أفادت وكالة «بلومبرج» بأن السلطات الفنزويلية بدأت بإغلاق الآبار في أكبر مناطق الإنتاج النفطي بالبلاد، نتيجة تعذر التصدير بعد الحصار الأمريكي وامتلاء مستودعات التخزين.
وذكرت الوكالة أن السلطات وإدارة شركة بتروليوس دي فنزويلا المملوكة للدولة قررت إغلاق الآبار في حزام أورينوكو النفطي، وسط ارتفاع الاحتياطيات غير المخصصة ونقص سعات التخزين المتاحة.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن إغلاق الآبار يعد خطوة أخيرة غير مرغوب بها، نظرًا لأن إعادة تشغيلها يتطلب تكاليف مالية كبيرة وحلولًا تقنية معقدة.
بين رسائل التحذير والاتهامات المُتبادلة، وضعت الولايات المتحدة نظيرتها فنزويلا في «دائرة الخطر الاستثنائي»، وسط أجواء دبلوماسية مشحونة بالتصعيد في مجلس الأمن.
وفي التفاصيل، اتهم مندوب الولايات المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة، «مايك والتز»، سُلطات فنزويلا تحت قيادة الرئيس «نيكولاس مادورو»، بتشكيل «تهديد استثنائي» لأمن الولايات المتحدة والمنطقة.
قال والتز، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي خُصص لمناقشة الوضع في فنزويلا: «تُشكّل أفعال وسياسات النظام غير الشرعي (لرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تهديدًا استثنائيًا للسلام والاستقرار في نصف الكرة الأرضية، وكذلك لأمن الولايات المتحدة».
وأضاف المندوب الأمريكي، أن بلاده «ستفرض وتُطبق العقوبات بأقصى حد لحرمان مادورو من الموارد التي يستخدمها لتمويل 'كارتيل الشمس'». وهي تسمية تُطلقها واشنطن على جهاز يُزعم أنه تابع للدولة مُتورط في تهريب المخدرات.
وسبق أن رفضت «وزارة الخارجية الفنزويلية»، بشكل قاطع نية الولايات المتحدة إعلان «كارتيل الشمس» منظمة إرهابية، مُؤكّدة أن هذه البنية «غير موجودة»، ووصفت هذه الخطوة بأنها محاولة لـ «تبرير غزو فنزويلا». جاء هذا النفي في سياق تصاعد التوتر في منطقة «البحر الكاريبي»، حيث تقوم الولايات المتحدة بحشد عسكري كبير وتُوجّه اتهامات للحكومة الفنزويلية.
وبين تهديدات مُتبادلة ورسائل سياسية مشحونة، يبقى مستقبل العلاقة بين «واشنطن وكاراكاس» رهين حسابات مُعقّدة لم تتضح ملامحها بعد.
في مشهد سياسي مشحون بالرسائل الحادة، صعّد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، لهجته تجاه «فنزويلا»، مطلقًا تحذيرًا مباشرًا لنظيره «نيكولاس مادورو»، ومُؤكّدًا أن أي قرار «باللعب بقوة» لن يمرّ دون «كُلفة باهظة».
وفي التفاصيل، صرّح دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، أن نظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، حُر تمامًا في التصرف، لكن أي قرار من جانبه «اللعب بقوة» سيكون قراره الأخير، قائلاً: «بإمكانه فعل ما يشاء. لدينا أسطول ضخم، هو الأكبر على الإطلاق، وبالتأكيد الأكبر في أمريكا الجنوبية».
أضاف الرئيس ترامب مُتحدثًا للصحفيين في منزله في مار لاغو في فلوريدا: «بإمكانه فعل ما يشاء، أيًا كان قراره فسيكون مقبولًا. إلا إذا قرر اللجوء إلى أساليب مُتشدّدة، فستكون تلك آخر مرة يتمكن فيها من مُمارسة هذه الأساليب».