رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

استقالة حمدوك متأرجحة مابين القبول والرفض

نشر
رئيس الوزراء السوداني/
رئيس الوزراء السوداني/ عبد الله حمدوك

اتجهت الأنظار مجدداً نحو السودان، مع ورود أنباء تؤكد عزم رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على الاستقالة خلال الساعات المقبلة، ما يعيد خلط الأوراق في الأزمة المستمرة بين العسكريين والمدنيين.

وبعد تداول الأنباء عن اعتزام رئيس الوزراء السوداني الاستقالة من منصبه، ثارت علامات استفهام عِدة وسط تضارب حول جديّة وجدوى تلك “الاستقالة” التي لم ينفها أو يؤكدها عبدالله حمدوك حتى اللحظة.

وبالتزامن مع احتجاجات الأحد، الرافضة للحكم العسكري، والاتفاق الموقع بين حمدوك وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أعلن حمدوك تعثر الاتفاق الموقع مع البرهان وجميع المبادرات التي طرحها خلال الفترة الأخيرة.

وبعد توقيعه على الاتفاق مع البرهان، تعرض حمدوك لضغوط كبيرة من الشارع السوداني، الذي خرج في عدة مسيرات احتجاجية كان أضخمها تلك التي وصلت إلى محيط القصر الرئاسي الأحد الماضي، لكنها تعرضت لقمع مفرط من قبل الأجهزة الأمنية، مما أثار انتقادات دولية ومحلية واسعة.

وكان أُعيد حمدوك إلى منصبه في 21 نوفمبر، بموجب اتفاق سياسي وُصف بالتاريخي مع رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان. ويقضي الاتفاق من بين جُملة بنود بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في البلاد، والإسراع في تشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي.

ومنذ إعلان البرهان في 25 أكتوبر الماضي حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء، يشهد السودان اضطرابات سياسية وحركة احتجاجات كبيرة أدت إلى مقتل 48 متظاهرا.

مصادر تؤكد استقالة حمدوك

فتيل تسريبات نية الاستقالة من “رويترز” مساء الثلاثاء؛ حيث نقلت عن مصدرين وصفتهما بالمُقربين دون تسميتهما إن حمدوك “أبلغ مجموعة من الشخصيات القومية والمفكرين اجتمعت معه بأنه يعتزم التقدم باستقالته من منصبه”.

وأضاف المصدران “المُجهّلان” لرويترز، أن “المجموعة دعت حمدوك للعدول عن قراره”، لكنه أكد “إصراره على اتخاذ هذه الخطوة خلال الساعات القادمة”.

وسرعان ما تناقلت بل وأكدّت وسائل إعلام عربية وعالمية “نية حمدوك الاستقالة”، وسط تجاهل من الإعلام السوداني والسلطات الرسمية، ما أحدث حالة من الإرباك في الأوساط السياسية والإعلامية بالسودان.

ونقلت “سكاي نيوز عربية” عن مصدرين لم تُسمهما، إن “خلافًا دب بين حمدوك والمكون العسكري في مجلس السيادة حول قرار رئيس الوزراء الأخير والخاص بإعادة لقمان أحمد، لمنصب مدير هيئة التلفزيون السوداني بعد استبعاده خلال الفترة الماضية”.