حوض النيل

44 قتيلاً في الدلنج بجنوب كردفان بنيران الدعم السريع

الأربعاء 31 ديسمبر 2025 - 12:30 م
هايدي سيد
الأمصار

قُتل 44 شخصًا على الأقل في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان في دولة السودان، جراء هجوم مسلح نُسب إلى قوات الدعم السريع السودانية، في أحدث موجة عنف تشهدها الولاية التي تعاني منذ أشهر من تصاعد خطير في وتيرة الاشتباكات المسلحة، وسط أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في الخدمات الأساسية.


وأفادت مصادر محلية وإعلامية بأن الهجوم استهدف أحياء سكنية في مدينة الدلنج، وأسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى وقوع إصابات متفاوتة الخطورة، نُقل المصابون على إثرها إلى مرافق صحية تعاني أصلًا من ضعف الإمكانات وقلة الكوادر الطبية.
وبحسب شهود عيان من سكان المدينة، فإن إطلاق النار كان كثيفًا وعشوائيًا، ما تسبب في حالة من الذعر بين الأهالي، ودفع العديد من الأسر إلى النزوح المؤقت من منازلها بحثًا عن مناطق أكثر أمانًا، في ظل غياب أي ضمانات لوقف الهجمات أو حماية المدنيين. وأشار الشهود إلى أن أصوات الاشتباكات استمرت لساعات، ما صعّب عمليات إسعاف الجرحى وانتشال الضحايا.
وتُعد مدينة الدلنج من المدن الرئيسية في ولاية جنوب كردفان السودانية، وقد تحولت خلال الفترة الأخيرة إلى ساحة مواجهات متكررة بين أطراف الصراع، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على حياة السكان، مع تعطل الأسواق، وإغلاق المدارس، وتراجع النشاط الاقتصادي، فضلًا عن نقص المواد الغذائية والوقود.
من جانبها، حذرت مصادر إنسانية من تفاقم الوضع الإنساني في جنوب كردفان، مشيرة إلى أن استمرار الهجمات المسلحة يزيد من أعداد النازحين داخليًا، ويضغط على المجتمعات المستضيفة التي تعاني بدورها من شح الموارد. كما أكدت أن المرافق الصحية في المنطقة غير قادرة على التعامل مع هذا العدد من الضحايا، في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.


وفي سياق متصل، دعت جهات حقوقية سودانية ودولية إلى فتح تحقيق مستقل في أحداث الدلنج، ومحاسبة المسؤولين عن استهداف المدنيين، مطالبة جميع الأطراف المسلحة في السودان بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وتجنب تعريض المدنيين للخطر، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
ويأتي هذا الهجوم في وقت يشهد فيه السودان تصاعدًا مقلقًا في أعمال العنف، لا سيما في إقليمي دارفور وكردفان، حيث أسفرت المواجهات المتكررة عن سقوط آلاف القتلى وتشريد ملايين المدنيين، وفق تقارير أممية. كما تسببت الحرب في انهيار واسع للبنية التحتية، وتراجع الخدمات الأساسية، وارتفاع معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
ويرى مراقبون أن ما جرى في الدلنج يعكس خطورة استمرار النزاع دون أفق سياسي واضح، مؤكدين أن الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من الضحايا والدمار، وأن الحاجة باتت ملحّة لإطلاق مسار سياسي شامل يضع حدًا للعنف ويعيد الاستقرار إلى ولايات السودان المتضررة.
وطالب سكان محليون في جنوب كردفان الحكومة السودانية والمجتمع الدولي بتوفير حماية عاجلة للمدنيين، واتخاذ خطوات جادة لوقف إطلاق النار، ومنع تكرار مثل هذه الهجمات، مؤكدين أن استمرار الصمت إزاء ما يحدث ينذر بكارثة إنسانية أوسع نطاقًا في الإقليم.