في أول رد فعل رسمي على غارات الجوية التي استهدفت «ميناء المكلا» بمحافظة حضرموت، عبّر «المجلس الانتقالي الجنوبي»، في بيان، اليوم الثلاثاء، عن استيائه الشديد، واصفًا العملية بأنها «خيبة أمل من السقوط الأخلاقي»، في موقف يعكس توتر الأجواء بين الفصائل اليمنية والتحالف العربي.
وفي التفاصيل، قال نائب رئيس هيئة المجلس الانتقالي الجنوبي، «هاني بن بريك»، في تصريح علني على منصة «إكس»: إن ما جرى يُمثّل «اعتداءً رسميًا من قِبل المملكة العربية السعودية على حضرموت ومينائها المدني»، (على حد وصفه)، مُعربًا عن خيبة أمله مما حدث.
وأضاف بن بريك، أن قصف ميناء مدني جنوبي يعد «انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني»، مُشيرًا إلى أن المنشآت المدنية تتمتع بحماية قانونية، وأن الميناء يُمثّل شريانًا اقتصاديًا حيويًا للتُجّار والمواطنين في حضرموت.
واتهم نائب رئيس الانتقالي التحالف العربي بممارسة ما وصفه بـ«التضليل الإعلامي والسياسي»، عبر نشر صور ومقاطع مصورة لتبرير العملية العسكرية، مُعتبرًا ذلك «سقوطًا أخلاقيًا»، على حد تعبيره.
كما أعرب بن بريك، عن مخاوفه من أن تُؤدي هذه التطورات إلى «خسارة السعودية لحلفائها»، داعيًا إلى «إنقاذ الملف من أيدي العابثين»، الذين قال إنهم لا يُريدون خيرًا للسعودية ولا للإمارات ولا للجنوب ولا للشمال.
يأتي هذا التصريح في أعقاب إعلان «التحالف العربي» تنفيذه عملية عسكرية محدودة استهدفت أسلحة ومعدات عسكرية أفرغت في ميناء «المكلا»، قال إنها وصلت عبر سفن قادمة من الإمارات دون تنسيق أو تصاريح رسمية، في إطار منع التصعيد وفرض التهدئة في محافظتي حضرموت والمهرة.
من جهة أخرى، أعلن «مجلس حضرموت الوطني»، تأييده الكامل للعملية العسكرية المحدودة التي نفّذها التحالف العربي في ميناء المكلا، لإحباط تهريب أسلحة وعربات قتالية غير قانونية.
على وقع تصاعد التوترات العسكرية في «اليمن»، فجّر «التحالف العربي»، مفاجأة ميدانية بإعلانه تنفيذ ضربة جوية استهدفت ميناء «المكلا»، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد.
وفي التفاصيل، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، فجر اليوم الثلاثاء، تنفيذ ضربة جوية محدودة استهدفت دعمًا عسكريًا خارجيًا لقوات المجلس الانتقالي بميناء المكلا.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، «اللواء الركن تركي المالكي»، بأنه في يومي السبت والأحد (27 - 28 ديسمبر 2025) دخلت سفينتان قادمتان من ميناء الفجيرة الإماراتي إلى ميناء المكلا دون الحصول على التصاريح الرسمية من قيادة القوات المشتركة للتحالف.
أضاف المالكي، أن طاقم السفينتين قام بتعطيل أنظمة التتبع الخاصة بالسفينتين وإنزال كمية كبيرة من الأسلحة والعربات القتالية لدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظات الشرقية لليمن (حضرموت، المهرة) بهدف تأجيج الصراع. وأفاد بأن ذلك يعد مخالفة صريحة لفرض التهدئة والوصول لحلٍ سلمي، وكذلك انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 لعام 2015.
وأوضح اللواء المالكي، أنه استنادًا لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني لقوات التحالف باتخاذ كافة التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين بمحافظتي حضرموت والمهرة، ولما تُشكّله هذه الأسلحة من خطورة وتصعيد يُهدّد الأمن والاستقرار، فقد قامت قوات التحالف الجوية بتنفيذ عملية عسكرية محدودة استهدفت أسلحة وعربات قتالية أُفرغت من السفينتين بميناء المكلا، مُؤكّدًا أنه تم توثيق ذلك ومن ثم تنفيذ العملية العسكرية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية وبما يكفل عدم حدوث أضرار جانبية.
شدد اللواء المالكي، على استمرار قيادة التحالف في خفض التصعيد وفرض التهدئة في محافظتي حضرموت والمهرة ومنع وصول أي دعم عسكري من أي دولة كانت لأي مكون يمني دون التنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف بهدف إنجاح جهود المملكة والتحالف لتحقيق الأمن والاستقرار ومنع اتساع دائرة الصراع.
على وقع التوترات المُتصاعدة في «المشهد اليمني»، عاد «المجلس الانتقالي» الجنوبي إلى واجهة الأحداث بتصريحات جديدة تُؤكّد نفوذه المتنامي في محافظات الجنوب، واضعًا مدينة «عدن» في قلب معادلة سياسية وأمنية تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.