رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

قمة طارئة لـ"الناتو" لبحث التدخل الروسي في أوكرانيا

نشر

صراع مخيف بين روسيا وأوكرانيا أجبر الآلاف من السكان مغادرة العاصمة كييف، بعدما انطلقت صفارة الإنذار، وأظهرت الصور طوابير السيارات تسد أحد الطرق السريعة مع فرار الناس من المدينة، ويصطف الناس في طابور أمام ماكينات الصرف الآلي لسحب الأموال.                                    

وتشير مواقع التواصل الاجتماعي إلى شعور متزايد بالذعر، حيث قال البعض إنهم يُدفعون إلى الملاجئ والطوابق السفلية.

وأظهرت لقطات تلفزيونية أشخاصا يصلون في الشوارع متجمعين في مجموعات.

جاء ذلك عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس، عن تنفيذ "عملية عسكرية" في إقليم دونباس، شرقي أوكرانيا، الذي يضم منطقتي لوهانسك ودونيتسك.

وحث بوتين الجنود الأوكرانيين في منطقة القتال بشرق أوكرانيا على الاستسلام وإلقاء الأسلحة والعودة إلى ديارهم.

كما حذر أوكرانيا من تحميلها مسؤولية أي إراقة دماء، وقال إن بلاده لا تنوي احتلال جارتها.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن بوتين قد شرع في غزو شامل لبلاده. وشدد على أنها ستدافع عن نفسها. وحض العالم على وقفه.

وقالت وزارة الدفاع في روسيا إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية والدفاع الجوي والقوات الجوية بـ "أسلحة عالية الدقة".

وفي ذات السياق، انطلقت، اليوم الجمعة، قمة طارئة لزعماء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الـ"ناتو"، لبحث التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، إن روسيا أفسدت أجواء السلام في القارة الأوروبية رغم التحذيرات المتوالية منذ أشهر والجهود المبذولة لإيجاد حل دبلوماسي.

وأضاف، في كلمة خلال افتتاح القمة التي تعقد افتراضيا: "روسيا هي المسؤولة الوحيدة عن هذا الاحتلال".

دعا الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ، روسيا لوقف أعمالها العسكرية فورا في الأراضي الأوكرانية، وذلك خلال قمة الحلف لبحث التطورات في أوكرانيا.

وقال ستولتنبيرغ، إن روسيا تتحمل المسؤولية وحدها فيما يحدث الآن داخل أوكرانيا، فقد غزت أوكرانيا بدم بارد، وندعم حق كييف في الدفاع عن نفسها.

كما أعلن حلف شمال الأطلسي اعتزامه نشر قوات إضافية كبيرة في الجزء الشرقي من أوروبا، مع استمرار العملية الروسية العسكرية في الأراضي الأوكرانية.

وأصدر الحلف بيانا عقب قمة عقدت اليوم الجمعة لبحث التطورات في أوكرانيا، إن قرار الرئيس الروسي بمهاجمة أوكرانيا خطأ استراتيجي "مروع"، ولا يجب أن ينخدع أحد بالمبررات الروسية للهجوم على أوكرانيا.

 

وأضاف الحلف أننا نعتزم نشر قوات إضافية كبيرة في الجزء الشرقي من الحلف، وسنفعل كل ما بوسعنا لضمان ردع روسيا على نحو مناسب وقوي. 

 

وفي سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك إن الاتحاد الأوروبي "سيفرض عقوبات قاسية" على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.

وقالت لدى وصولها لحضور اجتماع لوزراء خارجية الدول الـ27 للموافقة على حزمة عقوبات أعلن عنها مساء الخميس "المهم اليوم أن الاتحاد الأوروبي سيعاقب بشدة بوتين ولافروف المسؤولين عن هذا الوضع".

 

وأضافت "بناء على أوامر الرئيس بوتين يموت أشخاص في أوكرانيا منذ يومين، وسنضرب نظام بوتين حيث يجب ضربه، ليس فقط اقتصاديا وماليا ولكن أيضا في صميم سلطته".

 

روسيا تبدأ قصفا جويا

أصدرت القوات المسلحة الأوكرانية بيانًا قالت فيه إن الجيش الروسي بدأ "قصفًا مكثفًا" في شرق البلاد.

وقال البيان إن بوتين شن أيضا ضربات صاروخية على مطار بوريسبيل بالقرب من كييف وعدة مطارات أخرى.

وأضاف أن القوات الجوية الأوكرانية تصد هجوما جويا تشنه روسيا. ونفى البيان تقارير عن وجود قوات مظلات روسية في مدينة أوديسا الساحلية الجنوبية.

 

حفر قناة إمداد مياة من القرم لأوكرانيا

وفي ذات السياق، أمر رئيس جمهورية القرم في روسيا، سيرغي أكسيونوف، لجنة إدارة المياه بإعداد قناة شمال القرم لتلقي المياه من أوكرانيا، وذلك بعد قيام روسيا بغزو شرق أوكرانيا.

 

وكتب أكسيونوف على حسابه في موقع "تلغرام" يقول بهذا الشأن: "يبدو أننا لن نحتاج إلى محطات لتحلية المياه. لقد أعطيت الأمر لإيغور فايل، رئيس لجنة الدولة لإدارة المياه واستصلاح الأراضي في جمهورية القرم، لإعداد قناة شمال القرم لتلقي المياه".

