رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

احتفالًا باليوم العالمى للمرأة.. الأمم المتحدة ترفع شعار المساواة الاجتماعية

نشر
يوم المرأة العالمي
يوم المرأة العالمي

إنّ المرأة كانت ولا زالت نصف المجتمع الذي لا يمكن أن يُستغنى عنه إطلاقًا منذ بدء الخليقة، هي الأمّ والزّوجة والأخت والابنة، هي العنصر الفاعل الّذي يحمل مع الرّجال أثقل المهام، ويخوض معهم أعظم الاختبارات في هذه الحياة، ومن واجب كلّ رجلٍ أن يعطي أمّه وزوجته وأخته وابنته حقوقهنّ، وأن يقدّر ما يفعلنه وما يصنعنه من إنجازاتٍ في هذا العالم، فكلّ امرأة في هذا العالم تستحقّ التّقدير سواءً كانت ربّة منزلٍ أو عالمة ٍأو عاملة أو معلّمة، فلكلّ امرأة دورها وإنجازاتها الّتي لا يجب أن يغضّ الطّرف الآخر النّظر عنها، وقد خُصّص يوم المرأة العالمي لتكريم المرأة وشكرها على وضع لطاقتها في بناء أسرتها ومجتمعها، وسنحتفل في 8/آذار/2022 للميلاد في يوم المرأة العالمي.

شعار الأمم المتحدة احتفالًا باليوم العالمي للمرأة

«المساواة المبنية على النوع الاجتماعى اليوم من اجل غد مستدام».. هذا الشعار الذي رفعته هيئة الامم المتحدة للمرأة في احتفالها باليوم العالمى للمرأة والموافق 8 مارس من كل عام.

تقول المنظمة في تقرير لها صادر، الإثنين، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للمرأة، أن هناك صلة وثيقة بين التغير المناخي والعدالة الاجتماعية، وفقًا للبيانات والأبحاث، لذا فانه يستحيل تحقيق مستقبل مستدام ومتساوٍ دون ضمان المساواة المبنية على النوع الاجتماعي في حاضرنا.

واضاف البيان «النساء والفتيات يتحملن أكبر وطأة ناتجة عن التغير المناخي؛ فهو يدفع بحيواتهن إلى خطر جسيم ويزيد مواطن انعدام المساواة الموجودة بالفعل سوءًا، وحول العالم، النساء تعتمدن بشكل أكبر على الموارد الطبيعية، ومع ذلك تقل إمكانية وصولهن إليها، بل ويتحملن مسؤولية كفالة الغذاء والمياه والوقود على نحو غير متناسب».

وتابع التقرير «مثلما تتكبد النساء والفتيات عناء الأزمة المناخية، فإن دورهن القيادي ومشاركتهن في إيجاد الحلول لتغير المناخ والتكيف معه والتخفيف من حدة آثاره أساسيان بشتى الطرق. دون إشراك نصف سكان الأرض، يصبح غير محتملًا أن نصل إلى كوكب مستدام وعالم تسوده روح المساواة المبنية على النوع الاجتماعي. ندعو الجميع إلى الانضمام إلينا في الاحتفاء بكل مساهمات النساء والفتيات في العمل المناخي عبر الأصعدة المختلفة وفي العمل على إيصال أصواتهن ودعم عملهن».

مفهوم اليوم العالمي للمرأة

اليوم الدولي للمرأة أو اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية،  وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم، الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945.

 اليوم العالمي للمرأة

أحداث تاريخية ترتبط بيوم المرأة العالمي

في 1856 خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين عن السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية.

 وفي 8 مارس 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار «خبز وورود»، وطالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. 

كما شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب، وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة.

الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة 

غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة من ذلك، لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس، وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن.

