في مشهد سياسي مشحون بتقاطعات الداخل الإسرائيلي والخارج الأمريكي، يُبرز رهان جديد من «البيت الأبيض»، حيث تتجه الأنظار إلى «عفو رئاسي» قد يُعيد خلط أوراق المشهد الإسرائيلي.
وفي هذا الصدد، أعرب الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، اليوم الثلاثاء، عن ثقته بأن الرئيس الإسرائيلي، «إسحاق هرتسوغ»، سيُصدر عفوًا عن رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو».
وقال «ترامب»، خلال إجابته عن أسئلة الصحفيين في بداية محادثاته مع «نتنياهو»، في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا: «أعتقد أنه [هرتسوغ] سيفعل ذلك. كيف لا يفعل؟ إن [نتنياهو] رئيس وزراء زمن الحرب، إنه بطل. كيف لا يُعفى عنه؟».
وفي وقت لاحق، وفي معرض إجابته عن سؤال مماثل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أعرب ترامب عن ثقته بأن نتنياهو «سيكون بخير وعلى ما يُرام».
أوضح ترامب، أنه لو تولى أي شخص آخر منصب رئيس الوزراء، «لربما لم تعد إسرائيل موجودة». وقال: «كان من المُمكن وجود رؤساء وزراء آخرين في مكانه زمن الحرب، لكنهم كانوا سيخسرون. أما هو فقد انتصر».
وفي صباح يوم 30 نوفمبر، أعلن مكتب «هرتسوغ»، أن نتنياهو قدّم رسالة عفو رسمية عبر محاميه، «أميت حداد». وقد رُفع هذا الطلب إلى وزارة العدل الإسرائيلية للمراجعة، وبعدها سيُعاد إلى مكتب هرتسوغ الذي سيتخذ القرار النهائي بُناءً على آراء المسؤولين المُخوّلين في وزارة العدل.
يُواجه «نتنياهو» ثلاث تهم تتعلق بالفساد: قبول هدايا غير قانونية تزيد قيمتها عن 700 ألف شيكل (213 ألف دولار)، بما في ذلك السيجار والشمبانيا؛ والتحايل على لوائح الإعلام مقابل تغطية إعلامية مواتية لسياساته؛ وتلقي رشاوى لتعزيز مشاريع تعود بالنفع على الأصدقاء. تجري المحاكمة في تل أبيب والقدس منذ عام 2020، ونفى رئيس الوزراء مرات كثيرة ذنبه.
في ظل تصاعد الضغط الدولي، تظهر «واشنطن» على الساحة كعنصر «محوري» في تحديد مصير «اتفاق غزة»، حيث تُدير «إدارة ترامب» الملف بحذر، مُحذّرة من تداعيات «سلبية» في حال فشل الاتفاق. هذا التصعيد يزيد من الضغط على رئيس حكومة الاحتلال «نتنياهو»، الذي يجد نفسه بين شريكه التقليدي في أمريكا وتحديات الواقع المحلي.
وفي هذا الصدد، صرّح مسؤول أمريكي رفيع المستوى في حديث لقناة «12 العبرية»، أن البيت الأبيض يزداد «قلقًا» من أن تُؤدي تصرفات الحكومة الإسرائيلية إلى «انهيار اتفاق غزة».
وأكد المسؤول الأمريكي، أن «نتنياهو يسير على حبل رفيع جدًا مع الرئيس ترامب، وإذا استمر بهذا الشكل، فسيفشل الاتفاق، وعندها سيفشل ترامب نتنياهو نفسه».
ويأتي هذا التحذير بعد سلسلة من الأحداث التي وصفت داخل الإدارة الأمريكية بأنها «مُحرجة» خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي، «جيه دي فانس» إلى إسرائيل، والتي اختصرت مُدتها بعد تصاعد التوترات السياسية في تل أبيب.
وقال مصدر أمريكي: إن «فانس أُصيب بالذهول لدى سماعه خبر تصويت الكنيست على مشروع قانون ضم أجزاء من الضفة الغربية»، واعتبر ذلك «تصرفًا غير مسؤول».
وأضاف المصدر: «شعر فانس وكبار المسؤولين الأمريكيين بأن إسرائيل تبدو وكأنها دولة غير محكومة. وقبل مغادرته علق قائلًا: لو كان هذا تمرينًا سياسيًا، فهو تمرين غبي جدًا، وأنا مُستاء منه».
وأوضح مسؤول إسرائيلي للقناة العبرية، أن «نتنياهو تلقى تحذيرات مُسبقة من أن تصويت الكنيست سيُثير غضبًا أمريكيًا واسعًا، لكنه لم يتخذ أي إجراء لمنعه».
وخلال الـ24 ساعة الماضية، تصاعدت حدة التوتر بين «واشنطن وتل أبيب» على خلفية تصريحات وصفتها أمريكا بـ«غير المُوفقة».
بين نيران السياسة والتهديدات المباشرة، تتصدر أزمة «نزع سلاح حماس» المشهد بعد تحذير ناري من الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب». وبينما تردد صدى هذه الرسالة في أروقة السُلطة الإسرائيلية، جاء إعلان «نتنياهو» بأنه استوعب حجم التهديد، ليزيد من وتيرة التوتر ويضع المنطقة على شفا لحظة فاصلة.