جاء ذلك في مقال للوزيرة الكندية نشرته مجلة (ديفينس نيوز) الأمريكية، ضمن ملف موسع للتوقعات العسكرية والأمنية لعام 2022، استقطب أكثر من 26 شخصية بارزة من الدول الغربية والحليفة من بينهم وزراء دفاع، وقادة عسكريون، وباحثون وخبراء استراتيجيون بارزون، ومديرو شركات دفاعية وتكنولوجية كبرى.

وقالت الوزيرة أنيتا أناند – في مقالها – “لقد أدرك المواطنون والحكومات في أرجاء العالم، من بينها كندا، أهمية أن يكون لديهم جيش احترافي حديث وقوي، وهذا ما كشفته الأحداث المتعاقبة خلال الأعوام القليلة الماضية. وباعتباري وزيرة الدفاع الوطني الجديدة لكندا، سأواصل العمل بدأب للتأكيد على بقاء القوات المسلحة لبلادنا قوية ومتأهبة ويقظة وقادرة على مواجهة أي تحديات داخل الوطن أو خارجة.

وأضافت “هنا في كندا، حمل العامان الماضيان مهاما جديدة ومتزايدة للقوات المسلحة الكندية، فمن خلال (العملية فيكتور)، قامت القوات المسلحة بالمساعدة بتوزيع وإدارة عمليات تقديم لقاحات وباء “كوفيد-19” في أنحاء البلاد.

وأشارت إلى أن القوات المسلحة الكندية ساعدت في جهود التخفيف من آثار الجائحة في أكثر من 100 تجمع للسكان الأصلييين في أنحاء متفرقة من البلاد، من بينها إدارة عمليات تقديم اللقاحات في 40 تجمعًا نائيًا من مجتمعات الشمال الكندي. وفي ظل “العملية ليزر” قدمت القوات المسلحة الكندية خدمات إنقاذ صحي في 54 مرفقاً للعناية الصحية طويلة المدى في إقليمي كيبيك وأونتاريو. وتمكنت من خلال “العملية جلوب” من نقل الإمدادات الإنسانية والطبية إلى شركائنا الدوليين، نيابة عن “برنامج الغذاء العالمي” و”منظمة الصحة العالمية”، للوفاء بتعهدات كندا لتقديم العون والمساعدة للمحتاجين لهما.

وتابعت: لم يكن وباء كوفيد-19 الأزمة الوحيدة التي تواجه كندا، فحكومتنا تدرك أن التغير المناخي وأحوال الطقس المتقلبة تمثل تهديدًا حقيقيًا لأمن دولتنا. وعلى الدوام، يُستدعى جيشنا لتقديم الدعم الطارئ والحرج للمجتمعات حال حدوث كوارث طبيعية كالفيضانات، والعواصف الثلجية، وحرائق الغابات. من يناير 2020، استجابت القوات المسلحة لـ11 استدعاء لتقديم المساعدة أثناء حالات طوارئ كارثية في نيوفاوندلاند، ولابرادور، وأونتاريو، ومانيتوبا، وكولومبيا البريطانية، ونورثويست تيريوتريز، ونونافوت، ويوكون.

وأكد تعاطي كندا مع التغيرات المناخية، بصورة جادة وصارمة، مشيرة إلى إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، عن مقترح كندا لاستضافة مركز جديد لحلف الناتو للإبداع من أجل المناخ والأمن”، معتبرة أن هذا المركز سيسهم في تقديم موقع مركزي لحلفاء الناتو يزودهم بالمعرفة، ولتطوير أساليب الاستجابة والتدخل، والاستعداد من أجل مواجهة تهديدات التغير المناخي.

وأضافت أن الظروف التي تواجهها كندا وحلفاؤها حول العالم ليست هينة، حيث تلعب القوات المسلحة الكندية في ظل تلك البيئة، دورًا حيويًا للدفاع عن الحرية والأمن والنظام الدولي القائم على القانون في أرجاء العالم.

وأفادت أن القوات المسلحة الكندية دعمت حلف (الناتو) – عبر عملية (الأمان) – في إحلال الأمن والردع في وسط أوروبا وشرقها، وقادت القوات المتعددة الجنسيات في لاتيفيا. كما كان الجيش الكندي مشاركًا رئيسيًا في عملية “جروب وان” البحرية التابعة لـ”الناتو”، والتي تترأسها كندا حاليا، كما شاركت أيضا في مهام المراقبة الجوية المعززة في رومانيا. وعلى صعيد المشاركات خارج “الناتو”، دعمت عضويتنا الأمن والاستقرار في أوروبا منذ عام 2015 في إطار “عملية يونيفير” في أوكرانيا.

ولفتت إلى أن الجيش الكندي ساعد – من خلال عملية (الأثر) – في مهام تدريب وزيادة قدرات في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها مهمة الناتو في العراق، كما ساعد في إحلال السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا، من خلال العمل مع الحلفاء لمراقبة الأنشطة البحرية لانتهاك العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، في إطار (العملية نيون)، إضافة إلى العمل تحت قيادة الأمم المتحدة في شبه الجزيرة الكورية. وعملت السفن الحربية الكندية بالتعاون مع حلفائها وشركائها في إطار “عملية التخطيط”، لإقرار احترام النظام الدولي القائم على القانون في منطقة الإندو-باسيفيك (المحيطان الهندي والهادي).

وذكرت أنه “في الوقت الذي تُستدعى فيه قواتنا لتأدية مهام جديدة، ألتزم أنا والحكومة جميعا بالتأكيد على أن القوات مزودة بما تحتاجه من عتاد اللازم، والتدريب، والدعم الكافي. تدعم حكومتنا بشكل كامل سياسة دفاعية “قوية، وآمنة، وقادرة”، وزادت كندا من استثماراتها الدفاعية بنسبة 70%- للتأكيد على أن لدينا قوات مسلحة حديثة ومتطورة في الوقت الراهن وفي السنوات القادمة. ويشمل هذا الالتزام بالاستثمار في أمن قارة أميركا الشمالية”.

وأوضحت الوزيرة الكندية أن حكومة بلادها وضعت – في أحدث موازنة لها – أسس العمل لتحديث قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأمريكا الشمالية من خلال الاستثمار في رصد المواقع، وتحديث منظومات القيادة والسيطرة، البحوث والتطوير، وقدرات على ردع ودحر التهديدات الجوية الفضائية المتزايدة.

وفي سبيل تأسيس قارة أمريكا الشمالية أكثر أمنا وتعزيز النظام الدولي القائم على القانون في أرجاء العالم، قالت الوزيرة إن كندا بقيت شريكا قويا لأكثر الحلفاء أهمية؛ الجار والصديق الأميركي.

وفي ضوء التحديات واسعة النطاق في الداخل والخارج، تعهدت وزيرة الدفاع الكندية بمواصلة التأكيد على بقاء القوات المسلحة متأهبة ويقظة وقادرة على دعم الكنديين والحلفاء والشركاء الدوليين وقتما وأينما يطلبون الدعم منّا والمساندة.