اليوم العالمي للمرأة

أوّل احتفالٍ وطنّيّ بالمرأة 

تمّ تأريخ أوّل احتفالٍ وطنّيّ بالمرأة في أمريكا، حيث قام به بعض الأحزاب الّتي تقدّر النّساء ولا تهمشهنّ، وكان ذلك في العام 1909 للميلاد، بعد أن أطلقت حملاتٌ من أجل أن تُعطى المرأة حقًّا بالتّصويت، وانتشرت هذه الحملات في جميع الولايات المتحدّة الأمريكيّة، ومن ثمّ انتشرت هذه الحادثة في العديد من الدّول الأوربيّة الأخرى، وقد تمّ إعلان هذا اليوم على أنّه عطلةٌ رسميّة في العام 1910 للميلاد، وتم تسجيل أوّل احتفالٍ بيوم المرأة في الدّول الأوربيّة المختلفة منها ألمانيا والنّمسا والدّنمارك وسوسيرا في 19/آذار/1911 للميلاد، ومن ثمّ اتّفق جميع دول العالم على تحديد يومٍ يتم فيه الاحتفال بالمرأة ودورها بتاريخٍ واحدٍ رسميّ تتبعه دول العالم أجمع وهو الثّامن من آذار وذلك تمّ في العام 1921 للميلاد.

دول تحتفل رسميا بيوم المرأة العالمي

يوم المرأة العالمي، يكون عطلة رسمية في دول مثل أفغانستان وأنغولا، أرمينيا، أذربيجان بيلاروس، بوركينا فاسو، كمبوديا، الصين (للنساء فقط)، كوبا، جورجيا، غينيا-بيساو، إريتريا، كازاخستان، لاوس، مقدونيا (للنساء فقط)، ومدغشقر (للنساء فقط)، ومولدوفا، منغوليا، نيبال (للنساء فقط)، روسيا، طاجيكستان وقيرغيزستان، تركمانستان، أوغندا، أوكرانيا، أوزبكستان، وفيتنام وزامبيا.
وفي بعض البلدان، مثل الكاميرون وكرواتيا، رومانيا، والجبل الأسود، البوسنة والهرسك، وصربيا، بلغاريا وشيلي، اليوم ليس عطلة رسمية، ولكن على نطاق واسع يلاحظ مع ذلك في مثل هذا اليوم أنه من المعتاد بالنسبة للرجل أن يعطي المرأة في حياته – أمهات وزوجات، والصديقات، بنات، الزهور والهدايا الصغيرة.

 وفي بعض البلدان (مثل بلغاريا ورومانيا) يلاحظ أيضا كمكافئ لعيد الأم، حيث يعطي الأطفال أيضا الهدايا الصغيرة للأمهات والجدات. 

أهمية يوم المرأة العالمي

إنّ اليوم العالمي للمرأة  هو أحد أهمّ الأيّام العالمية حول العالم، وذلك بالنّسبة للنساء والرجال على حدٍّ سواء، ففي هذا اليوم يتمّ تسليط الضوء على الحقوق والواجبات التي ترتبط بالمرأة، وكذلك يتمّ التأكيد على إعطاء النساء حول العالم حقوقهنّ وواجباتهن، والتي هي من الحقوق المشروعة، والتي لا بدّ لكلّ امرأة أن تنالها، كما أنّ اليوم العالمي للمرأة يشير إلى أهمية المساواة بين المرأة والرجل، فالمرأة لا تقل أهميةً عن الرجل في الحياة العامّة واليومية، وهي جزءٌ لا يتجزأ من المجتمع، فالمرأة عنصرٌ فعالٌ في الحياة، ويهتم اليوم العالمي للمرأة بالإشارة إلى دورها الكبير، وتسعى الكثير من المنظمات العالمية في هذا اليوم كاليونيسكو، إلى الحفاظ على حقوق الإنسان من خلال المساواة بين المرأة والرجل، وقد أبرمت فيه الكثير من الاتفاقيات التي تؤكد مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة على مرّ تاريخه.

