رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ماكرون لـ”بوتين”: الوضع في شرق أوروبا “مُقلق” وبات “معقدا”

نشر
الرئيس الفرنسي ونظيره
الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي

أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، أن “العديد من القضايا تراكمت التي يجب مناقشتها بشكل مباشر” وذلك في مستهل اجتماعه بنظيره الفرنسي.

 

ويأتي اجتماع بوتين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين، في موسكو في إطار مساعي باريس لخفض التوتر بسبب الأزمة الأوكرانية.

 

وذكر بوتين، خلال الاجتماع، “أرى مقدار الجهد الذي يبذله ماكرون لحل الأزمة الأوكرانية الداخلية والمشاكل الأمنية الأخرى”.

 

وأضاف بوتين: “لدينا مخاوف أمنية مشتركة وأود أن أشكر باريس على مشاركتها في حل هذه المشكلة”.

 

بدوره، أعرب الرئيس الفرنسي في مستهل اجتماعه في موسكو ، عن أمله في أن تساهم مباحثاتهما في “تخفيف حدّة التوتر” على الحدود بين روسيا وأوكرنيا التي يخشى الغرب تعرّضها لغزو روسي.

 

وبدأ الاجتماع بين بوتين وضيفه قرابة الساعة بحسب مشاهد بثّها التلفزيون الروسي وبد خلالها الرئيسان جالسين أمام مائدة بيضاء طويلة جداً في الكرملين.

ووصل الرئيس ماكرون الإثنين إلى موسكو حيث التقى نظيره الروسي في بداية أسبوع من المساعي الدبلوماسية المكثفة بهدف حلحلة الأزمة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا.

 

وتحشد روسيا عشرات آلاف الجنود على الحدود مع أوكرانيا، مثيرة مخاوف من اجتياح جديد لهذا البلد، فيما تطالب موسكو لخفض التوتر بضمانات أمنية تقضي بعدم توسيع الحلف الأطلسي شرقا وانسحابه من محيطها.

 

وسيكون ماكرون أول مسؤول غربي من الصف الأول يلتقي بوتين منذ تصاعد التوتر في ديسمبر الماضي، على أن يلتقي الثلاثاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

 

واعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاجتماع بين الرئيسين الفرنسي والروسي “مهم جدا” ذاكرا أن “ماكرون قال لبوتين إنه يأتي حاملا أفكارا من أجل خيارات محتملة لتحقيق انفراج في التوتر في أوروبا”.

 

وقال ماكرون للصحفيين في الطائرة التي كانت تقله إلى موسكو إنه ينظر إلى الأمور بـ”واقعية وتصميم”، معتبرا هو أيضا أنه ليس هناك حلّ على المدى القريب.

 

ويرفض الغربيون المطالب الروسية، مقترحين في المقابل إجراء محادثات حول مخاوف موسكو، والقيام بخطوات لبناء الثقة مثل زيارات متبادلة لمواقع عسكرية أو تدابير لنزع السلاح، وهي اقتراحات يعتبرها الروس “إيجابية” لكنها “ثانوية”.

 

في المقابل، حدّدت أوكرانيا خطوطها الحمر وهي بحسب وزير خارجيتها دميترو كوليبا “لا تنازلات على وحدة وسلامة أراضينا” و”انسحاب دائم للقوات الروسية من الحدود الأوكرانية والمناطق المحتلة”.

 

واجتاحت روسيا أوكرانيا عام 2014 وضمت شبه جزيرة القرم، ردا على ثورة موالية للغرب في كييف، ورد الغرب بفرض عقوبات لم يكن لها حتى الآن أي تأثير على سياسة الكرملين.

 

ويخوض انفصاليون موالون لروسيا ومدعومون منها حربا منذ 2014 ضد الجيش الأوكراني في شرق البلاد.

 

وسمحت اتفاقات سلام تم التفاوض عليها بوساطة ألمانية فرنسية بتجميد المعارك على الجبهة، لكن التسوية السياسية للنزاع في طريق مسدود، وسيسعى ماكرون لتحريك هذه الآلية.

 

وسعيا لتنسيق الموقف الغربي، أجرى ماكرون خلال عطلة نهاية الأسبوع محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ وقادة دول البلطيق الثلاث، الرئيس الليتواني جيتانا نوسيدا ورئيسي وزراء لاتفيا كريسيانيس كارينز وإستونيا كاجا كالاس.