أعرب النائب الأول للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية تومي بيغوت عن “قلق بالغ” إزاء خطاب قيادة الجيش السوداني الذي يركز على الحلول العسكرية للأزمة ويضع شروطاً مسبقة لأي هدنة.
وفي منشور على منصة “إكس” يوم الثلاثاء 30 ديسمبر، دعا بيغوت القادة العسكريين إلى “السعي نحو السلام لا استمرار الصراع”، مؤكداً أن تحقيق سلام دائم يتطلب ترتيبات تفاوضية تحد من العنف، وتتيح وصول المساعدات الإنسانية، وتمهد لوقف إطلاق نار شامل وحوار مدني واسع.وجاءت هذه التصريحات رداً على ما أعلنه رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان من تركيا يوم الأحد 28 ديسمبر، حيث شدد على أن الأزمة لا تُحل إلا عبر “الحوار السوداني‑السوداني”، مؤكداً أن الحرب ستستمر حتى تضع قوات الدعم السريع سلاحها وتنسحب من الأعيان المدنية.
البرهان أوضح أن العمليات العسكرية تُتابع لحظة بلحظة، وأن العمل السياسي يبدأ بعد انتهاء العمليات، فيما تواصل الحكومة السودانية الدعوة إلى انسحاب الدعم السريع وتجميع قواته في معسكرات محددة تحت رقابة دولية، ضمن خارطة طريق تقود إلى حوار سوداني وفترة انتقالية تليها انتخابات.
قُتل 44 شخصًا على الأقل في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان في دولة السودان، جراء هجوم مسلح نُسب إلى قوات الدعم السريع السودانية، في أحدث موجة عنف تشهدها الولاية التي تعاني منذ أشهر من تصاعد خطير في وتيرة الاشتباكات المسلحة، وسط أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في الخدمات الأساسية.
وأفادت مصادر محلية وإعلامية بأن الهجوم استهدف أحياء سكنية في مدينة الدلنج، وأسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى وقوع إصابات متفاوتة الخطورة، نُقل المصابون على إثرها إلى مرافق صحية تعاني أصلًا من ضعف الإمكانات وقلة الكوادر الطبية.
وبحسب شهود عيان من سكان المدينة، فإن إطلاق النار كان كثيفًا وعشوائيًا، ما تسبب في حالة من الذعر بين الأهالي، ودفع العديد من الأسر إلى النزوح المؤقت من منازلها بحثًا عن مناطق أكثر أمانًا، في ظل غياب أي ضمانات لوقف الهجمات أو حماية المدنيين. وأشار الشهود إلى أن أصوات الاشتباكات استمرت لساعات، ما صعّب عمليات إسعاف الجرحى وانتشال الضحايا.