فعاليات يوم المرأة العالمي

يهتمّ العالم بأسره في يوم المرأة العالمي، والذي يتمّ فيه إقامة الكثير من الفعاليات والنشاطات الثقافية والسياسية والحقوقية، وتشارك فيه الكثير من الجمعيات والمنظمات العالمية التي تنادي بحقوق المرأة، وفي هذه الفعاليات يُظهر العالم امتنانه وشكره وتقديره للمرأة وجهودها المبذولة، فتقام المؤتمرات والأمسيات الشعرية، ويتمّ إقامة المآدب الجاهيرية بحضور النساء المثقفات واللواتي يمتلكن إنجازات عالمية كبيرة، ويتمّ تقديم الكثير من الجوائز والهدايا للنساء اللواتي صنعن إنجازًا على المدى القريب، واللواتي وضعن بصمتهن في المجالات العلمية والتربوية والسياسية، والاقتصادية وغير ذلك من مجالات الحياة، كما يتمّ ضمن فعاليات يوم المرأة العالمي إقامة حفلات فنية موسيقية وغنائية ومسرحية، وكلّها تحمل الرسائل الهامة لإبراز مكانة المرأة ودورها الكبير، وتؤكد على ضرورة حصول المرأة على حقوقها المسلوبة في الكثير من المجتمعات.

 الاتحاد النسائي في الممكلة المتحدة

ألوان تدل على يوم المرأة العالمي

إنّ يوم المرأة العالمي يومٌ مميزٌ بامتياز، يومٌ له طابعٌ خاص، فالمرأة هي الرمز الكبير في الحياة التي تشير للحب والخير والحنان والدفء، ولها دور فعال وكبير وواضح في بناء المجتمعات والنهوض بها، وفي اليوم العالمي للمرأة تسود بعض الألوان المميزة، التي تدلّ وتشير إلى المرأة وتعبر عنها، وقد تمّ اختيار هذه الألوان من قبل الاتحاد النسائي في الممكلة المتحدة، وقد تمّ اعتماد هذه  الألوان واختيارها كألوانٍ ترمز ليوم المرأة العالمي، وهي البنفسجي والأخضر، والأبيض، ومن الجدير بالذّكر أنّ كلّ لونٍ من هذه الألوان يدلّ على أمرٍ ما فالبنفسجي يعني العدالة والكرامة، والأخضر يدل على الأمل والأبيض يدل على الصفاء والنقاء.

شعار يوم المرأة العالمي 2022

في كلّ عام يتمّ إطلاق شعار كلامي وشعار صوري ليوم المرأة العالمي، وفي هذا العام سيكون موضوع اليوم العالمي للمرأة هو “كسر التحيز” الذي يعرف أنّه التحامل على أو ضد أو حّتى مع شخص ضد آخر أو مع مجموعة ضد مجموعة، بطريقة غير عادلة ولا منصفة وبغير وجه حق، وسيتمّ فيه التعريف بأنواع التحيز الذي تتعرض له النساء والفتيات حول العالم، كما أنّه سيتمّ الإشارة إلى ضرورة علاجه والقضاء على أسبابه ومعالجته معالجة فعالة، وإيجاد الحلول المنصفة وتعزيز التنوع وتقبل الآخر، وفيما يأتي أيضًا صور شعار يوم المرأة العالمي.

شعار يوم المرأة العالمي 2022

إلى هنا نصل إلى نهاية تقرير عن يوم المرأة العالمي، الذي تناولنا فيه التعريف بهذا اليوم الكبير، وبيان أهمّ فعالياته وأحداثه وأهدافه وتاريخه، فالنساء على مدى السنين الطويلة من الكفاح، أثبتن أنّهن القطب الثاني في المجتمع، وهن عنصرٌ أساسي من هذه الحياة الواسعة، وعليهن كما على الرجال من المسؤوليات، ويحملن الكثير من الأعباء، ولا تكتمل الأدوار إلا بهنّ، ولذلك كان يوم المرأة العالمي الذي نادى بنيل المرأة حقوقها، كما أشار إلى واجباتها التي تقوم بها، وبيّن أنّ المرأة من المهم أن تنال حريّتها ومساواتها مع الرجل، ومن الضروري عدم تقليل شأنها أو تعريضها للاضطهاد.