دراسات وأبحاث

ملفات النار على الطاولة.. ماذا دار بين نتنياهو وترامب؟

الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 - 07:04 ص
مصطفى عبد الكريم
 نتنياهو و ترامب
نتنياهو و ترامب

في لحظة إقليمية مشحونة بتقاطع الأزمات وتداخل الحسابات، جلس رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، والرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» على طاولة واحدة، حيث وُضعت ملفات النار من غزة وسلاح «حماس» إلى إيران ومستقبل التوازنات الإقليمية، في لقاء حمل رسائل ثقيلة تتجاوز حدود الدبلوماسية التقليدية، وتكشف ملامح مرحلة جديدة قد تُعيد رسم خرائط الصراع في الشرق الأوسط.

حسابات الحرب والتهدئة

خلف الأبواب المغلقة، لم يكن اللقاء مُجرّد تبادل مواقف، بل ساحة نقاش مُعمّق حول مسارات الحرب والتهدئة معًا، إذ ركّز الطرفان على سيناريوهات اليوم التالي في غزة، وحدود التعامل مع سلاح «حماس»، إلى جانب الرسائل المُوجّهة لإيران بشأن دورها الإقليمي. كما تطرّق النقاش إلى حسابات الردع والتحالفات، في ظل قناعة مشتركة بأن المرحلة المقبلة ستفرض قرارات صعبة قد تُغيّر قواعد اللعبة في المنطقة.

وهيمنت المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس على النقاشات في اللقاء الذي جمع «ترامب ونتنياهو» في الولايات المتحدة، بجانب عدة ملفات أخرى أبرزها «الملف النووي والصاروخي لإيران».

وأكّد الرئيس ترامب، خلال حديثه للصحفيين عقب انتهاء الاجتماع، أنه لا يُوجد فرق يُذكر بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بكافة المناقشات التي دارت بينهما، وشدد على أنهما توصلا سويًا إلى الكثير من الاستنتاجات المشتركة بين الطرفين.

قلق ترامب من حماس

حول وفاء والتزام الاحتلال الإسرائيلي بخطة السلام التي وقّعها «ترامب» في شرم الشيخ وعدم خرقها للمرحلة الأولى، زعم الرئيس الأمريكي، أن حكومة نتنياهو أوفت بخطة السلام مع حماس حتى الآن بنسبة (100%)، مُبدِيًا قلقه مما يفعله الآخرون، في إشارة إلى حماس.

وهدد ترامب، حركة «حماس» بأنه سيكون هناك «عقاب شديد» إذا لم تقم بنزع سلاحها، وفقًا للمرحلة الثانية من خطة السلام، وأعلن عن منح الحركة التي تُدير قطاع غزة فترة قصيرة جدًّا من الوقت حتى تقوم بنزع سلاحها بالكامل، بحجة أن ذلك «عنصر ضروري لتحقيق السلام في المنطقة»، وشدد على أن العواقب ستكون «وخيمة» إذا رفضوا ذلك.

جانب من اجتماع  نتنياهو و ترامب

خلاف حول الضفة الغربية

وخلال الاجتماع، بحسب شبكة «إن بي سي»، اختلف دونالد ترامب ونتنياهو حول ما يحدث في «الضفة الغربية»، وأكّد الرئيس الأمريكي أنه ونتنياهو لم يكونا على وفاق فيما يتعلق بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وعنف المستوطنين الذي يُمكن أن يُقوّض خطة السلام.

وقال الرئيس ترامب: «لقد أجرينا نقاشًا مُوسعًا لفترة طويلة بشأن الضفة الغربية. ولا أستطيع القول إننا متفقون بنسبة (100%) بشأن الضفة»، ورفض الخوض في تفاصيل طبيعة الخلاف، وعاد في النهاية ليُؤكّد أنه يعلم أن «نتنياهو سيفعل الشيء الصحيح».

عواقب أقوى على إيران

حذّر ترامب، إيران من «عواقب» بسبب برنامجها النووي، الذي زعم أنها تُحاول إعادة بناء قدراتها، مُحذّرًا من أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقضي على أي جهود من هذا القبيل، وستكون العواقب «أقوى من المرة السابقة»، ولكنه في الوقت نفسه لم يستبعد إجراء محادثات مع طهران.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، أن حكومته ستمنح جائزة إسرائيل لـ«ترامب»، وقال خلال كلمته للصحفيين في منتجع مارالاغو، إن الرئيس الأمريكي خرق جميع الأعراف، لذلك قرروا في إسرائيل القيام بالأمر نفسه، وقرروا منحه «جائزة إسرائيل»، التي لم يتم منحها إلا لمواطن إسرائيلي طوال (80 عامًا).

ملفات مفتوحة وتحوّلات قادمة

في ختام اللقاء، بدا واضحًا أن ما جرى بين «نتنياهو وترامب» لم يكن مُجرّد مشاورات عابرة، بل محطة مفصلية في مسار إقليمي بالغ التعقيد، حيث تداخلت حسابات الحرب والردع مع رهانات السياسة والتحالفات. وبينما تبقى تفاصيل كثيرة طيّ الكتمان، فإن الرسائل التي خرجت من هذا اللقاء تُوحي بأن «ملفات النار لا تزال مفتوحة»، وأن ما تقرر خلف الأبواب المغلقة قد يرسم ملامح مرحلة جديدة، تتحدد معالمها على وقع التطورات القادمة في المنطقة.