 

يشار إلى أن أوكرانيا كانت تؤمن سابقا ما يصل إلى 85٪ من احتياجات شبه جزيرة القرم من المياه العذبة عبر قناة شمال القرم القادمة من نهر دنيبر، إلا إمدادات المياه عبر هذه القناة توقفت تماما من جانب واحد بعد إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا.

 

وزير دفاع أوكرانيا يدعوا للإنضمام إلى الجيش 

وبدوره، دعا وزير دفاع أوكرانيا أوليكسي ريزنيكوف، الخميس، "أي شخص لديه الاستعداد والقدرة على حمل السلاح"، بالانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية لمواجهة غزو روسيا. فيما أمر الرئيس فولوديمير زيلينسكي قواته بـ"إلحاق حد أقصى من الخسائر" بالقوات الروسية.

 

ونشر قائد القوات المسلحة الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني، منشورا على "فيسبوك"، قال فيه: "القائد الأعلى للقوات المسلحة (الرئيس الأوكراني) أمر بإلحاق حد أقصى من الخسائر بالمهاجم"، مؤكدا أن الجيش "يصد بكرامة" هجمات العدو.

وفي غضون ذلك، قالت الشرطة الأوكرانية إنها ستوزع أسلحة على قدامى المحاربين، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".

 

روسيا تبحث عن ضمانات أمن من الولايات المتحدة والناتو

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن روسيا في الظروف الراهنة تريد ضمانات أمن ملزمة قانونا من الولايات المتحدة والناتو حلف الأطلسي أكثر من أي وقت مضى.

 

وقالت  ماريا زاخاروفا : "لا تكفينا الأحاديث حول الأمن بل نحتاج إلى ضمانات مستدامة وملزمة قانونا من الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، وخاصة في الظروف الراهنة، نظرا لما رأيناه وسمعناه خلال الأشهر الأخيرة".

 

وأضافت أن روسيا لا تخفى عنها جهود الناتو لجر فنلندا والسويد إلى صفوفه، مؤكدة أن موسكو تعتبر حيادية هاتين الدولتين "عاملا هاما من عوامل الأمن".

 

وبينت  ماريا زاخاروفا،  إن الهدف من العملية الروسية في أوكرانيا هو تقديم "النظام العميل والدمية" في كييف إلى العدالة على الجرائم المرتكبة.

وأضافت زاخاروفا، أن "مهمة العملية العسكرية هي محاسبة الشخصيات الحالية (نظام كييف) النظام الدمية. على الجرائم التي ارتكبها خلال هذه السنوات ضد المدنيين، بمن فيهم مواطنو روسيا".

 

ولفتت زاخاروفا إلى أن الحكومة الدمية في أوكرانيا محرومة من أي سيادة، قائلة: "الحكومة الحالية ونظام كييف وهؤلاء الأشخاص الدمى الذين نصبوا أنفسهم حكاما على هذه الأرض، ينتقصون من كرامة الناس ويسخرون منهم. لذا، فهم محرومون من أي سيادة".

 

ووفقا لها، فإن الشيء الوحيد الذي يمكن للسلطات الأوكرانية الحالية فعله هو استخدام التعليمات الواردة من المحيط. 

 

وأضافت، "نتمنى أن يتحرر الشعب الأوكراني من اضطهاد الحكومة القومية (المتطرفة)، التي تستغل البلاد لصالح اللاعبين الأجانب، وتبدأ في عيش حياة كاملة ذات سيادة، تحترم حقوق وحريات ومصالح جميع أفرادها. مواطنين بلا انقسام على أسس وطنية أو لغوية أو دينية".

 

 روسيا تستولى على الأسلحة التي قدمها الناتو وأمريكا إلى أوكرانيا

كما قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها استولت على عدد كبير من الأسلحة التي قدمتها الناتو وأمريكا إلى أوكرانيا، بينها أنظمة صواريخ "جافلين" الأمريكية المضادة للدبابات و "نلاو" البريطانية.

 

وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية، بحسب وكالة "سبوتنيك"، مساء الجمعة، إنّ "القوات الروسية عطلت 211 منشأة عسكرية للبنية التحتية العسكرية لأوكرانيا ، بما في ذلك 17 موقع قيادة ومركز اتصالات و19 أنظمة دفاع جوي من طراز إس-300 و Osa و 39 محطة رادار".

 

وأضافت وزارة الدفاع الروسية أنه تم إسقاط عدد كبير مم الأسلحة ست طائرات مقاتلة وطائرة هليكوبتر وخمس طائرات بدون طيار و 67 دبابة ومدرعات قتالية أخرى و 16 صاروخ إطلاق متعدد الصواريخ.

 

مجلس أوروبا "يعلق" عضوية روسيا

وقرر مجلس أوروبا أيضا، مساء اليوم الجمعة "تعليق" أي مشاركة روسية في أبرز هيئات المنظمة الأوروبية "بمفعول فوري" ردا على "الهجوم المسلح" على أوكرانيا.

 

وقال المجلس في بيان، إن هذا القرار لا يشمل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الذراع القانونية لمجلس أوروبا، التي ستواصل تقديم حمايتها للمواطنين الروس.

 

وذكر وزير الخارجية الإيطالي لويجو دي مايو، اليوم الجمعة، أن عضوية روسيا في مجلس أوروبا أُسقطت بعد "غزوها" لأوكرانيا. 

 

كما أيدت فرنسا استبعاد روسيا من نظام "سويفت" للتحويلات المالية.

ومن جانبها، قررت الولايات المتحدة اليوم الجمعة، فرض عقوبات على الرئيس الروسي إعتراضا على غزو روسيا لأوكرانيا.