وسط تصاعد الضغوط الدولية والأحداث على الأرض، يُظهر زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي»، استعداده للحوار مع الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، تحت أي ظرف، في محاولة لفتح قنوات تفاهم قد تخفف من التوترات القائمة بين موسكو وكييف.
وفي التفاصيل، أفادت قناة «أوبشتشيستفينويه» (الاجتماعي) التلفزيونية الأوكرانية، اليوم الأربعاء، بأن «زيلينسكي أعرب عن استعداده للقاء الرئيس بوتين «بأي شكل من الأشكال».
قالت القناة الأوكرانية: «زيلينسكي يُعلن استعداده لأي شكل من أشكال الاجتماع مع بوتين».
وفي وقت سابق، أعلنت «الإدارة الأمريكية»، عن وضع خطة لتسوية النزاع الأوكراني، مُشيرة إلى أنها لن تُناقش تفاصيلها في الوقت الراهن، نظرًا لأن العمل لا يزال جاريًا في مجال صياغتها. وأكّد «الكرملين»، أن روسيا «لا تزال منفتحة على المفاوضات وملتزمة بمحادثات أنكوريج».
كان الرئيس بوتين قد صرّح في وقت سابق، بأنه إذا كان «زيلينسكي» مُستعدًا للاجتماع، فعليه أن يأتي إلى موسكو. ورفض زعيم نظام كييف هذا العرض.
وتظلّ الأنظار مُتجهة نحو «موسكو» لمعرفة موقف «بوتين» من استعداد «زيلينسكي» للحوار تحت أي ظرف.
بين ضغوط الملفات المفتوحة وكواليس اللقاءات المغلقة، غادر زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي»، واشنطن، لكن تداعيات الزيارة لم تتوقف عند حدود السياسة، إذ طغت أنباء صحية مُفاجئة على المشهد بعد لقائه بالرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب».
وفي التفاصيل، أفاد موقع «NewsLIVE» الإخباري الأوكراني، بأن «زيلينسكي» أُصيب بوعكة صحية بعد زيارته الأخيرة للولايات المتحدة حيث تقابل مع الرئيس «ترامب».
نشر الموقع يوم الثلاثاء، تسجيلًا صوتيًا لحديث لـ«زيلينسكي» مع الصحفيين. وأثناء إجابته عن أحد الأسئلة، تعرّض لـ«نوبة سعال».
وقال زيلينسكي بعد ذلك: «أرجو المعذرة أُصبت بنزلة برد».
وفي 28 ديسمبر، التقى ترامب بزيلينسكي في مقر إقامته مارالاغو في فلوريدا. وعقب محادثاتهما الثنائية، أجريا محادثة هاتفية مع قادة أوروبيين.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تصاعدًا في الضغوط السياسية على «أوكرانيا»، ما يزيد من أهمية متابعة تطورات الحالة الصحية لـ«زيلينسكي» عن كثب.
بين حسابات الحرب ومخاوف الخسارة، وجّه الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، رسالة ضغط جديدة إلى زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي»، مُطالبًا بتسريع «اتفاق السلام» لتفادي خسائر إقليمية مُحتملة.
وفي التفاصيل، حث دونالد ترامب، نظيره «زيلينسكي»، خلال اجتماعهما يوم الأحد، على الإسراع في التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع، مُحذّرًا إياه من «احتمال وقوع خسائر إقليمية جديدة».
قال الرئيس ترامب للصحفيين في مقر إقامته بفلوريدا: «لقد تم السيطرة على جزء من هذه الأراضي بالفعل. جزء من هذه الأراضي قد لا يزال مُتاحًا، لكنه قد يتم السيطرة عليه خلال الأشهر القليلة المُقبلة».
يأتي تحذير «ترامب» في وقت يستمر فيه «الجيش الروسي» بالتقدُّم على الأرض ويشدد الخناق على خيارات كييف، ففي يوم السبت، صرّح الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، بأن موسكو كانت تحث أوكرانيا سابقًا على منح سكان دونباس الحق في تقرير المصير، لكن كييف «فضّلت خيار الحرب».
في تصريح أثار موجة واسعة من الجدل السياسي والإعلامي، فجّر نائب أوكراني عاصفة من ردود الفعل بعد حديثه عن «وفاة ترامب» في سياق موقف زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي»، من المشهد الأمريكي، ما فتح بابًا للتساؤلات حول أبعاد هذا التصريح وتوقيته.
وفي التفاصيل، زعم نائب البرلمان الأوكراني، «أرتيوم دميتريوك»، اليوم الجمعة، أن «زيلينسكي» في رده على سؤال حول مصير عضوية أوكرانيا في «الناتو» أعرب عن رغبته في «وفاة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب».
كتب النائب دميتريوك على منصة «تليجرام»: «هذا التصريح لا يُمكن تفسيره بطريقة أخرى. الحديث يدور بالتحديد عن دونالد ترامب وفريقه، الذين يُعارضون بشكل دؤوب ومدروس انضمام أوكرانيا إلى الناتو».
وبحسب أرتيوم دميتريوك، فإن زعيم نظام كييف يتحدث عمليًا عن «الإزالة الجسدية للخصوم السياسيين».
ويوم الخميس الماضي، اعترف «زيلينسكي»، بأن الولايات المتحدة تُعبّر عن موقف ثابت يُسجّل عدم رغبتها في رؤية أوكرانيا عضوًا في «الناتو»، وأن طلبات بهذا الشأن «تُثير الضحك لدى البعض في البيت الأبيض».
في خطوة مُرتقبة تُنذر بتحوّل لافت في مسار «الأزمة الأوكرانية»، يستعد زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، لطرح خطة سلام جديدة على طاولة «واشنطن»، وسط ترقّب دولي لما قد تحمله من تغييرات في موازين الصراع.
