الخليج العربي

السعودية تحذر الإمارات وتطالب بسحب قواتها من اليمن خلال 24 ساعة

الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 - 09:47 ص
هايدي سيد
الأمصار

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن قلق بالغ إزاء التحركات الأخيرة التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة اليمنية، ووصفتها بأنها خطوات «بالغة الخطورة» ولا تنسجم مع الأهداف التي تأسس من أجلها تحالف دعم الشرعية في اليمن، في تصعيد غير مسبوق بلهجة الموقف السعودي تجاه أحد أبرز شركائه في التحالف.


وأكدت الخارجية السعودية، في بيان رسمي، أن التحركات الإماراتية الأخيرة لا تتوافق مع المسار المتفق عليه داخل التحالف العربي، والذي يهدف بالأساس إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية، والحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية وأمنها واستقرارها. 

وأعربت المملكة عن أسفها لما وصفته بالضغوط التي تمارسها أبوظبي على المجلس الانتقالي الجنوبي، لدفعه نحو تنفيذ عمليات عسكرية في محافظتي حضرموت والمهرة، بما يهدد بتفجير الأوضاع ميدانيًا.


وشدد البيان على أن المملكة العربية السعودية ملتزمة التزامًا كاملًا بأمن اليمن واستقراره وسيادته، وبالدعم المطلق لـرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. 

وأوضحت الخارجية السعودية أن أي مساس بأمن اليمن أو وحدته ينعكس بشكل مباشر على أمن المنطقة بأكملها، خاصة دول الجوار وممرات الملاحة الدولية.
تحذير حازم
وفي لهجة حاسمة، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن أي تهديد لأمن المملكة الوطني يُعد «خطًا أحمر»، مشددة على أن الرياض لن تتردد في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية أمنها وسيادتها ومصالحها الاستراتيجية، في حال استمرار أي تصعيد يمس أمنها القومي.
وفيما يتعلق بالقضية الجنوبية، جددت السعودية موقفها الداعم لعدالة هذه القضية، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن حلها لا يكون إلا عبر الحوار السياسي الشامل، وتحت مظلة الدولة اليمنية ومؤسساتها الشرعية، وليس من خلال فرض الأمر الواقع بالقوة أو المغامرات العسكرية التي من شأنها تعقيد المشهد اليمني.
 


وطالبت الخارجية السعودية، بشكل صريح، دولة الإمارات العربية المتحدة بالاستجابة لطلب الحكومة اليمنية الشرعية، والقاضي بسحب قواتها العسكرية من الأراضي اليمنية خلال مهلة لا تتجاوز 24 ساعة. 

كما دعت إلى وقف أي دعم عسكري أو مالي لأي أطراف داخل اليمن، مؤكدة أن استمرار هذا الدعم يسهم في إطالة أمد الصراع وتعقيد فرص التوصل إلى حل سياسي مستدام.


وأكد البيان أن المملكة العربية السعودية تعول على الحكمة، وعلى مبادئ الأخوة وحسن الجوار التي تجمع دول مجلس التعاون الخليجي، مشددة على أن مصلحة اليمن وشعبه يجب أن تكون فوق أي اعتبارات سياسية أو ميدانية.


ويأتي هذا التصعيد السعودي في ظل توترات متزايدة تشهدها مناطق جنوب اليمن، لا سيما في محافظتي حضرموت والمهرة، حيث رُصدت تحركات عسكرية متسارعة لقوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهات أوسع.


وتسعى السعودية، خلال الأشهر الماضية، إلى خفض حدة التصعيد العسكري، ودفع جميع الأطراف اليمنية نحو مسار سياسي شامل، بالتوازي مع جهود إقليمية ودولية تهدف إلى تثبيت الاستقرار، وضمان أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، باعتبارهما من أهم الممرات الاستراتيجية للتجارة العالمية.