجميع طرقات المسحراتي الذي يجول بحماره وخلفه الأطفال يرددون معه: (اصحَ يا نايم.. واذكر ربك الدايم)، فينفض الجميع عقب وقت السحور لأداء صلاة الفجر ثم الذهاب كل إلى بيته». أما النساء والفتيات فكن يجتمعن يومياً لتفصل كل واحدة ثيابها وثياب أهلها من الرجال والصغار، فإذا جاءت العشر الأواخر تستعد النساء لترتيب وتنظيف البيت وتجهيز الحلويات والأطعمة الخاصة لاستقبال عيد الفطر المبارك، بحسب رشود.

واشتهرت أيضاً العديد من الألعاب الشعبية الخاصة بالشهر الكريم، مثل لعبة الخاتم بين لاعبين أو لاعبتين، ولعبة الصوير وهي من الألعاب الجماعية، ولعبة المدافع، والمريحانة.
ويرجع حرص الإماراتيين قديماً على هذه العادات إلى عدة أسباب، منها الارتباط القوي بالدين، الذي كانت تعاليمه تحث على الترابط والتآخي، بالإضافة إلى وجود حاجة دائمة لأهل الحي إلى هذا الترابط. إن رمضان هو شهر العبادة والفضائل والتمسك بالعادات والتقاليد، وهي صفات يتحلى بها الشهر المبارك في مختلف الدول العربية والإسلامية، خصوصاً الإمارات.

 

الخيم الرمضانية في الإمارات

تعد الخيم الرمضانية المقصد الأول للباحثين عن قضاء سهرة رمضانية مميزة، لما تحمله من فعاليات احتفالية وفنية مختلفة مزينة بالفوانيس و الأنوار و الديكورات الإسلامية و العربية،إلى جانب الأجواء المثالية التي تجسد روح الشهر الفضيل مع الاستمتاع بالتقاليد العربية الأصيلة.

1/خيمة المجلس الرمضانية:
يمكنك أن تفطر عندما تزور مدينة جميرا والتي صممت على هيئة المدن العربية التقليدية في خيمة المجلس الرمضانية ، تتميز بطراز خاصة ومختلف من وجود عدد من الثريات ذات الحجم الكبير، ويمكنها استقبال أكثر من 1000 شخص.

2/خيمة أساطير الرمضانية:
تعد ثاني أشهر خيم دبي خيمة "اساطير" وبها جناح ملكي لكبار الزوار، ويتتمتع الحضور بالإنترنت المجاني، وغرفة خاصة  لإقامة الصلاة.

3/خيمة داون تاون:
عندما تتوجه إلى دبي وفي أطول برج في العالم برج خليفة يمكن أن تفطر داخل خيمة داون تاون، والتي رغم وجودها داخل أحد أهم أيقونات العمارة الحديثةى تحتفظ بأجواء وتصيم عربي أصيل.

4-خيمة فندق قصر الإمارات:
لا يمكن تفويت زيارة خيمة فندق قصر الإمارات وهي أكبر خيم العاصمة أبو ظبي، وهي أنشئت داخل نافذه قصر الإمارات التي تطل على الخليج العربي، ويتوسطها نافورة، وتنقسم إلى 4 مجالس، وتتميز بشواء اللحوم والأسماك  عبر التوابل التقليدية، ويمكن مشاهدة "الطهي الحي" الممتعة وكيف يقوم الطاهي بإحضار السمكة حية وطيها أمام الجمهور.

5-خيمة المرجان برأس الخيمة:
يمكنك أن تزور في إمارة رأس الخيمة وهي الإمارة السابعة بدولة الإمارات خيمة المرجان وتوجد داخل جزيرة المرجان أول جزيرة صناعية والتي تتميز ببنيتها الأندلسية وتطل على مياة الخليج العربي، كما يتميز الطعام داخل الخيمة بهويته العربية سواء في الطعمة المقدمة أو المعزوفات التي يسمعها الحضور.
مدفع رمضان في 6 مواقع بدبي
تحرص الإمارات على مواصلة العادات والتقاليد الأصيلة ومن بينها مدفع رمضان، ويعتبر المدفع من الأحداث الأساسية، المنتظرة في شهر رمضان المبارك، ولم تعد وظيفة المدافع الرمضانية تنبيه الصائمين إلى وقت الإفطار فقط، بل تحولت إلى نقاط جذب للأسر والسياح، الذين يقصدون المكان لمشاهدة هذا الحدث.
وتم وضع خمسة مدافع خلال شهر رمضان في أماكن مختلفة من الدولة، وتتواجد مدافع المراسم في (إمارة أبو ظبي، العين، الظفرة، إمارة رأس الخيمة، إمارة أم القيوين)، ويشرف على كل واحد منها أربعة أفراد من شرطة دبي.
ويعتقد بعض المؤرخين أن هذه العادة تعود إلى القرن الـ10 الميلادي في مصر، حيث أمر أحد الخلفاء الفاطميين بوضع مدفع على هضبة المقطم في القاهرة، ليتمكن جميع الصائمين في المدينة من سماع صوته لبدء الإفطار، وباتت هذه المدافع اليوم من أبرز الرموز المرتبطة بشهر رمضان المبارك، وتضيفها شركات سياحية إلى وجهاتها السياحية.