رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مأساة المهاجرين غير الشرعين على شواطئ تونس وليبيا.. أحلام زائفة تنذر بالخطر

نشر
الأمصار

مهاجرون غير شرعيين من مصر وتونس وساحل العاج وسوريا ومن بنجلادش ونيجيريا ومالي وإثيوبيا، يجمعهم قارب واحد في محاولة للهرب إلى أوروبا بحثًا عن أحلامهم الزائفة.

حادثتان اليوم الأحد من بلدين تونس وليبيا تكشف أن الوضع بات خطيرًا، فتلك الظاهرة أصبحت عبئًا على بلاد البحر المتوسط، ذلك بالإضافة إلى المخاطر التي يواجهها المهاجرون أنفسهم.

مهاجرون ليبيا

ذكر المكتب الإعلامي للبحرية الليبية اليوم الأحد أن زورقا لحرس السواحل الليبي تمكن من إنقاذ 200 ومهاجر من جنسيات أفريقية كانوا في طريقهم نحو الشواطئ الأوروبية على متن قارب مطاطي.

وأوضح المكتب أنه فور الانتهاء من عملية الإنقاذ تم إنزال المهاجرين في نقطة قاعدة طرابلس البحرية، ونقلهم إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية لتقديم المساعدات الإنسانية والعلاجية لهم.

وقال متحدث باسم رئاسة أركان القوات البحرية – في بيان أوردته بوابة الوسط الليبية – إن عملية الإنقاذ تأتي في إطار “الجهود الإنسانية والمهام السيادية لحماية السواحل الليبية” وتقديم خدمات البحث والإنقاذ في منطقة المسؤولية الليبية، وإنقاذ حياة المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر، موضحا أن زورق الدورية التابع لحرس السواحل الليبية تمكن صباح اليوم من إنقاذ 201 مهاجر من الجنسيات الأفريقية، كانوا في طريقهم نحو الشواطئ الأوروبية على متن قارب مطاطي.

وأوضح أنه تم تحريك الزورق “فزان” فور تلقيه نداء استغاثة، بعد تجهيزه بالإمكانات اللازمة لعملية الإنقاذ والانتشال، مضيفا أنه فور إتمام عملية الإنقاذ تم إنزال المهاجرين في نقطة إنزال قاعدة طرابلس البحرية، ونقلهم جميعًا إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وفى وقت سابق من اليوم، أعلنت رئاسة أركان القوات البحرية الليبية، إنقاذ 33 مهاجرًا غير شرعي من الجنسيات الأفريقية، بالبحر المتوسط، أمس السبت، كانوا في طريقهم إلى الشواطئ الأوروبية على متن قارب مطاطي.

مهاجرون تونس

أنقذت البحرية التونسية الأحد 178 مهاجراً ونقلت جثتين في ثلاث عمليات إنقاذ منفصلة قبالة السواحل الجنوبية، على ما أفادت وزارة الدفاع التونسية، وأعمار المهاجرين تراوح بين 15 و47 عاماً، وبينهم أربع نساء.

وأوضحت الوزارة في بيان أنه “تم في العملية الأولى نقل 102 مهاجر وجثتين على متن جرّار تابع لمصطبة بترولية بعد غرق مركبهم بالقرب من تاقرماس (جنوب)”.

وحذر الهلال الأحمر التونسي من أن مراكز الاستقبال في جنوب تونس باتت مكتظة.
ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد سُجّلت 11 ألف عملية مغادرة من ليبيا بين كانون الثاني/يناير ونيسان/إبريل 2021، بزيادة قدرها 73% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ويعود ذلك خصوصاً إلى “تدهور” وضع الأجانب في هذا البلد الذي يحاول تجاوز عقد من النزاعات.

وأحصت الأمم المتحدة مصرع ما لا يقل عن 760 شخصاً في البحر المتوسط بين الأول من كانون الثاني/يناير و31 أيار/مايو 2021، و1400 العام 2020.

المهاجرون بين ليبيا وتونس

وأُنقذ في العملية الثانية 15 مهاجراً كلهم من بنجلادش تعرض المركب الذي كان يقلهم إلى “تسرب مياه بالقرب من منطقة الكتف” قبالة سواحل مدينة بن قردان (جنوب)، وتراوح أعمارهم بين 21 و40 عاماً.
وتمت العملية الثالثة كذلك قبالة سواحل بن قردان وشملت إنقاذ 61 مهاجراً من مصر والمغرب والصومال وإريتريا وبنجلادش والسودان وموريتانيا وإثيوبيا واليمن، وتراوح أعمارهم بين 17 و51 عاماً.

وانطلق جميع هؤلاء المهاجرين من مدينة زوارة الليبية ليل الجمعة-السبت بنية اجتياز الحدود البحرية خلسة باتجاه أوروبا، وفقاً لوزارة الدفاع.

ويوم الخميس، أنقذت تونس 267 مهاجراً معظمهم من بنجلادش كانوا يحاولون عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا انطلاقاً من ليبيا، على ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة.

وبحسب بيانات للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، بلغ عدد الوفيات في البحر المتوسط هذا العام أكثر من 770 حالة.

ولقي أكثر من 120 مهاجراً حتفهم في الأسابيع القليلة الماضية في حوادث مماثلة قبالة ساحل تونس، حيث ساعد تحسن الأحوال الجوية على زيادة عدد الرحلات من تونس وليبيا صوب إيطاليا بغية الوصول إلى أوروبا.

مراكز الإيواء

تشهد السواحل الجنوبية لتونس والسواحل الليبية القريبة حوادث غرق متكررة لقوارب الهجرة في طريقها إلى السواحل الإيطالية تسببت في فقدان العشرات من المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء ودول آسيوية بالخصوص.

إن مراكز إيواء المهاجرين واللاجئين في الجهة فاقت طاقة استيعابها القصوى، وتشهد اكتظاظًا غير مسبوق، وذلك في ظل تدفق مراكب الهجرة غير الشرعية، وتواتر حوادث الغرق في السواحل الجنوبية.

ويذكر أنه قبل أسبوعين، استقبل مركز إيواء طريق السكة في طرابلس 274 مهاجرًا غير شرعيين يحملون جنسيات أفريقية مختلفة.

وسلم جهاز البحث الجنائي التابع لمديرية أمن الزاوية المهاجرين إلى المركز، بعدما كانوا في طريقهم للهجرة إلى الشواطئ الأوروبية، حسب بيان ‏جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، فرع طرابلس، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أمس الأحد.