مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الولايات المتحدة تعد الدول الآسيوية ببنية تحتية أفضل لمواجهة الصين

نشر
بلينكن
بلينكن

تعهدت الولايات المتحدة اليوم بتأسيس بنية تحتية ذات جودة عالية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لمواجهة مشروعات الصين العالمية لبناء الطرق ومحطات الطاقة والسكك الحديدية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، في خطاب ألقاه بجامعة إندونيسيا أثناء زيارة إلى البلاد تستغرق يومين، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية، إن دول المنطقة اضطرت إلى قبول صفقات وصفها بالـ “سيئة” لتلبية احتياجاتها من البنية التحتية، في إشارة إلى “مبادرة الحزام والطريق” الصينية.

الولايات المتحدة
بلينكن

وأضاف: “سنعمل مع دول المنطقة لتقديم بنية تحتية عالية الجودة وعالية المعايير، يستحقها المواطنون”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة وأستراليا واليابان أبرمت هذا الأسبوع صفقة مع ولايات ميكرونيسيا المتحدة، وهي دولة جزيرة في المحيط الهادئ، لمد كابل جديد تحت سطح البحر، لتحسين الاتصال بالإنترنت.

وكان قبل ذلك عقد الإجتماع المرتقب بين كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظرائهم الصينيين أول فرصة يلتقي فيها الجانبان وجها لوجه من أجل تقييم مسار العلاقات بين القوتين العظميين الأكثر أهمية ونفوذا في العالم.

فمن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان مع كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيشي ووزير الخارجية وانغ يي في ولاية ألاسكا الأمريكية.

وليست لدى الجانب الأمريكي أي أوهام بشأن النتائج التي قد يتمخض عنها اللقاء، فقد أكد وزير الخارجية بلينكن قبيل الاجتماع أن اللقاء ليس “حوارا إستراتيجيا”، و”ما من نية في الوقت الحاضر لإجراء سلسلة من الإتصالات الأخرى”.

وقال بلينكن “فتلك الإتصالات، إذا جرت فعلًا، يجب أن تكون مبنية على اقتناعنا بأننا نرى تقدما ملموسًا ونتائج حقيقية بشأن القضايا التي تثير قلقنا حول الصين”.

ومما لا شك فيه أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة هي الأسوأ منذ عدة سنوات، ويبدو أنها تتجه نحو المزيد من التدهور. فقبل تعيينه في منصبه الحالي، شارك سوليفان مع كبير مستشاري بايدن للشؤون الآسيوية كورت كامبيل في كتابة مقال نشرته مجلة (فورين أفيرز) قالا فيه بصراحة ووضوح إن “حقبة التواصل مع الصين وصلت إلى نهايتها”.

الولايات المتحدة
الولايات المتحدة والصين

وأصبح من المألوف وصف العلاقة بين الصين والولايات المتحدة بأنها “حرب باردة” جديدة، وذلك في إشارة إلى المواجهة التي دامت لجيل كامل بين الأخيرة والاتحاد السوفيتي والتي ألقت بظلال قاتمة على موسكو في النصف الثاني من القرن العشرين.

لا تخلو طريقة توصيف العلاقة بين بكين وواشنطن من أهمية، فهي تساعد في صياغة نوع الأسئلة التي نطرحها والردود التي نستلمها، كما تحدد أطر الخيارات المتعلقة بالسياسات. فنظرتنا إلى هذا الموضوع قد تقودنا للسير في طرق معينة وربما تغلق في وجهنا طرقا أخرى.

أصطلح على القول إن المقارنات التاريخية تعدّ من الأدوات المفيدة في توضيح الخيارات والسياقات والمعضلات، ولكن ثمة من يجادل بأن هذه المقارنات قد تؤدي إلى نتائج عكسية، فالتاريخ لا يعيد نفسه بهذه الطريقة وقد تتغلب الخلافات على أوجه التشابه.

وكما نصّت وثيقة إستراتيجية السياسات الخارجية المؤقتة لإدارة بايدن التي نشرت في وقت سابق من الشهر الحالي، فأن “الصين تمثل أكبر نفوذا وأكثر إثباتا لوجودها هي المنافسة الوحيدة التي لديها القدرة على حشد قدراتها الإقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتقنية لتحدي النظام العالمي المستقر والمنفتح بشكل دائم”.

وأصبحت الترنيمة التي تسمع في زوايا البيت الأبيض في عهد بايدن تقول إنه ينبغي مواجهة الصين إن كان ذلك ضروريا والتعاون معها إن كان التعاون ممكنا.

وتتخذ الصين من ناحيتها موقفا مشابها، فهي تعبر عن رغبتها في تأسيس علاقات بناءة بينما تصرّ في الوقت ذاته على إعلاء مصالحها الخاصة، مثل قمع الحركة المطالبة “بالديمقراطية” في هونغ كونغ ومعاملتها القاسية لأقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ (والتي وصفها بلينكن بالإبادة الجماعية).

ولا تدع بكين أي فرصة تمر دون أن تؤكد على مثالب النظام الأمريكي، فقد استغلت الطريقة الكارثية التي تعاملت بها إدارة دونالد ترامب مع وباء كوفيد-19 وأعمال الشغب التي تكللت باقتحام مؤيدين لترامب لمقر الكونغرس الأمريكي لتثبت بأن نموذجها الاجتماعي والاقتصادي هو المتفوق.

ولذا يمكن القول بلغة سطحية إن وصف العلاقة بين القوتين الكبريين “بالحرب الباردة يبدو مناسبًا.