أعلنت السلطات السورية، اليوم الثلاثاء، إلقاء القبض على 21 شخصًا في محافظة اللاذقية غرب البلاد، على خلفية اتهامهم بالارتباط بالنظام السوري السابق، وذلك عقب أعمال عنف واضطرابات أمنية شهدتها المحافظة خلال الساعات الماضية، والتي دفعت الجهات المعنية إلى فرض حظر تجول مؤقت في عدد من مناطق المدينة ذات الغالبية العلوية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية، نقلًا عن قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، أن الأشخاص الذين تم توقيفهم متورطون في أعمال إجرامية وتحريض طائفي، إضافة إلى استهداف عناصر وقوات الأمن الداخلي، في محاولة لزعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى داخل المحافظة.
وأكدت القيادة الأمنية أن الأجهزة المختصة تحركت بشكل سريع وحاسم فور اندلاع الأحداث، حيث جرى تنفيذ عمليات أمنية دقيقة أسفرت عن إلقاء القبض على المتورطين وضبط عدد من الأدلة التي تؤكد تورطهم في التحريض والتخطيط لأعمال عنف من شأنها تهديد السلم الأهلي.
وشددت وزارة الداخلية السورية، في بيان رسمي، على أنها لن تسمح بأي تصرفات عبثية أو خارجة عن القانون، مؤكدة أن الدولة ماضية في فرض هيبة القانون وحماية المواطنين دون تمييز، وأن أي محاولات لاستغلال الأوضاع الأمنية أو إثارة النعرات الطائفية ستواجه بحزم شديد.

وفي السياق ذاته، أعلنت السلطات المحلية في اللاذقية فرض حظر تجول مؤقت في عدد من الأحياء، كإجراء احترازي يهدف إلى احتواء الموقف وضمان سلامة المواطنين، إلى جانب منح الأجهزة الأمنية مساحة كافية لاستكمال عمليات التمشيط وملاحقة المطلوبين.
وفي تطور متصل، كشفت وزارة الداخلية السورية عن إلقاء القبض على أديب علي سليمان، الذي شغل منصب رئيس أحد فروع الأمن العسكري خلال فترة حكم النظام السابق، والمعروف بـ فرع سعسع، وذلك في محافظة طرطوس المجاورة.
وقال قائد الأمن الداخلي في طرطوس، العقيد عبدالعال محمد عبدالعال، إن التحقيقات الأولية أظهرت تورط سليمان في إدارة وتنسيق أنشطة أمنية وعسكرية مشبوهة، شملت تسهيل دخول مجموعات مسلحة أجنبية إلى الأراضي السورية، فضلًا عن الارتباط بشبكات تهريب مواد مخدرة، والإشراف على تجنيد ميليشيات مسلحة رديفة للنظام السابق.
وأوضح العقيد عبدالعال أن المتهم تم إحالته إلى القضاء المختص، لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه وفق القوانين المعمول بها، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية مستمرة في ملاحقة كل من يثبت تورطه في جرائم تمس أمن الدولة والمواطنين.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه بعض المناطق السورية حالة من التوتر الأمني، وسط تأكيدات رسمية على مواصلة الجهود لضبط الأوضاع، ومنع أي محاولات لإعادة إنتاج الفوضى أو تقويض الاستقرار الداخلي.